انقطاع الإنترنت في اليمن بعد غارات على الحديدة

انقطاع الإنترنت في اليمن بعد غارات على الحديدة

21 يناير 2022
الغارات استهدفت مبنى الاتصالات وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى (محمد حمود/Getty)
+ الخط -

فقد اليمن اتصاله بالإنترنت في جميع أنحاء البلاد، صباح اليوم الجمعة، بعدما استهدفت غارات جوية للتحالف بقيادة السعودية موقعاً في مدينة الحديدة (غربي البلاد)، بحسب جماعة "نتبلوكس" التي تراقب انقطاع الإنترنت حول العالم، ما أدى إلى عزل الدولة التي مزقتها الحرب عن الاتصال بالشبكة الدولية.

وقالت "نتبلوكس" إنّ تعطل الاتصال بدأ حوالي الساعة الواحدة صباحاً وتضررت منه شركة "تيليمن"؛ بوابة الاتصالات الوحيدة المملوكة للدولة والمزودة لخدمات الإنترنت في البلاد. يدير "تيليمن" الآن الحوثيون الذين سيطروا على العاصمة اليمنية صنعاء منذ أواخر عام 2014.

وقالت شركة "نتبلوكس"، بدون الخوض في التفاصيل على الفور، إنّ اليمن كان "في خضم انقطاع للإنترنت على مستوى البلاد في أعقاب غارة جوية على مبنى للاتصالات". كما أشار مركز "التحليل التطبيقي لبيانات الإنترنت" ومقرّه سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية، وشركة الإنترنت "كلاودفلير" ومقرها سان فرانسيسكو، إلى حدوث انقطاع على مستوى البلاد يؤثر على اليمن بدءا من نفس الوقت تقريباً، بحسب وكالة "أسوشييتد برس".

وأظهر تحليل بيانات "نتبلوكس" توقفاً تاماً للخدمة بعد تعرّض خدمة "يمن نت" المزّود الرئيس للإنترنت في اليمن للاستهداف، في المدينة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون. لكن خدمة "عدن نت" الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دولياً في العاصمة المؤقتة عدن، لم تتأثر وتمكّن مشتركوها من استخدام الخدمة المرتبطة بكيبل بحري مستقل يحمل اسم AAE-1.

وقالت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين إنّ الغارة على مبنى الاتصالات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. ونشرت لقطات فوضوية لأشخاص ينبشون بين الأنقاض بحثاً عن جثة فيما سمع صوت طلقات نارية. ساعد عمال الإغاثة الناجين والذين كانت تعلوهم بقع من الدماء.

أقرّ التحالف الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين بشنّ "ضربات جوية دقيقة لتدمير قدرات الجماعة المسلحة" حول ميناء الحديدة. ولم يُعلن ضرب هدف للاتصالات الذي تحدثت عنه "نتبلوكس"، لكنه وصف الحديدة بدلاً من ذلك بأنها مركز للقرصنة وتهريب الأسلحة الإيرانية لدعم الحوثيين.

وتغذي كابلات بحرية اليمن بالإنترنت، اثنان منهما تشترك فيهما محافظة الحديدة والآخر تشترك بها مدينتا عدن وجيبوتي. وبحسب "أسوشييتد برس"، ينقل كابل "فالكون" الموجود تحت البحر الإنترنت إلى اليمن عبر ميناء الحديدة على طول البحر الأحمر لشركة "تيليمن". كابل "فالكون" له مخرج آخر على الأرض في ميناء الغيضة بأقصى شرقي اليمن، لكن غالبية سكان اليمن يعيشون في غرب البلاد على طول البحر الأحمر.

وألقى ناشطون يمنيون باللائمة على الحكومة المعترف بها دولياً، من تركها لخدمة الإنترنت بيد الحوثيين من انقلابهم على السلطة في سبتمبر/أيلول 2014، وعدم قدرتها على تحرير قطاع الاتصالات الهام. وشكّك آخرون بشأن المعلومات التي تربط القصف الجوي على مبنى الاتصالات في الحديدة، بتوقف خدمة الإنترنت، بتكهنات حول مسؤولية الحوثيين المتحكمين بالخدمة.

وتخضع خدمة الإنترنت والاتصالات الدولية في البلاد، لإدارة الحوثيين، وهو الأمر الذي عزز من اتهامات بتسخير الجماعة المسلحة هذه الإدارة في عمليات التجسس والتنصت على المكالمات، فضلاً عن حصولهم على إيراداتها المالية الكبيرة.

المساهمون