برنامج إذاعي يدعو إلى تدخل الجيش في السياسة يثير غضباً تونسياً

برنامج إذاعي يدعو إلى تدخل الجيش في السياسة يثير غضباً تونسياً

02 ديسمبر 2020
جدل كبير خلّفه البرنامج حول الجيش والسلطة (فرانس برس)
+ الخط -

خلّف برنامج "الرأي والرأي المخالف" الذي تبثه الإذاعة الإقليمية بمحافظة المنستير الساحلية، أمس الثلاثاء، حالةً من الغضب لدى العديد من السياسيين والناشطين التونسيين، لدعوته إلى تدخل الجيش التونسي في الحياة السياسية وتولي السلطة وقتياً. ودلّلت مذيعة البرنامج على ذلك ببعض التجارب المقارنة في الدول الأخرى. 

وأثار الطرح ردود فعل كبيرة من قبل عديد التونسيين الذين اعتبروا دعوة الجيش إلى التدخل لفض الاعتصامات وتولي السلطة اعتداء على مدنية الدولة التونسية وقيم الجمهورية واعتداء على الجيش التونسي الذي كان دائماً بمنأى عن الصراعات السياسية. وطالب النائب نورالدين البحيري، وهو قيادي بحركة النهضة، الرئيس التونسي قيس سعيد باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى التدخل ووقف هذه المهازل والنأي بالجيش التونسي عن مثل هذه المهاترات.

الإدارة العامة للإذاعة التونسية التي ترجع إذاعة المنستير لها، نشرت مساء أمس بياناً أكدت فيه أن ما حصل يعتبر خروجاً عن الخط التحريري للإذاعة وعدم احترام لمدونة السلوك بها التي تنصّ على مدنية الدولة واحترام قيم الجمهورية، وقررت إيقاف مديرة الإذاعة ومسؤول البرمجة ومذيعي البرنامج عن العمل موقتا، وتشكيل لجنة تحقيق في ما حصل حتى تتمكن بعد ذلك من اتخاذ القرارات اللازمة.

وهو ما اعتبره البعض مبالغة في العقاب، رغم الخطأ المهني الذي ارتكب. حيث كتب الإعلامي هادي يحمد "ربما كنت من الأوائل الذين أشاروا إلى الخطأ المهني الذي وقع فيه الزملاء في إذاعة المنستير البارحة حول مسألة "تدخل الجيش". هذا الأمر برأيي لا يتطلب ردّة الفعل المبالغ فيها من قبل الإدارة (الإيقاف عن العمل) هذا خطأ مهني وتقديري يستوجب ربما تنبيها أو تذكيرا بالخط التحريري وقيم الجمهورية أو في أقصى الحالات مساءلة من الهايكا".
 
وشارك عدد من التونسيين في وقفة تضامنية مع الإذاعة اليوم الأربعاء.

المساهمون