انتقادات سورية توقف تصوير مسلسل "قيصر" والمنتج يتعهد بالتعديل

28 فبراير 2025
غسان مسعود وفاديا خطاب خلال تصوير مسلسل قيصر (شركة باور برودكشن)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم إيقاف تصوير مسلسل "قيصر" الذي يوثق انتهاكات سجون النظام السوري بسبب الضغوط الإعلامية والشعبية، حيث كان يعتمد على قصص حقيقية ووثائق موثقة.
- الانتقادات تضمنت مشاركة ممثلين موالين للنظام ورفض "قيصر" استخدام اسمه، مما أدى إلى إيقاف التصوير وتعهد الشركة المنتجة بإجراء تعديلات.
- شركة الإنتاج اعتذرت للشعب السوري وأكدت أن المسلسل يروي قصصًا إنسانية، مع نيتها تعديل الاسم وطاقم التمثيل، مع الالتزام بالإجراءات الرقابية.

تمكن الضغط الإعلامي والشعبي من إيقاف تصوير مسلسل "قيصر"، الاسم الخاص بالمصور العسكري فريد المذهان، الذي سرب آلاف الصور لضحايا القتل والتعذيب تحت الاعتقال في سجون النظام المخلوع.

وكانت كاميرا المخرج صفوان مصطفى نعمو دارت قبل أيام فقط، معلنةً انطلاق تصوير المسلسل، الذي يعد أول عمل درامي يتناول مباشرةً المرحلة التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد، مستنداً إلى قصص حقيقية ووثائق موثقة تكشف عن الانتهاكات التي جرت داخل السجون خلال الثورة السورية.

ويتألف المسلسل من ثلاثين حلقة مقسمة إلى عشر ثلاثيات، ويجمع بين الدراما والتشويق والتوثيق، ويشارك في تأليفه عدد من الكتّاب السوريين في مقدمتهم الكاتب المعروف نجيب نصير، فيما يتولى إخراجه صفوان مصطفى نعمو، ويُنتج تحت إشراف شركة باور برودكشن، بإشراف فني من أمير مصطفى نعمو، وإنتاج فني ليامن ست البنين.

وكان فريق العمل اختار سجوناً حقيقية شهدت انتهاكات لتصوير مشاهد المسلسل، لإضفاء أقصى درجات الواقعية على الأحداث، وكشف عن ذلك مخرج العمل صفوان مصطفى نعمو، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، قال فيه إن "هذا المسلسل ليس مجرد دراما تقليدية، بل هو شهادة تاريخية توثق الأحداث كما عاشها أصحابها". أضاف: "حرصنا على التصوير في أماكن حقيقية لأنها تحمل بين جدرانها قصصاً حقيقية، وأردنا تقديم تجربة بصرية ووجدانية تجذب المشاهد ليعيش معاناة الشخصيات بكل تفاصيلها".

لكن الانتقادات التي طاولت فكرة العمل بعد التداول الإعلامي لبدء تصوير، مع مشاركة ممثلين يعرفون بولائهم للنظام السابق، مثل غسان مسعود، ومن ثم البيان الذي أصدره "قيصر" فريد المذهان نفسه برفضه إنتاج أي عمل درامي يحمل اسمه، دفعت اللجنة الوطنية للدراما لوقف تصوير، بالإضافة إلى تعهد الشركة المنتجة بإجراء تعديلات عليه.

وفي بيان للرأي العام، قال المذهان: "إلى جميع السوريين والسوريات، أنا أخوكم فريد المذهان، المعروف باسم قيصر، أصرح لكم بأنني لغاية هذا التاريخ لم أسمح أو أفوض كما لم أعط أي موافقة، لا شفهية ولا مكتوبة، بهدف إنتاج أي عمل إبداعي، تلفزيوني أو سينمائي، يتناول قصة قيصر أو يحمل هذا الاسم"، مضيفاً أن "(قيصر) هو أيقونة وجزء من تاريخ سورية العظيمة، وأي استخدام لهذا الاسم من أعمال إبداعية سورية أم عربية أو أجنبية تقع مسؤوليته على عاتق المستخدمين".

من جهتها، أصدرت شركة باور برودكشن المنتجة العملَ بيان اعتذار، قالت فيه: "حرصاً على الشفافية واحتراماً للشعب السوري العريق والجهات المسؤولة، تتقدم شركة الإنتاج لمسلسل قيصر بالاعتذار إلى الشعب السوري عن أي لبس أو سوء فهم قد رافق الإعلان عن العمل، ونؤكد أن المسلسل لا يحمل أي دلالات سياسية أو ارتباطات أحداث قيصر المرتبطة بمآسي الشعب السوري، وإنما هو عمل درامي اجتماعي بحت يروي قصصاً إنسانية بعيداً عن أي توثيق سياسي أو سجالي".

وأضاف البيان: "انطلاقاً من حرصنا على تلبية تطلعات الشعب واحترام رأيه، سيتم تعديل اسم المسلسل وإعادة النظر في طاقم التمثيل، لضمان تقديم عمل فني يعكس الصورة الحقيقية للدراما السورية، بما يليق بمكانتها الرفيعة وسمعتها في العالم".

وأوضحت الشركة في بيانها: "نؤكد للجمهور السوري الرائع أن العمل مرّ بجميع الإجراءات الرقابية في وزارة الإعلام السورية، وامتثالاً لرغبة جمهورنا الرائع وتوجيهات اللجنة الوطنية للدراما، سيتم إجراء التعديلات اللازمة، وكلنا أمل بوعي جمهورنا وعدم الانسياق وراء الشائعات التي قد تسيء للعمل قبل عرضه رسمياً".

وفي اتصال مع "العربي الجديد"، أكد القائم برئاسة اللجنة الوطنية للدراما مروان الحسين إيقاف تصوير العمل لحين تعديل الاسم، منوهاً بأن "القرار اتخذ بعد مراجعة أصحاب الاختصاص، بما يحترم الوجدان السوري في ما يخص قضية قيصر تحديداً". أضاف أن "محتوى العمل بالأساس بعيد جداً عن العنوان، فالمسلسل هو مجموعة لوحات تتكلم عن وقائع وحالات أثناء الثورة السورية، ليست مرتبطة بقيصر بالتحديد".

وحول ما إذا كان قد قُدمت للجنة نصوص وأعمال للموافقة عليها تتناول حقبة الثورة السورية، والانتهاكات التي تعرض لها السوريون في عهد النظام المخلوع، أشار الحسين إلى أنه "جرى عرض بعض الأعمال، لكننا الآن اعتمدنا لجنة قراءة مختصة لمراجعة النصوص قبل الموافقة، وما زال العمل جارياً على تطويرها والاهتمام بها، كون مثل هذه اللجنة كانت مهملة في عهد النظام البائد".

أما بخصوص عرض "قيصر" على اللجنة، فد أوضح الحسين أنه "قُدِّمت ثلاثية واحدة، من أصل عشر ثلاثيات، بعنوان رحلة ألم، ولكن لم يُقدَّم العمل كاملاً".

و"قيصر" هو المساعد أول فريد ندى المذهان، الذي شغل منصب رئيس قلم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية في دمشق، وتمكن خلال فترة عامين تقريباً من جمع آلاف الصور لمعتقلين قتلوا تحت التعذيب، أو متظاهرين ضد النظام السابق، قبل أن يتمكن من الفرار من سورية ومعه الملف الذي أحدث ضجة لدى الرأي العام العالمي حيال تعاطي النظام القمعي مع الحراك المناهض له.

المساهمون