انتقال مراسلة موالية للنظام إلى قناة فرنسية يثير غضب السوريين

انتقال مراسلة موالية للنظام إلى قناة فرنسية يثير غضب السوريين

26 يوليو 2022
حذفت زنون صورتها في مبنى "فرانس 24" من دون توضيح (فيسبوك)
+ الخط -

أثار نبأ انتقال المراسلة والصحافية السورية الموالية للنظام رانيا زنون إلى القناة العربية لشبكة فرانس 24 الفرنسية حالةً من الاستياء في أوساط السوريين من جمهور المعارضة، لا سيّما أنّ انتقالها سيكون لقناة فرنسية رسمية في بلد يطالب وينشد الحرية والديمقراطية للشعب السوري والتخلص من سلطة النظام الحالي.

وقالت المراسلة الموالية للنظام، والتي تعمل مع قناة الإخبارية السورية، إنّها لا تزال متواجدة في العاصمة السورية دمشق، وتنتظر الموافقة الرسمية من الجهات المعنية في البلاد لتكون مراسلة قناة فرانس 24 ضمن مناطق سيطرة النظام، موضحةً أنّ القناة أرسلت كتاباً رسمياً لوزارة الإعلام لاعتمادها مراسلة لها داخل سورية، وفق ما نقلته مجلة "الأزمنة".

وتنحدر زنون من محافظة دير الزور، شرقي سورية، وتقيم في دمشق، وعملت مراسلة ومذيعة لقناة الإخبارية السورية التابعة للنظام، وكانت قد نشرت، أول أمس الأحد، صورتها على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" وخلفها لوغو قناة فرانس 24، إلّا أنّها حذفت الصورة من صفحتها من دون توضيح الأسباب حتّى اللحظة. وعلى الرغم من أنّها تلقّت العديد من المباركات والتهاني من جمهور النظام السوري، إلّا أن ردود زنون على التعليقات لم تؤكد موضوع انتقالها إلى القناة الفرنسية أو عدمه.

كانت زنون قد عرفت بأنّها شاركت في تغطية العديد من المعارك ضمن الحملات العسكرية التي كان ينفذها جيش النظام السوري في إدلب وحماة وحلب واللاذقية وريف دمشق، منذ اندلاع الثورة عام 2011، كما أوفدت أكثر من مرة إلى اجتماعات جنيف لمتابعة مجريات المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية.

وخلال عملها مع "الإخبارية السورية"، تبنّت الصحافية رواية النظام في حربه لوأد الثورة السورية، وشاركت في تزييف الحقائق لدرجة الوصول إلى التحريض على المدنيين واستخدام السلاح ضدهم.

هذه المعطيات دفعت بالسوريين المعارضين للنظام على منصات التواصل الاجتماعي إلى انتقاد القناة الفرنسية، والتعبير عن غضبهم من قرارها اعتماد زنون مراسلةً لها في دمشق.

وقالت الناشطة السورية هدى السقا، على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، إنّ "رانيا زنون مذيعة ومراسلة في إعلام الأسد كانت ترافق جيش البراميل وتتشفى بقتل أطفال سورية وتتغنى بالكيميائي، أصبحت الآن في القناة الفرنسية فرانس 24".

من جهته، علّق الصحافي السوري إيلاف قداح على نبأ انتقال المراسلة، قائلاً: "الأخبار تقول إنّ قناة فرانس 24 تعاقدت مع مذيعة تلفزيون النظام الإعلامية الشبيحة رانيا زنون"، متسائلاً: "هل من 10 صحافيين وناشطين سوريين أحرار من بين مئات الصحافيين والناشطين الذين استقبلتهم فرنسا، ينددون بهذا القرار من أمام مبنى القناة على الأرض وبعيداً عن شاشات الهواتف والكمبيوترات؟".

بدوره، قال الباحث والمحلل من مركز الشرق الأوسط تشارلز ليستر إنّ "ملايين السوريين غاضبون اليوم، على خلفية خبر توظيف فرانس 24 لرانيا زنون"، مُشيراً إلى أنّ "زنون أمضت سنوات في تغطية إعلام نظام الأسد، والانخراط مع الجيش، وإعطاء وقت لقادة النظام والتغطية على جرائم الحرب".

المساهمون