استمع إلى الملخص
- تضمن المعرض مناقشات حول الابتكار المناخي والاستدامة، حيث أكد المتحدثون على أهمية التعاون العالمي وزيادة الاستثمارات في المبادرات المناخية لتحقيق مستقبل مستدام.
- معرض المركبات الكهربائية في لندن قدم تجارب قيادة وعروض من 300 عارض، مع التركيز على خطط الحكومة للبنية التحتية للسيارات الكهربائية لتحقيق أهداف صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050.
شهد مركز إكسل في لندن يومي الأربعاء والخميس الماضيين حدثين استثنائيين جمعا بين الابتكار والتكنولوجيا لتحقيق مستقبل مستدام: معرض تكنولوجيا المناخ السنوي ومعرض المركبات الكهربائية. جمع الحدثان نخبة من خبراء المناخ والتكنولوجيا والتنقل المستدام من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة التحديات العالمية المرتبطة بتغير المناخ وتعزيز الانتقال إلى التنقل النظيف. وساهما، من خلال جلسات نقاش ثرية وعروض ابتكارية، في تسليط الضوء على أهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات لتحقيق تحول نحو مستقبل أكثر استدامة.
معرض تكنولوجيا المناخ
عقد معرض تكنولوجيا المناخ يومي 27 و28 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي بوصفه واحداً من أبرز الفعاليات العالمية الرامية إلى تسريع التحول نحو اقتصاد صافي صفري. وعدّ منصة رائدة جمعت أصحاب المصلحة من مختلف أنحاء العالم لمدة يومين بهدف تعزيز التحول العالمي نحو مستقبل مستدام، من خلال التقنيات المبتكرة والتعاونية، مما يجعله أكبر معرض ومؤتمر لتكنولوجيا المناخ في العالم.
وفي هذا السياق، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة Vaillant المنظمة، شارق عبد الحي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن معرض تكنولوجيا المناخ لهذا العام واصل جهوده لتعزيز التواصل بين جميع أطراف النظام البيئي لتكنولوجيا المناخ. وأشار إلى أن المعرض هدفه توفير منصة تجمع المستثمرين وصانعي السياسات والحكومات والشركات الكبرى والناشئة، لمناقشة سبل التعاون ودفع الحوار على مدار يومين.
وبشأن دور المعرض في دعم الأهداف المناخية العالمية، بما في ذلك اتفاق باريس، أشار عبد الحي إلى أن الحدث ركز على الصناعة من جهة، لكنه عكس بشكل كبير ما يحدث على أرض الواقع. وقال: "على الرغم من تركيز الحدث الرئيسي على الصناعة، فالأمر يتعلّق أيضاً بما يحدث بالفعل على أرض الواقع، حيث يمكن رؤية الأشخاص الذين يعملون في هذه الصناعة والذين يعرضون منتجات وابتكارات جديدة. وآمل أن يلعب هذا الحدث دوراً في تسريع التحوّل، عبر ربط المهتمين وأصحاب الرؤى المشتركة في الصناعة".
أما عن الدور الحكومي، فأكد عبد الحي أن أهمية المشاركة الرسمية تكمن ليس فقط في الإعلان عن السياسات الجديدة، بل في الاستماع إلى أصحاب الصناعة لفهم التحديات والفرص التي يواجهونها. وأشار إلى أن جمع صانعي السياسات مع الخبراء من خلال اجتماعات مخصصة يُعدّ جزءاً جوهرياً من أهداف المعرض، مما يعزز فرص التعاون الفعّال ويخلق حلولاً ملموسة للتحديات المناخية.
ولفت إلى أنّ جميع الفعاليات المشابهة تتميز بجوانب فريدة، إذ يركز بعضها على المنطقة التي تقام فيها أو على جانب المناقشات فقط أو على عرض التكنولوجيا. أمّا معرض تكنولوجيا المناخ فيتميز بعرض مجموعة واسعة من الابتكارات العملية، حيث يمكن رؤية الشركات الناشئة التي شاركت في المعرض قبل عامين وقد حققت تقدماً ملحوظاً مع مرور الوقت، مما منحها الفرصة أخيراً لعرض إنجازاتها أمام المستثمرين المحتملين. ورأى أن "ازدحام معرض تكنولوجيا المناخ مرده ليس فقط الحماس لهذه الصناعة، بل أيضاً الرغبة في إجراء تغييرات ملحوظة والاستجابة للقلق المتزايد بشأن القضايا المناخية. هذه الديناميكية تُظهر كيف أن الفعاليات مثل هذه المعارض تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الوعي والتفاعل بين جميع الأطراف المعنية في مجال الاستدامة".
ضم معرض لندن لتكنولوجيا المناخ أكثر من 80 متحدثاً بارزاً من مجالات الابتكار المناخي والاستدامة، وتمحورت المناقشات حول موضوعات مهمة مثل تحقيق صافي انبعاثات صفرية والتطورات في التكنولوجيا الزراعية والمشهد المتطور لأسواق الكربون. من بين هؤلاء المتحدثين، جيمس لوكير من صندوق الابتكار المناخي التابع لشركة مايكروسوفت، ودوغ بار من منظمة السلام الأخضر في المملكة المتحدة، واللذان ناقشا التقنيات التحويلية الضرورية لإزالة الكربون.
وفي السياق، ألقى مدير الأبحاث والبرامج في منظمة كلايمت آرك، فيليكس بريستون، خطاباً أبرز الحاجة الملحة للعمل الجماعي العالمي لمواجهة تغير المناخ. وأكّد على أن الانتقال إلى مستقبل مستدام يتطلب حلولاً مبتكرة وتعاوناً قوياً بين مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومات والشركات والمجتمعات. وتطرّق إلى أهمية التكنولوجيا النظيفة في تسهيل هذا التحول، خاصة في قطاعات الطاقة والنقل والزراعة. ودعا بريستون، إلى زيادة الاستثمارات في المبادرات المناخية، مشددًا على أهمية الجهود التعاونية في التغلب على التحديات التي يطرحها تغير المناخ.
معرض المركبات الكهربائية
عاد معرض لندن للسيارات الكهربائية، في عامه الرابع، ليقدم تجربة متميزة تمتد على مساحة تفوق 14 ألف متر مربع، مع تجارب قيادة وعروض عملية من أكثر من 300 عارض. مثل هذا الحدث منصة شاملة لتلاقي جميع عناصر سلسلة القيمة في صناعة السيارات الكهربائية، مما يعكس التطور المستمر لهذه الصناعة. شملت فعاليات المعرض جلسات مخّصصة تقدمها شخصيات بارزة في مجال السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى ممثلين حكوميين ومجموعة متنوعة من المتحدثين ذوي الصلة، مما جعله المكان المثالي لاستكشاف مستقبل وسائل النقل.
وعن معرض المركبات الكهربائية، أوضح عبد الحي لـ "العربي الجديد" أن هناك كثير من المفاهيم المغلوطة حول هذه الصناعة. على سبيل المثال، يعتقد البعض أن سوق السيارات الكهربائية يتباطأ وأن الطلب عليها يتراجع، لكن عبد الحي رأي أن هذا ليس هو الحال دائماً. إذ تُظهر الاتجاهات العالمية أن الطلب على وسائل النقل المستدامة آخذ في الارتفاع، إذ يرغب كثيرون في الحصول على سيارات كهربائية.
وأردف قائلاً: "نعم، هناك عوامل عدّة تحتاج إلى معالجة، مثل خفض تكلفة هذه المركبات وضمان وجود بنية تحتية متطورة للشحن". وأكد أنه على الرغم من بعض المعلومات الوهمية، فللجمهور نظرة إيجابية لصناعة السيارات الكهربائية، إذ يسعى كثيرون لإحداث تغيير إيجابي في عالم اليوم.
من جهتها، أكدت وزيرة مستقبل الطرق في المملكة المتحدة ليليان غرينوود، في كلمة ألقتها خلال المعرض، على خطط الحكومة الطموحة للبنية التحتية للسيارات الكهربائية. وسلطت الضوء على الدور الحاسم الذي ستلعبه المركبات الكهربائية في تحقيق أهداف المملكة المتحدة المتمثلة في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وركّز خطاب غرينوود على توسيع شبكات الشحن، ودمج التقنيات الذكية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز اعتماد السيارات الكهربائية.
بالإضافة إلى هذه اللوائح، سلّطت غرينوود الضوء على استثمار حكومة المملكة المتحدة أكثر من 6 مليارات جنيه إسترليني في البنية التحتية للشحن، بما في ذلك تركيب 71 ألف نقطة شحن عامة وتوفير أجهزة الشحن المنزلية لأكثر من 680 ألف أسرة. وأشارت إلى الجهود المستمرة لتركيب عشرات الآلاف من نقاط الشحن المحلية، مع تخصيص 200 مليون جنيه إسترليني إضافية لنشر البنية التحتية في المستقبل، ولا سيما معالجة التحدي المتمثل في إمكانية الوصول للسائقين الذين ليس لديهم موقف سيارات بعيداً عن الشارع.