تأجيل عودة مركبة "شنتشو-20" الصينية بسبب اصطدامها بخردة فضائية

05 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 11:51 (توقيت القدس)
لحظة انطلاق مركبة الفضاء المأهولة "شنتشو-20"، 24 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأجلت عودة مركبة "شنتشو-20" بسبب احتمال اصطدامها بحطام فضائي، مما يبرز الخطر المتزايد لهذه النفايات على الرحلات الفضائية. انطلق الرواد في إبريل إلى محطة "تيانغونغ" وكانوا يستعدون لإنهاء إقامتهم.

- برنامج "شنتشو" ينقل رواد الفضاء الصينيين لأداء مهام متعددة، ونجح طاقم "شنتشو-21" في الالتحام بالمحطة. يضم الفريق قائد المهمة تشن دونغ وطيار المقاتلات تشن تشونغ روي والمهندس وانغ جيه.

- تزايد خطر "الخردة الفضائية" أدى لدعوات دولية للتعاون في إدارة حركة المرور الفضائي. دعا الرئيس الصيني لإنشاء مركز لرصد الحطام، وتبادلت بكين وواشنطن الاتهامات حول توليد الحطام.

أعلنت وكالة الفضاء المأهول الصينية (CMSA) الأربعاء تأجيل عودة مركبة الفضاء "شنتشو-20" (Shenzhou-20)، وعلى متنها ثلاثة رواد فضاء صينيين إلى الأرض، بعد الاشتباه بتعرّض المركبة لاصطدام بجزيئاتٍ دقيقةٍ من الحطام الفضائي.

وقالت الوكالة في بيانٍ إن "تحليل الاصطدام وتقييم المخاطر لا يزالان قيد التنفيذ"، من دون أن تُقدم جدولاً جديداً لموعد العودة الذي كان محدداً في الأصل للهبوط في شمال الصين يوم الأربعاء. ويُبرز هذا التأخير خطراً متزايداً يُشكّله الحطام الفضائيّ على رحلات الفضاء. فهذه النفايات، التي تُعرف أيضاً باسم "الخردة الفضائية"، تتكون من أجزاءٍ لمراحل إطلاقٍ مهجورةٍ أو لمركباتٍ فضائيةٍ تدور على ارتفاع مئات الأميال فوق سطح الأرض، ما يُعرّض الأقمار الصناعية والمركبات النشطة في المدار لخطر الاصطدام.

وانطلق الروّاد الثلاثة، الذين ينتمون إلى بعثة "شنتشو-20"، إلى محطة الفضاء "تيانغونغ" (Tiangong) في إبريل/نيسان، وكانوا يستعدّون لإنهاء فترة إقامتهم التي استمرت ستة أشهر. ويضمّ الفريق قائد المهمة تشن دونغ، وطيار المقاتلات تشن تشونغ روي، والمهندس وانغ جيه. وكان طاقمهم البديل في بعثة "شنتشو-21" قد نجح في الالتحام بالمحطة الفضائية يوم السبت الماضي.

ينقل برنامج "شنتشو" (Shenzhou) روّاد الفضاء الصينيين من وإلى محطة "تيانغونغ"، حيث يمكثون لمدّة ستة أشهرٍ يؤدون خلالها مجموعةً من المهام، من بينها إصلاح الأضرار التي قد تُلحقها الجسيماتُ الفضائية بالمحطة.

تجدر الإشارة إلى أنّ عودة طاقم بعثة "شنتشو-19" في إبريل/نيسان الماضي قد تأخّرت ليومٍ واحدٍ فقط بسبب سوء الأحوال الجوية في موقع الهبوط، لكن هذه هي المرة الأولى التي تتأجل فيها مهمة العودة بسبب الحطام الفضائي. 

تزايد الخطر الناتج عن "الخردة الفضائية"

أدّى الازدياد السريع في كمية الحطام الفضائي خلال السنوات الأخيرة إلى تنامٍ في الدعوات الدولية إلى التعاون في إدارة حركة المرور في الفضاء.

وخلال منتدى عُقد العام الماضي، دعا الرئيسُ الصيني شي جين بينغ الدول العربية إلى العمل مع الصين لإنشاء مركزٍ لرصد الحطام الفضائيّ. كما طالبت لجنةٌ تابعةٌ للأمم المتحدة مختصّةٌ بتنسيق حركة المرور الفضائية العام الماضي بضرورة التحرّك العاجل، لإنشاء قاعدة بياناتٍ مشتركةٍ للأجسام المدارية، وإطارٍ دوليٍّ لتتبعها وإدارتها.

وفي عام 2021، قدّمت الصين شكوى إلى الأمم المتحدة تفيد بأن محطة "تيانغونغ" اضطُرّت إلى تنفيذ مناورتين طارئتين لتجنب الاصطدام بشظايا ناجمةٍ عن أقمار "ستارلينك" التابعة لشركة "سبايس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، والتي تُعدّ من أكثر الأجسام انتشاراً في المدار الأرضي المنخفض.

على مدى سنواتٍ، تبادلت بكين وواشنطن الاتهامات حول التسبّب في توليد الحطام الفضائي. ففي وثيقةٍ قدّمتها البعثة الدائمة للصين لدى الأمم المتحدة عام 2022، أشارت إلى أن "قوة عظمى بعينها، وهي أول دولةٍ تُجري تجارباً على أسلحةٍ مضادّةٍ للأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي، قد نفّذت مزيداً من هذه التجارب وخلقت حطاماً فضائياً أكثر من أي دولةٍ أخرى"، في إشارةٍ إلى الولايات المتحدة.

وكانت واشنطن قد وصفت اختباراً صينياً لصاروخٍ مضاد للأقمار الصناعية عام 2007 بأنه "تصرفٌ غير مسؤول"، بعد أن دمّر قمراً صناعياً في مدارٍ قطبيٍّ وخلّف سحابةً ضخمةً من الحطام الفضائيّ.

التكنولوجيا الصينية لتقليل مخاطر الاصطدام

استثمرت الصين في تطوير تقنياتٍ متقدمةٍ تهدف إلى تقليل مخاطر الاصطدام الناتجة عن الحطام الفضائي، من بينها تقنيات المراقبة بالليزر، وأجهزةٌ تُعرف باسم "الأشرعة المدارية" (Deorbiting Sails)، وهي أشرعةٌ تُفتح بعد انتهاء مهمة المركبة لتُسرع دخولها الغلاف الجوي، فتتحلل وتحترق بالكامل من دون أن تترك وراءها أي حطامٍ فضائي.

المساهمون