تاريخ موجز للقُبلة في السينما المصرية

تاريخ موجز للقُبلة في السينما المصرية

18 فبراير 2022
لم تقبّل فاتن حمامة أحداً في أفلامها سوى زوجها عمر الشريف (فيسبوك)
+ الخط -

جددت تصريحات الممثل أحمد فلوكس الجدل حول تصوير القبلات في السينما المصرية. وجّه فلوكس نقدًا لاذعًا للمخرج هادي الباجوري، بعد تصريحات للأخير أكد فيها أنه يؤيد تجسيد المشاهد الرومانسية والقبلات في الأفلام، وأنه ليس لديه ما يمنع من قيام زوجته، الفنانة ياسمين رئيس، بتقديم مثل هذه النوعية من المشاهد.
وكما هي العادة مع تكرار ذلك الجدل، أدلى كل طرف بدلوه في القضية التي تثار كل فترة في الوسط الفني المصري، ومنذ تصوير أول قبلة في تاريخ السينما المصرية والعربية، والتي كانت في فيلم "قبلة في الصحراء" عام 1927، للمخرج الفلسطيني المصري إبراهيم لاما، وهو فيلم سينمائي روائي مصري وعربي طويل وصامت من إنتاج 1927، ومثل فيه بدر لاما وبدرية رأفت وأنور وجدي.
لم تسبب القبلة التي ظهرت في ذلك الفيلم الكثير من الجدل، وذلك لعدم شهرة الفيلم، ولكن بعده جاءت أشهر قبلة في تاريخ السينما المصرية، والتي تسببت في أزمة كبيرة تدخل بها الأزهر واحتج عليها بعد عرض الفيلم، وقدم بلاغًا للأمن العام، أدى إلى حذفها، وهي تلك القبلة التي تم تصويرها في فيلم "الوردة البيضاء" عام 1933، بين الفنان المطرب محمد عبد الوهاب، والنجمة الشامية سميرة خلوصي.
وبسبب حذف القبلة التي تم تصويرها في فيلم "الوردة البيضاء"، أصبحت القبلة التي جرى تصويرها في فيلم "العزيمة" عام 1939 أول قبلة واضحة وصريحة، وكانت بين الفنان حسين صدقي والفنانة ​فاطمة رشدي​.
ظلت القبلات في السينما المصرية تمر مرور الكرام بداية من فترة الخمسينيات. ثم جاءت موجة أفلام توغو مزراحي، مثل فيلم "سلامة" عام 1945، من بطولة أم كلثوم، وفيلم "سلفني 3 جنيه"، من بطولة علي الكسار عام 1939، وغيرها من الأفلام التي حرص صناعها على أن ينتهي الفيلم بقبلة تجمع البطل والبطلة، وهو ما أصبح تقليدًا اتبعه معظم المخرجين في تلك الفترة، ولم تتسبب تلك القبلات في أي أزمات.
بقي الوضع في السينما المصرية كما هو عليه حتى فترة الثمانينيات، عندما أخذت الجماعات الإسلامية مساحات واسعة داخل المجتمع، حيث بدأ أعضاؤها التحذير من مشاهدة الأفلام التي يتخللها رقص وخمور وملابس مكشوفة.

يقول الناقد وحيد فريد، في كتابه "تاريخ الرقابة السينمائية في مصر"، إن أعضاء الجماعات الإسلامية تولوا منع الجمهور من مشاهدة فيلم "حمام الملاطيلي"، وإن قوانين الرقابة نفسها في عهد الرئيس الراحل أنور السادات شملت كثيرًا من القيود التي كان مسموحًا بها في السابق.
وكان الفنان أحمد فلوكس قد انتقد المخرج هادي الباجوري بسبب تأييده تجسيد المشاهد الرومانسية والقبلات في الأفلام. وطالب فلوكس الباجوري بالتحدث عن نفسه فقط، لأن المجتمع لا يقبل مثل هذه الأمور، وكتب على فيسبوك: "مش فاهم بيتاخد رأي جنابه ليه؟ ده ملوش ولا فيلم ناجح"، وتساءل قائلًا: "امتى المهنة دي تنضف بقى؟".

ومن جهته، قال الفنان أشرف طلبة، سكرتير نقابة المهن التمثيلية، في تصريحات صحافية، إن النقابة لم تصلها أي شكوى حتى الآن بشأن تصريحات الفنان أحمد فلوكس على مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بالمخرج هادي الباجوري.
وأضاف طلبة أن الفنان "يجب أن يكون مسؤولًا تمامًا عن الكلمات التي تخرج منه، وعدم الإساءة للفن أو لزملائه في المهنة"، مؤكدًا أن النقابة ستتحرك حال تقدم الباجوري بشكوى إليها ضد فلوكس وتضرره من كلماته ومطالبته بالتحقيق معه.
لم يكن الفنان أحمد فلوكس أول الرافضين لفكرة القبلات في السينما. ففي العام الماضي، انتقد الممثل المصري أحمد زاهر الجدل حول الفكرة ومدى جدواها، وأكد رفضه لتلك المشاهد، وأن يكون هو أو ابنته الممثلة ليلى زاهر جزءًا من أي من مشهد ساخن اعتبره يسيء للممثل وأبنائه وأحفاده.
وقبل فلوكس وزاهر، شهدت مسيرة السينما المصرية الكثير من الرافضين لفكرة القبلات، ومن أشهر هؤلاء كانت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي لم تصور أي قبلة إلا مع زوجها عمر الشريف، والفنانة سميرة أحمد، التي وضعت شرطًا برفض القبلات قبل أن توقع على أي عقد عمل.

ومن أشهر الممثلات الرافضات للقبلات الفنانة المعتزلة نورا، التي رفضت أن تقبل الفنان عادل إمام في أفلام عديدة شاركته في بطولتها، مثل فيلم "غاوي مشاكل" عام 1980، و"عنتر شايل سيفه" عام 1983، و"المحفظة معايا" عام 1978.
ومن بين هؤلاء أيضًا الفنانة آثار الحكيم، التي لم تصور أي قبلة حتى مع مشاركتها مع عادل إمام في فيلمه الشهير "النمر والأنثى"، من إنتاج عام 1987، وأيضاً فيلم "قاتل ما قتلش حد" عام 1978، وكانت ترفض منذ البداية السيناريو الذي يتضمن مشاهد حميمة.

سينما ودراما
التحديثات الحية

فردوس عبد الحميد أيضًا ابتعدت عن تقديم القبلات في السينما، وكذلك الفنانة عفاف شعيب. في فيلمها مع حسين فهمي ("خدعتني امرأة"، 1979)، رفضت شعيب تقديم قبلة، فلجأ صنّاع العمل إلى الخدعة السينمائية بعيداً عن تنفيذها بشكل واقعي. وإضافة إلى هؤلاء، هناك الممثلة والإعلامية نجوى إبراهيم، التي تحدت المخرج يوسف شاهين في فيلم "الأرض" عام 1969، ورفضت أن تؤدي مشهداً فيه قبلة مع عزت العلايلي، وقالت، حينها، إنها ابنة التلفزيون ولا يمكن أن تظهر أمام الناس بعد مشهد فيه قبلة.

المساهمون