تحولات في "واشنطن بوست": جيف بيزوس يحدّد توجهات قسم الرأي

27 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 12:42 (توقيت القدس)
أمام مقر صحيفة واشنطن بوست الأميركية، 16 مايو 2019 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن جيف بيزوس عن تغيير في توجهات قسم الرأي بصحيفة واشنطن بوست للتركيز على "الحريات الشخصية والأسواق الحرة"، مما أدى إلى استقالة المحرر الرئيسي ديفيد شيبلي، مع تأكيد بيزوس على عدم نشر مقالات تتعارض مع هذه الأفكار.
- ويليام لويس، ناشر الصحيفة، أوضح أن التغيير يهدف إلى الوضوح في الدفاع عن مبادئ الصحيفة، رغم التحديات والاضطرابات التي تواجهها، مثل استقالة رئيسة التحرير السابقة سالي بوزبي وبديلها روب وينت.
- قرار الحياد في الانتخابات الرئاسية الأميركية أدى إلى خسارة في عدد المشتركين واستقالة ثلث هيئة التحرير، مع رحيل مراسلين بارزين واستقالة رسامة الكاريكاتير آن تيلنايس، مما يعكس التوترات الداخلية.

أعلن مالك صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الملياردير جيف بيزوس، أمس الأربعاء، عن تحوّل في توجهات قسم الرأي فيها، مشيراً إلى أنّه سيركّز على "الحريات الشخصية والأسواق الحرة"، من دون نشر أي مقال يتعارض مع هذه الأفكار، وهو الأمر الذي أدى إلى استقالة المحرر الرئيسي في الصفحة، ديفيد شيبلي.

وكتب مؤسس شركة أمازون، والذي استحوذ على "واشنطن بوست" عام 2013، في رسالة وجهت إلى الصحافيين بالبريد الإلكتروني ونشرها لاحقاً عبر حسابه على منصة إكس: "سنكتب كل يوم لدعم والدفاع عن ركيزتين: الحريات الشخصية والأسواق الحرة. سنغطي مواضيع أخرى أيضاً بالطبع، لكن وجهات النظر المعارضة لهاتين الركيزتين ستُترك للآخرين كي ينشروها". 

واعتبر بيزوس أنّ "واشنطن بوست" ليست بحاجة إلى قسم رأي يضم طيفاً واسعاً من وجهات النظر، وذلك بسبب تنوع الآراء المتاح عبر الإنترنت والمنصات المختلفة. وتابع: "كان هناك وقت حيث كانت الصحيفة ترى أنها تخدم القارئ من خلال تقديم قسم رأي متنوع كل صباح، بهدف تغطية جميع وجهات النظر. اليوم، يقوم الإنترنت بهذا الدور". كما أشار في رسالته إلى أنّه عرض على شيبلي فرصة الاستمرار في "هذا الفصل الجديد"، لكنّ الأخير رفض العرض و"قرر الابتعاد".

بدوره، أبلغ ناشر "واشنطن بوست" ورئيسها التنفيذي، ويليام لويس، الموظفين في بريد إلكتروني، أمس الأربعاء، بأنّ التغيير لا يتعلق "بالانحياز إلى أي حزب سياسي"، وتابع: "هذا يتعلق بالوضوح التام بشأن ما ندافع عنه لكوننا صحيفة".

ومن المتوقع أن يكون لقرار جيف بيزوس الجديد انعكاس على شعبية الصحيفة العريقة التي تعاني مشاكل واضطرابات متعددة منذ تولّي لويس مسؤوليتها قبل عام، بحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية. إذ استقالت رئيسة تحرير الصحيفة سالي بوزبي في يونيو/ حزيران الماضي، ثمّ انسحب بديلها روب وينت الذي اختاره لويس لتولي المنصب.

ثمّ واجهت الصحيفة أزمة كبيرة، بعد إعلانها الوقوف على الحياد بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي كسبها الأول في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. ترجمت محاولة النأي بالنفس هذه بشكل كارثي في الواقع، إذ خسرت الصحيفة التي ترفع شعار "الديمقراطية تموت في الظلام" أكثر من 200 ألف مشترك، كما استقال ثلث أعضاء هيئة التحرير احتجاجاً على القرار.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فشهدت الفترة الماضية رحيل عدد من المراسلين البارزين، من بينهم مايكل شيرر وأشلي باركر اللذين انتقلا إلى "ذي أتلانتيك"، فيما انضم جوش داوسي إلى "وول ستريت جورنال". كذلك، استقالت رسامة الكاريكاتير آن تيلنايس، في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد أن رفض قسم الرأي نشر رسم كاريكاتوري يظهر مالك الصحيفة جيف بيزوس، وهو ينحني مع أصحاب كبرى شركات التكنولوجيا أمام تمثال للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

المساهمون