بريطانيا تودّع بطلها "الكابتن توم" في مراسم وطنية

بريطانيا تودّع بطلها "الكابتن توم" في مراسم وطنية

28 فبراير 2021
من مراسم الوداع أمس (Getty)
+ الخط -

وجّهت بريطانيا تحية وداعية، أمس السبت، إلى بطلها "الكابتن توم" الذي توفي عن مئة عام مطلع الشهر الجاري، في مراسم نقلتها قنوات التلفزيون، تكريماً للمحارب السابق الذي حظي باحترام ملايين البريطانيين، إثر جمعه مبلغاً قياسياً لأفراد الطواقم الطبية خلال فترة الإغلاق الأولى.

وقد لُفّ نعش توم مور بالعلم البريطاني، ووُضعت عليه ميدالياته، قبل حمله إلى محرقة الجثث في بدفورد وسط إنكلترا على يد ستة جنود من فوج المشاة "يوركشر ريجيمنت" الذي خدم فيه "الكابتن توم" خلال الحرب العالمية الثانية.

وقبل بدء المراسم التي نقلتها قنوات التلفزيون على الهواء مباشرة، حلّقت في سماء الموقع طائرة كانت قد شاركت في النزاع وسط جو مشمس، فيما أطلقت ثلاث طلقات شرفية تكريماً للمحارب السابق. لكن بسبب تدابير الإغلاق السارية منذ مطلع كانون الثاني/ يناير في بريطانيا لمكافحة فيروس كورونا، شارك ثمانية فقط من أقرباء توم مور في المراسم الخاصة، هم ابنتاه وصهراه وأحفاده الأربعة.

الصورة
(Getty)

وقالت ابنته الخمسينية لوسي تيكسيرا: "أنا فخورة بك يا والدي، وبكل ما أنجزته في حياتك، وخصوصاً في السنة الأخيرة"، مضيفة: "ربما رحلت عنا، لكن رسالتك وروحك باقيتان". أما ابنته الثانية هاناه إينغرام-مور، فأشارت إلى أن والدها نجح في "أسر" العالم من خلال "شعوره بالأمل والإيجابية والتصميم".

وانطلقت المراسم بأغنية "يول نيفر ووك ألون" التي سجلها "الكاتبن توم" مع النجم مايكل بال، وهي نشيد نادي ليفربول لكرة القدم، واستحالت رمزاً للتعاضد خلال الجائحة.

وكان المقاتل السابق في الحرب العالمية الثانية قد حدد هدفاً متواضعاً خلال فترة الإغلاق الأولى في الربيع الفائت، يقضي بجمع ألف جنيه إسترليني (حوالى 1400 دولار) لمساعدة هيئة الصحة العامة البريطانية، إثر تدفق مرضى كوفيد-19.

وقد أثار مشهد الرجل العجوز يتنقل بعزيمة في حديقة منزله، مستعيناً بأداة المشي، تعاطفاً كبيراً لدى البريطانيين، وعزّز لديهم الامتنان لعمل الطواقم العلاجية. وتدفقت التبرعات عندها بسرعة كبيرة، لدرجة أدت إلى تعطل الصفحة الإلكترونية التي كانت تُجمع من خلالها. وفي النهاية، جمع المقاتل السابق 33 مليون جنيه إسترليني (45 مليون دولار)، وهو أكبر مبلغ يجمعه شخص واحد في حملة خيرية.

وأثارت وفاة "الكابتن توم" في الثاني من شباط/ فبراير في المستشفى إثر التهاب رئوي أعقب إصابته بفيروس كورونا، سيلاً من رسائل التكريم، من الملكة إليزابيث الثانية إلى البيت الأبيض والأمم المتحدة.

وقال حفيده بنجي: "إذا كان هناك من درس تعلمته من خلال العيش معك في السنوات الثلاث عشرة الماضية، فهي قوة الإيجابية واللطافة". 

(Getty)

ونزولاً عند رغبة "الكابتن توم"، اختُتمت المراسم الوداعية بأغنية "ماي واي" لفرانك سيناترا، قبل أن تُعزف موسيقى الموت العسكرية "ذي لاست بوست" أعقبتها دقيقة صمت.

واختار توم مور الذي عمل في مجال الإنشاءات، نقشاً تذكارياً على شاهد ضريحه يحمل عبارة "قلت لكم إني مسنّ"، في إشارة إلى النقش المكتوب على قبر الكوميدي البريطاني الإيرلندي سباك ميليغان "قلت لكم إني مريض".

وتدفقت رسائل التعاطف بالآلاف على سجل التعازي الإلكتروني، بعدما طلبت العائلة من أفراد العامة التزام التوصيات الرسمية وملازمة المنزل.

وفي كتاب ألفه وكشفت العائلة عن آخر فصوله قبل نشره في الثاني من نيسان/ إبريل، اعتبر "الكابتن توم" أن تأثر أشخاص لا يعرفهم بوفاته أمر "غير عادي ومؤثر". وأضاف: "قبلاً، كان تشييعي سيحتل سطراً صغيراً في صحيفة محلية".

وقال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس: "قلة من الناس سمعوا عن السير توم قبل هذه الأزمة، لكن مساهمته والنموذج الذي قدّمه يعيشان فينا جميعنا".

وعندما تسمح الظروف بعد تخفيف تدابير الإغلاق، سيُدفن رماده في يوركشر (شمال) داخل مدافن العائلة إلى جانب والديه وجديه.

(فرانس برس)

المساهمون