تغريدة لقوى الأمن تؤجج غضب اللبنانيين: من يحمي الشعب؟

تغريدة لقوى الأمن تؤجج غضب اللبنانيين: من يحمي الشعب؟

16 اغسطس 2021
منازل المواطنين المنفجرة لم تستدعِ اعتقالات بعد (حسين بيضون)
+ الخط -

أثارت تغريدة لقوى الأمن اللبناني تقول فيها إنّها لن تتوانى عن اعتقال المعتدين على حرمة المنازل غضباً واسعاً في البلاد، تزامناً مع الغضب إثر انفجار عكار أمس، ومع الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت الذي لم يحاسب أحد بسببه ولم يعتقل إلا من طالب بالعدالة في ملفه.

ويعيش اللبنانيون في حالةٍ من الغضب واليأس المتواصلين، اللذين ينتجان عن أزمات متلاحقة تخنقهم ولا تترك لهم متنفساً أو وقتاً لاستيعاب الخسائر والمشاكل. وبعد الانفجار في عكار أمس الذي نتج عن احتراق خزان وقود وتسبب بسقوط 28 قتيلاً على الأقل وإصابة العشرات، في ظلّ تدهور القطاع الصحي وعدم وجود أدوية لمعالجة الحروق، ازداد ذلك الغضب، إذ اعتبر اللبنانيون أنهم يُدفعون لموت يومي مجاني. 

وليلاً، خرج متظاهرون إلى الشوارع في عدد من المناطق اللبنانية، وجرى التظاهر أمام منازل سياسيين في الشمال واقتحام أحدها، فيما حطّم متظاهرون واجهة منزل رئيس الحكومة المكلّف في بيروت نجيب ميقاتي، وهو من أغنى رجال الأعمال في العالم، وينحدر من شمال لبنان الفقير، وكتبوا "عكار حرقوها نوابها" على أحد جدران مداخل المبنى. سريعاً، اشتبكت قوات مكافحة الشغب مع المتظاهرين وألقت عليهم القنابل المسيلة للدموع، كما اعتقلت بعضهم، وهم من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، ما زاد الغضب أيضاً. ثم وصل الجيش اللبناني إلى المكان على آليات فتحت رشاشاتها، ما زاد الوضع توتراً. 

انفجار عكار جاء بعد عام و10 أيام على انفجار مرفأ بيروت، الذي لا تزال التحقيقات فيه تواجه عراقيل نتيجة حماية الطبقة السياسية اللبنانية بعضها بعضاً، وعدم السماح بمحاسبة أي من المسؤولين عن تخزين النترات في المرفأ أو الوصول إلى العدالة لضحايا الانفجار الذي دمّر بيروت فوق رؤوس ساكنيها، وهو ملف يخلّف غضباً واسعاً في لبنان.

تزامناً مع كل ذلك، نشرت قوى الأمن الداخلي اللبناني تغريدةً توعّدت فيها المعتدين على ما أسمته حرمات المنازل، ما أجج غضب اللبنانيين الذين اعتبروا أنّ قوى الأمن باتت تحمي السلطات وليس الشعب، فليس هناك من معتقلين من المسؤولين عن تفجير بيروت بأكملها، لكن يعتقل من يطالب بحق من رحلوا وبحق مدينته. وقالت التغريدة "كل من قام بالاعتداء  على حرمة المنازل اليوم سيتم توقيفه وفقا للقانون ولن نتوانى مستقبلًا عن ذلك #قوى_الأمن".

وجاءت الردود واسعة. وكتبت فدا "ماتت أمي وهي بحرمة منزلها من ورا تفجير المرفأ وبعدكن ما وقفتو حدا.". وقال الصحافي رياض قبيسي "قصدهم منازل أفراد العصابة! على اعتبار أنهم حراس العصابة!".

وتساءل الإعلامي دومينيك أبو حنا "إنتو شغلتكن تحموا اللي عم يقتلونا أو تحمونا من اللي عم يقتلونا؟". وتساءلت الإعلامية أماني جحا "ومنازل الناس لي فقدت أولادها، لي بطل فيها أكل، يلي فقدت مصرياتها، مش اعتداء على حرمة الشعب يلي إنتو موكلين بالدرجة الأولى بحماية أمنهن وأمانهن؟ أو إنتو بتشتغلو عند السياسيين؟".

وكتبت الفنانة إليسا "إنتوا حماة الوطن إنتوا؟ إنتوا مأتمنين على أمننا؟ روحو نبشو عللي دمروا آلاف المنازل وقتلوا ميات الشهدا  ب 4 آب واليوم بعكار! قال قوى الأمن قال". وتساءل المخرج سعيد الماروق "وحرمة آلاف البيوت يلي تدمرت ومئات الشهداء مين بيجيب حقهم وين وفقاً للقانون من انفجار 4٤ آب وين وفقاً للقانون من انفجار عكار أول ما تعرض بيت نائب صار حرمة ووفقاً للقانون أين أنتم صدقاً".

وتساءلت الإعلامية دلال معوض "حرمة منازل الناس يلي تفجرت بأربعة آب شو؟ سريعين بتوقيف المتظاهرين وتطبيق القوانين عليهم بس على السياسيين المجرمين سنة كاملة ما قربتوا. بكفي بقا. استحوا #لبنان".

وكتبت الناشطة داليا أحوش "قوى الأمن ذراع النظام بوجه الناس! حماة المنظومة وحماة المجرمين!". وعلق طوني مخلوف "قوى أمن السياسيين قصدكن؟؟ نحنا ما عنا قوى تحمي الشعب بهالبلد…".

أما المصور رامي رزق، فقد نشر صورةً جويةً التقطها لبيروت المنكوبة بسبب انفجار بيروت، وأعاد كتابة ما دونته قوى الأمن "كل من قام بالاعتداء على حرمة هذه المنازل سيتم الانتقام منه وفقاً للقانون ولن نتوانى مستقبلاً عن ذلك.".

 

المساهمون