"بورنستار" لكارولين لبكي: لا أحد ينتبه إلى شباب لبنان في سينما
استمع إلى الملخص
- لبكي تؤكد أن السينما اللبنانية تعكس الهوية الوطنية والجراح الجماعية، لكنها تفتقر لسرد قصص الشباب في مرحلة البلوغ، حيث يندر تناول قضاياهم وتحدياتهم اليومية على الشاشة.
- غياب السرديات الشبابية في السينما اللبنانية يعكس فجوة ثقافية، حيث يبحث الشباب عن قصص تشبههم في الإنتاجات الغربية، مما يستدعي صناعة سينما محلية تروي قصصهم بصدق.
قبل أيامٍ قليلة، بدأت العروض التجارية المحلية لـ"بورنستار" (2025)، للّبنانية كارولين لبكي، المُشاركة في كتابته مع طوني إيلي كنعان، الذي يُمثِّل فيه أيضاً إلى جانب نور حجار وزياد صليبا وإيلي نجيم: جي. دي. شابٌّ لبناني ـ أميركي في سنته الدراسية الجامعية الأخيرة. لديه عشرة أيام فقط لجمع سبعة آلاف دولار أميركي، أو يُضطرّ إلى التخلّي عن إكمال دراسته. مع فريق من الهامشيين، يُخطّط لأجرأ مشروع في لبنان: إطلاق أول موقع أفلام إباحية في البلد.
بهذه القصّة، يُعتبر الفيلم "كوميديا تمرّد وبلوغ سنّ الرشد"، المحتفلة بشبابٍ "يتجرّأون على تحدّي التابوهات والمعايير الاجتماعية"، كما في التقديم الرسمي.
تقول لبكي، في الملف الصحافي لـ"بورنستار"، إنّ السينما اللبنانية "انعكاسٌ للهوية الوطنية والتاريخ والجراح الجماعية"، وإنّها راويةُ "قصص الحرب والذاكرة والتهجير والبقاء، بعمق وبراعة فنية". لكنّ فصلاً واحداً، بالنسبة إليها، لا يزال غير مكتوب: "الحياة اليومية للشباب في مرحلة البلوغ. لا كشخصيات ثانوية أو رموز لمستقبل البلد، بل كأشخاص حقيقيين، مُعقّدين، يعيشون في المساحة الهشّة بين المراهقة والنضج".
تُضيف أنّ هناك صمتاً كبيراً يحصل عندما يتعلّق الأمر بسرد قصص تتمحور حول الشباب في لبنان: "هذا الصمت صارخ. يندر أنْ نجد أفلاماً تخاطب فئة الشباب، وتعكس قلقهم ورغباتهم وتناقضاتهم، والفوضى العاطفية التي ترافق مرحلة النمو في بلدٍ يعيش دائماً على حافة الانهيار". وتتساءل: "ماذا يعني أنْ تقع في الحب في بلدٍ، يغادره الناس باستمرار؟ كيف تبدو الصداقة في مدينةٍ، تعتمد كلّ تفاصيلها على برنامج تقنين الكهرباء؟ كيف يتخيّل الإنسان مستقبلاً في مكان لا طريق واضحة فيه؟"، مُعتبرة أنّ هذه التساؤلات غير "فلسفية"، بل جزء من واقع يومي للشباب اللبنانيين، و"مع ذلك، يندر تناولها على الشاشة".
لكنّ الحاصل أنّه "غالباً ما يُصوَّر الشباب في السينما اللبنانية من خلال عيون الأجيال الأكبر سنّاً"، و"يُختزلون إلى رموز أمل أو إحباط أو تمرّد". أمّا عوالمهم الداخلية ومخاوفهم وأفراحهم وانكساراتهم وصراعاتهم اليومية، فـ"غائبة إلى حدّ كبير". نتيجة ذلك، "ينشأ جيل كامل يبحث عن قصص تشبهه في مكان آخر. يتّجه إلى المسلسلات الغربية والأفلام العالمية التي، رغم متعتها، لا تلتقط التفاصيل العاطفية والثقافية الخاصة بالحياة اللبنانية".
إلى ذلك، تقول كارولين لبكي إنّ "غياب السرديات المتمحورة حول الشباب في السينما اللبنانية ليس فجوة إبداعية فقط، بل فجوة ثقافية أيضاً. إنّه يعكس عدم ارتياح أعمق تجاه الشباب كما هم: فوضويون، غير متأكّدين، عالقون في مرحلة انتقال". هذه المساحة بين الطفولة والبلوغ "غنية بالإمكانات السردية، وتستحق أنْ تُروى". فبالنسبة إليها، لا ينتظر شباب لبنان إذناً ليظهروا كي يراهم الآخرون: "إنّهم يكتبون ويصوّرون ويشاركون ويبنون مجتمعاتهم عبر الإنترنت". لكنّ صناعة السينما المحلية تتحمّل مسؤولية ملاقاتهم في منتصف الطريق، "والاستماع إليهم، وتمثيلهم"، أي "أنْ تروي قصصاً لا تتحدث عنهم فقط، بل إليهم، ومعهم".