انحسار مياه الفرات يكشف مدافن أثرية بيزنطية في ريف الرقة الغربي

انحسار مياه الفرات يكشف مدافن أثرية بيزنطية في ريف الرقة الغربي

17 اغسطس 2022
المدافن بيزنطية تعود للعهد المسيحي (العربي الجديد)
+ الخط -

على غرار الاكتشافات الأثرية التي ظهرت في العراق أخيراً على ضفاف نهر دجلة بعد انخفاض منسوب المياه، ظهرت الأحد الماضي بعض المكتشفات الأثرية الصخرية على ضفة بحيرة سد الفرات، وتحديداً في منطقة شمس الدين في ريف الرقة الشمالي الغربي، شرقيَّ سورية.

وأظهرت صور بثها ناشطون معالم واضحة لموقع أثري يبدو أنه واسع المساحة يبدأ من ضفاف البحيرة وقد يمتد لمساحات واسعة داخلها، إذ يعود الموقع لحضارة قديمة عاشت على أرض الرقة السورية، على غرار المدن والمناطق السورية الأخرى.

وحول هذا الاكتشاف الطبيعي، قال المدير السابق لمديرية الآثار والمتاحف، الباحث محمد العزو، إن هذه الآثار التي اكتُشِفَت على ضفاف بحيرة سد الفرات تسمى في علم الآثار "مدافن قديمة".

وأضاف العزو، في حديث لـ"العربي الجديد": "هي مدافن بيزنطية تعود للعهد المسيحي، ونحن في دائرة آثار ومتاحف الرقة منذ تسعينيات القرن الماضي اكتشفنا أكثر من 25 مدفناً مثلها، وخاصة بعد انحسار البحيرة".

وأوضح العزو أن "هذه المدافن تنتشر على الضفة الشرقية للبحيرة، بدءاً من وادي سحل الخشب، وشمس الدين في الريف الغربي (110 كم عن الرقة) وحتى الحدود الإدارية بين الرقة وحلب"، مبرزاً أن "تلك المدافن لها أنماط وأشكال متعددة، وقد نهبت سابقاً في فترة الاستعمار الفرنسي، ونعتقد أن هذه المدافن قد نهبت عدة مرات".

وأشار العزو إلى أنه بالنسبة إليهم كآثاريين لم يكن هذا الاكتشاف غريباً، معللاً: "عام 1994 رأيتها بأم عيني، ولم يكن شيئاً غريباً، وهي كثيرة جداً، وخاصة في الرقة، لأن الرقة ومحيطها، تاريخياً، أكثر المناطق التي اشتهرت بانتشار الدين المسيحي، إذ تضم ما يقارب 300 دير مسيحي سرياني، وهذه المدافن كثيرة، وحتى تلك التي لا تزال مغمورة تحت المياه، قد تُرى جيداً إن كانت السماء مشمسة ومياه البحيرة صافية".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وأردف أنه "قد وجدت مدافن قليلة في المنطقة الغربية للرقة، أي الضفة اليمنى للبحيرة، ولا سيما جبل الحوار، وفي الضفة اليسرى هناك مدافن انطلاقاً من هذه الضفة، وصولاً إلى الحدود العراقية السورية، لكن لم يكشف عن الكثير منها بسبب صعوبة الحفر في تلك الصخور، حيث تختلف الطبيعة الجغرافية عن الضفة اليمنى، وهذه المدافن ليست مرتبطة بالتلال الأثرية، وهناك جبل اسمه جبل السن في الضفة الشرقية للبحيرة مقابل قرية العرودة يضم العديد من المدافن، وقد نقبنا ووثقنا الكثير، ولكن للأسف هذه المدافن قد سرقت مع ما سُرق من قبل الجماعات المسلحة التي سيطرت على الرقة منذ 2013".

وأدى انخفاض مياه الفرات ودجلة خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى الكشف عن العديد من المواقع الأثرية والمنازل القديمة التي كانت مغمورة بمياه النهرين في سورية والعراق.

ووصل انخفاض منسوب الفرات إلى مستويات خطيرة، بعد خفض كمية المياه المتدفقة من تركيا باتجاه الأراضي السورية إلى ما دون 200 متر مكعب بالثانية، وهي أقل من نصف الكمية المتفق عليها بين البلدين عام 1987.

المساهمون