برمجة الخريف التلفزيونية بين شاشة ومنصّة

22 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 07:27 (توقيت القدس)
رحمة رياض عضوة لجنة مدربي "ذا فويس" للكبار (MIML)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يشهد عالم الإعلام تحولاً نحو الدمج بين التلفزيون والمنصات الرقمية، كما يظهر في برنامج "ذا فويس كيدز" على منصة شاهد وإم بي سي، حيث يُستخدم الجدل حول لجنة المدربين كأداة ترويجية.
- تسعى الشاشات اللبنانية لمواكبة التحول الرقمي، مثل فضائية إل بي سي آي التي تعيد بث برامج وتعرض وثائقيات، وتخطط لحفل ملكة جمال لبنان 2025، مما يعكس التزامها بالمحتوى المحلي.
- تواجه برامج المنوعات تحديات مثل غياب هشام حداد عن إم تي في، بينما تستعد دبي لتقديم نسخة جديدة من "إكس فاكتور"، مع التركيز على البرامج ذات نسب المشاهدة العالية.

في عصر المنصّات والتفاعل اللحظي عبر الهواتف المحمولة، يبدو أن مشهد البرمجة التلفزيونية هذا الخريف يتخذ شكلاً مختلفاً؛ فقد بات من الواضح أن "التوأمة" بين الشاشة الصغيرة والمنصّات الرقمية لم تعد خياراً، بل أصبحت واقعاً حتمياً يفرض نفسه على المنتجين والمشاهدين على حد سواء. يُنتظر خلال الأيام القليلة المقبلة انطلاق الموسم الجديد من برنامج ذا فويس كيدز عبر منصة شاهد وشاشة إم بي سي السعودية، رغم الانتقادات المسبقة التي طاولت هذا الموسم قبل عرضه حتّى، ولا سيّما في ما يتعلق بلجنة المدربين التي تضم المغني السوري الشامي، والفنانة داليا مبارك، والمطرب المصري رامي صبري. أثار اختيار الشامي تحديداً كثيراً من علامات الاستفهام حول أهليّته في لعب دور المدرّب، ما يُتوقع أن يُشعل تفاعل الجمهور ويثير التساؤلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. رغم ذلك، يبدو أن الشركة المنتجة ترى في هذا الجدل مادة ترويجية ناجحة تواكب توجهات المشاهدة الرقمية أكثر من كونه عائقاً فنياً.
في السياق نفسه، بدأ تصوير النسخة الجديدة من برنامج ذا فويس المخصّص للكبار، بمشاركة ناصيف زيتون، ورحمة رياض، وأحمد سعد، على أن يُعرض خلال الفصل التلفزيوني المقبل، أي قبيل حلول شهر رمضان في منتصف فبراير/شباط المقبل.
أما الشاشات اللبنانية، فهي الأخرى تحاول مواكبة هذا التغيير عبر الدمج بين المحتوى الرقمي والتلفزيوني؛ إذ تعمل فضائية إل بي سي آي اللبنانية على مشروع "توأمة" يشمل العديد من الإنتاجات المعروضة أساساً على المنصّات. من أبرز هذه الخطوات، إعادة بث برنامج "عندي سؤال" الذي يقدمه الإعلامي محمد قيس، من إعداد جورج موسى وإنتاج منصّة المشهد الإماراتية، إضافة إلى إعلان المحطة عن عرض وثائقي خاص حول سيرة الفنانة اللبنانية إليسا، بعنوان ITS OK. يُذكر أن هذا الوثائقي عُرض سابقاً عبر منصة نتفليكس، وسيُعرض مجدّداً على "إل بي سي آي" مطلع أكتوبر المقبل.
في سياق آخر، تستعد الفضائية اللبنانية أيضاً لتنظيم حفل انتخاب ملكة جمال لبنان 2025، بداية الشهر المقبل، إذ واظبت المحطة خلال السنوات الماضية على تنظيم الحدث سنوياً، مقدّمة نسخة محلية بمستوى إنتاجي يضاهي المسابقات العالمية من حيث الإخراج والتقنيات المعتمدة.

في المقابل، ما زالت صورة برامج المنوعات غير واضحة هذا الموسم. ويُسجَّل غياب هشام حداد، مقدم برنامج "كتير هلقد" عن شاشة إم تي في اللبنانية، رغم أنه سبق له التعاون مع منصة المشهد قبل عام. تشير مصادر إلى أن سبب غيابه قد يكون مرتبطاً بإقالته من المنصة على خلفية انتقاده اللاذع للوضع في العراق، ما أثار ردات فعل دفعت الجمهور إلى المطالبة بإقصائه وإيقاف برنامجه.
أمّا على شاشة دبي، فتعمل الفضائية على تقديم نسخة جديدة من برنامج المواهب "إكس فاكتور" بعد حصولها منذ سنوات على حقوق عرضه. حققت النسخ السابقة نسب مشاهدة جيّدة، بفضل الأصوات المشاركة ولجنة التحكيم التي انسجمت مع طبيعة جمهور برامج المواهب في العالم العربي.

وفي خضم هذا الزخم البرامجي، لا يمكن إغفال العامل المالي الذي بات يتحكم بالمشهد؛ فقد تراجعت الميزانيات المخصّصة للإنتاج منذ سنوات، ما جعل المحطات تركز أكثر على البرامج التي تضمن نسب متابعة عالية، باعتبارها اليوم الضمانة الأساسية لبقاء القنوات واقفة في وجه التغيّرات السريعة التي فرضها الإعلام البديل.

المساهمون