استمع إلى الملخص
- شهدت ليلة الافتتاح عرض فيلم "جيمبا" للأسترالية صوفي هايد، الذي يتناول قضايا الهوية الجنسية، تزامناً مع سياسات جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما أضفى أهمية خاصة على الفيلم.
- يضم المهرجان أفلاماً متنوعة ونجوماً مثل جنيفر لوبيز، ويتناول قضايا سياسية واجتماعية، مثل فيلم "اللي باقي منك" عن غزة و"برايم مينيستر" عن جاسيندا أرديرن.
انطلق مهرجان صندانس السينمائي للأفلام المستقلة، الخميس، في ولاية يوتا الأميركية، مع استمرار حرائق لوس أنجليس المدمّرة التي أثرت على عدد من نجوم هوليوود.
وتبعد بارك سيتي وسولت ليك سيتي اللتين تستضيفان المهرجان أكثر من ألف كيلومتر عن لوس أنجليس، لكنّ الحرائق التي تدمّر أكبر مدن كاليفورنيا منذ 7 يناير/ كانون الثاني الحالي حاضرة في أذهان المشاركين، خاصة أن بعضهم تأثر بها بشكل مباشر.
وحرص المنظّمون قبل اتخاذ قرارهم المضيّ في إقامة هذا الحدث السينمائي، الذي يستمر حتى الثاني من شباط/ فبراير المقبل ويعرض 88 فيلماً من 33 دولة، على استمزاج رأي عدد كبير من المخرجين، من بينهم من "خسروا منازلهم أو نزحوا"، بحسب ما أفاد مدير المهرجان يوجين هيرنانديز.
وأشار في حديث لوكالة فرانس برس إلى أنه سمع "قصصاً مروعة" عن عدد من هؤلاء "خرجوا من منازلهم (...) وهم يحملون أقراصهم الصلبة تحت أذرعهم" لحماية أفلامهم من النيران.
وقد صُوّر فيلم يتناول قصة مجموعة من الزومبي نجت من نهاية العالم، في منازل صنّاع العمل التي دمّرتها الحرائق حالياً.
"خسرنا كل شيء"
وقالت المخرجة الهندية والأميركية ميرا مينون لوكالة فرانس برس: "لقد صوّرنا الفيلم، وبعد أيام قليلة (...) خسرنا منازلنا". رأت مينون وزوجها الكاتب المشارك بيتهما يتحوّل إلى رماد، تماماً كمنزلي المنتج والمسؤول عن المونتاج. أضافت دامعة: "لقد خسرنا نحن الأربعة كل شيء(...) ألتادينا كانت بالفعل مساكن أحلامنا".
وكان القائمون على مهرجان صندانس قد أعلنوا قبل شهر عن برنامج متنوع، يتنافس فيه نجوم من هوليوود مع مخرجين شباب واعدين ليسوا جميعهم أميركيين.
وسلطت ليلة الافتتاح الضوء على فيلم "جيمبا" (Jimpa) للأسترالية صوفي هايد. يتناول هذا العمل قصة أم تؤدي دورها النجمة البريطانية أوليفيا كولمان، تأخذ ابنها، الذي يؤدي دوره نجل المخرجة أود مايسن هايد، غير ثنائي الهوية الجنسية إلى أمستردام لرؤية جدّها الذي يؤدي دوره جون ليثغو.
ووصفت مجلة فانيتي فير الفيلم بأنه "ذكي ومؤثر"، وقد عُرض للمرة الأولى تزامناً مع إعلان الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة لن تعترف بعد الآن سوى بـ"جنسين فقط، ذكر وأنثى".
وقال الممثل جون ليثغو: "من المهم جداً" افتتاح مهرجان سندانس بفيلم يشجع على التسامح "في هذه المرحلة بالذات (...) التي تملأ فيها الكراهية الأجواء".
حضور هوليوودي
في فيلم "ريبيلدينغ" (Rebuilding) للأميركي ماكس ووكر سيلفرمان، يؤدي البريطاني جوش أوكونور دور مالك مزرعة يفقد كل شيء بفعل حريق مدمّر. وصفت مديرة البرمجة كيم يوتاني العمل بأنه "فيلم مذهل"، يشكّل نموذجاً عن "روح القدرة على الاستمرار".
وفي فئة الدراما، سيعرض فيلم "ذا ثينغ ويذ فيذرس" (The Thing With Feathers) عرضاً عالمياً هو الأول له. وهذا العمل البريطاني، الذي يجسّد فيه بنديكت كامبرباتش الدور الرئيسي، مبني على رواية تجريبية للكاتب ماكس بورتر عن رجل محزون لوفاة زوجته، يعيش مع ولديه الصغيرين.
ومن بين النجوم الآخرين المنتظَرين في مهرجان صندانس أيضاً، المغنية والممثلة الأميركية جنيفر لوبيز التي تنتظر عرض فيلم "كيس أوف ذا سبايدر وومان" (Kiss of the Spider Woman) للمخرج بيل كوندون، وهو أول شريط تشارك فيه تحتضنه شاشات المهرجان. وهذا العمل مقتبس من مسرحية غنائية عرضت في برودواي استناداً إلى رواية أرجنتينية.
كذلك، تحضر الممثلة ليلي غلادستون التي رُشِّحَت لجوائز الأوسكار عن دورها عام 2023 في فيلم "كيلرز أوف ذا فلاور مون" للمخرج مارتن سكورسيزي، لعرض فيلم "ذا ويدينغ بانكويت" (The Wedding Banquet)، وهو صيغة جديدة للفيلم الكوميدي الرومانسي الذي حمل العنوان نفسه عام 1993 للمخرج آنغ لي.
ويشكل مغني الراب إيساب روكي (A$AP Rocky) ومقدّم البرامج التلفزيونية كونان أوبراين ثنائياً في الفيلم الغامض "إف آي هاف ليغز، آيد كيك يو" (If I Have Legs, I'd Kick You).
وتشارك الممثلة آيو إيديبيري التي برزت في مسلسل "ذا بير" في مهرجان صندانس لحضور عرض فيلم "أوبوس" (Opus) التشويقي من إخراج جون مالكوفيتش، وتتناول قصته كاتباً شاباً يحقق في اختفاء أحد نجوم البوب.
الأفلام الوثائقية في مهرجان صندانس
تحظى السياسة بحضور بارز في مهرجان صندانس من خلال الأفلام الوثائقية التي يتضمنها البرنامج. ومن المتوقع أن تكون رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة جاسيندا أرديرن حاضرةً لمواكبة عرض "برايم مينيستر" الذي يتناول كواليس مرحلة وجودها في السلطة.
وسيُعرض في المهرجان أيضاً فيلم المخرجة الفلسطينية الأميركية شيرين دعيبس "اللي باقي منك" (العنوان الإنكليزي: All That's Left of You)، عن واقع سكان قطاع غزة. إضافة إلى فيلم "التعايش، مؤخرتي!" (Coexistence, My Ass) عن الناشطة الإسرائيلية نوعم شوستر إلياسي، التي أصبحت فكاهية تنتقد الهجوم العسكري المدمّر الذي شنته بلادها على غزة.
وقالت نوعم ممازحة لوكالة فرانس برس: "بصفتي ناشطةً، بالكاد تمكّنت من التأثير في 20 شخصاً، لكن مع مقطع فيديو يسخر من الديكتاتوريين انتشر على نطاق واسع، أثّرت في 20 مليوناً"، مشيرةً إلى أنها "متوترة" بشأن ردود الفعل المرتقبة على الفيلم.
(فرانس برس)