ترامب في حرب ضد الإعلام الأميركي التقليدي

22 ابريل 2025
ترامب على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى ميامي، 12 إبريل 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشنّ دونالد ترامب حرباً ضد وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية، مستبدلاً إياها بمدونين ومقدمي برامج صوتية محافظين يروّجون لأجندته، مما أدى إلى تصاعد عدائه لشبكات مثل CNN و"نيويورك تايمز".
- اتخذت إدارة ترامب خطوات لتفكيك وسائل الإعلام العامة وتهديدها بحرمانها من التمويل، مما أدى إلى تراجع الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة العالمي.
- في ظل تزايد الشكوك تجاه الإعلام التقليدي، يعتمد ترامب على مؤثرين يتفقون مع أجندته، مما يثير القلق حول مستقبل الصحافة الاستقصائية.

برفعه دعاوى قضائية وخطبه اللاذعة التي تصفها بـ"عدو الشعب"، يشنّ دونالد ترامب حرباً مستمرة ضد وسائل الإعلام الأميركي الرئيسية، مستبدلاً إياه بالمدونين ومُقدّمي البرامج الصوتية (البودكاست) المحافظين، الذين يروّجون لأجندته المتطرفة. وصعّد الرئيس عداءه الراسخ لشبكات الأخبار التلفزيونية مثل CNN وصحف مثل "نيويورك تايمز"، لكن حتى وكالة أسوشييتد برس المرموقة تعرّضت لانتقادات شديدة.

معارك ترامب المتتالية ضد الإعلام الأميركي

مُنعت وكالة أسوشييتد برس من دخول المكتب البيضاوي وطائرة الرئاسة الأميركية بسبب قرارها استخدام اسم "خليج المكسيك" بدلاً من "خليج أميركا" الذي اختاره ترامب. وإلى جانب خطابه الناري ضد الصحافة، رفع ترامب دعوى قضائية على شبكة CBS، وصحيفة دي موان رجستر الإقليمية، وضغط على شبكة ABC التي دفعت 15 مليون دولار بعد تهديدها بدعوى تشهير.

وتحركت إدارة ترامب بسرعة لتفكيك إذاعة صوت أميركا، وإذاعة أوروبا الحرة، وإذاعة آسيا الحرة، والتهديد بحرمان الإذاعة العامة الأميركية NPR وخدمة البث العام PBS من التمويل الفيدرالي. وإيلون ماسك، الداعم الرئيسي لترامب وعضو إدارته، صرّح بأن الفريق الذي يقف وراء برنامج "60 دقيقة" الرائد على شبكة CBS يستحق السجن. وأطلقت لجنة الاتصالات الفيدرالية، التي يرأسها حليف لترامب، تحقيقاتٍ ضد شبكات CBS وABC وNBC، إلى جانب NPR وPBS.

وتراجعت الولايات المتحدة من المركز 45 إلى المركز 55 في مؤشر حرية الصحافة العالمي لمنظمة مراسلون بلا حدود عام 2024. ونقلت وكالة فرانس برس عن مديرة برنامج الولايات المتحدة في لجنة حماية الصحافيين، كاثرين جاكوبسن، أن "تحركات البيت الأبيض لتقليص قدرة الصحافيين على أداء عملهم وتوثيق ما يحدث غير مسبوقة". وأضافت أن "هذه المحاولة للسيطرة على السرد الصحافي تهدّد حرية الصحافة والقيم الديمقراطية الأميركية". كما نقلت عن أستاذ الصحافة في جامعة مدينة نيويورك، ريس بيك، اعتقاده بـ"أننا في وضع جديد تماماً،  من خلال استخدام سلطة الحكومة لقمع حرية التعبير وتهديد المؤسسات الإخبارية".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

نظام يتجاوز الإعلام الأميركي التقليدي

في أول مائة يوم له، استقبل البيت الأبيض مؤثرين ومذيعين ومعلقين متفقين مع أجندته، اعتمد عليهم ترامب خلال حملته الانتخابية، وهم غير معروفين بقول الحقيقة للسلطة. ويقول بيك إن ترامب "بنى علاقات مع وسائل إعلام يمينية مستقلة بديلة منذ فترة طويلة، منذ عامي 2015 و2016". ويستغل ترامب تزايد الشكوك وتجاهل وسائل الإعلام الأميركي التقليدية بين المواطنين العاديين في البلاد. في عام 2024، قال 31 في المائة فقط من المشاركين في استطلاع أجرته مؤسسة غالوب إنهم يثقون بوسائل الإعلام الرئيسية كمصدر معلومات كاملة ودقيقة وغير متحيّزة، وهي نسبة أقل من 50 في المائة المسجّلة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وليس من الواضح إلى أي مدى يمكن لترامب أن يصل في بلدٍ يتمتع بتقاليد عريقة في الصحافة الاستقصائية، حيث يحمي التعديل الأول للدستور حرية التعبير. تنقل الوكالة عن أستاذ الصحافة في جامعة نورث إيسترن، دان كينيدي، أن "قدرته محدودة"، "يمكنه محاولة العثور على بعض الأهداف هنا وهناك، لكنه بالتأكيد لم يتمكن من فعل أي شيء حيال صحيفة نيويورك تايمز، التي تُقدم تقارير ممتازة عن فوضى إدارة ترامب". ومع ذلك، يحذّر كينيدي من أن ترامب يسعى إلى تصميم نظام إعلامي "سيتجاهل فيه الجميع صحيفة نيويورك تايمز، باستثناء جمهورها الأساسي".

المساهمون