انتخابات نقابة المحررين في لبنان: "معركة التحرير"

انتخابات نقابة المحررين في لبنان: "معركة التحرير"

01 ديسمبر 2021
صحافيون لبنانيون يحتجون على الاعتداء عليهم (حسين بيضون)
+ الخط -

تتجه الأنظار في لبنان اليوم الأربعاء إلى انتخابات نقابة محرّري الصحافة التي يتوقع أن تكون فيها المعركة محتدمة بين ثلاث لوائح تنافسية، مع مشاركة لافتة من "تجمّع نقابة الصحافة البديلة" بترشيحه الصحافية إليسار قبيسي وذلك من بوابة "ضمان حق مراقبة هذا الاستحقاق". ويطمح مرشحون مستقلون إلى "كسر هيمنة المنظومة التقليدية" على النقابة و"تحريرها من فك القوى السياسية" التي انقضّت على الاستحقاق الانتخابي وجعلت منه سيناريو مكرراً شكلاً وبالنتائج، لتبقي أذرعها موجودة في الداخل كما تفعل على مستوى جميع النقابات.

تشير منسقة "تجمّع نقابة الصحافة البديلة" إلسي مفرج في حديثها مع "العربي الجديد" إلى أن "الانتخابات الأربعاء قد تشهد معركة بين اللوائح بعكس الانتخابات الماضية التي كانت تخرج بشبه تزكية لكنها لن تحدث التغيير المنشود بسبب وجود معظم الصحافيين خارج النقابة تبعاً للجدول النقابي المتحكَّم به منذ سنين، وهو ما يجعلها فاقدة للشرعية التمثيلية ويحوّل الانتخابات إلى ملعب داخلي تتواجه فيه المجموعات نفسها باستثناء أسماء تبقى مستقلة وتغييرية". 

وتلفت مفرج إلى أن "ترشيح التجمّع للصحافية إليسار ليس لتجميع الأصوات بل يأتي في إطار المعركة القانونية والحقوقية المستمرة من حفظ حقنا بمراقبة الانتخابات وحق التقاضي في ما بعد عند حصول أي مخالفة، وقد بدأنا برصد هذه المخالفات"، مشددةً على أن "النقابة مخطوفة ومسيطر عليها من أصحاب العمل والسلطة السياسية وهذه بالنسبة إلينا فاتحة لمعركة مقبلة لتعديل القوانين المتعلقة بالإعلام وحماية حقوق العاملين في القطاع مع إقامة حملة للانتساب إلى النقابة ضمن مهل محددة وأعين رقابية للأداء وسنكون لها بالمرصاد لملاحقتها داخلياً ودولياً، فلا يجوز التقصير بحق الصحافيين أو أن يكونوا مكشوفين ومن دون حماية بشكل يؤثر مباشرة على عملهم وعلى الحرية في لبنان".

من جهتها، تشير إليسار قبيسي إلى أن "الهدف من ترشحي ليس خوض معركة للفوز بمقعدٍ بل لضمان حق مراقبة الاستحقاق الذي دائماً ما يسجل خروقات وشوائب كفيلة لإلغائه، من دون أن ننسى المهزلة الأساسية بترشح النقيب نفسه جوزيف القصيفي للمنصب من جديد، بينما له حق مراقبة الانتخابات، في خطوة غير قانونية وغير منصفة". وتضيف "نحن تقدمنا مع عددٍ من المرشحين بطلب لإدخال الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات LADE للمراقبة، وبكتاب للنقابة أبلغناها فيه طلبنا، إضافةً إلى حقنا في المقاضاة عند رصد انتهاكات ومخالفات داخل النقابة". 

وتؤكد أن "معركتنا بدأناها بالتجمّع قبل الانتخابات من خلال الدفاع عن حقوق العاملين في القطاع ضد الانتهاكات التي يتعرضون لها، سواء أثناء ممارسة المهنة أو على صعيد الصرف التعسفي وغيرها الكثير من المشاكل التي تعترضهم، ومعركتنا مستمرة لاستعادة نقابة المحررين حتى تكون لكل الصحافيين وليست حكراً على عددٍ معين من الأشخاص وفق أهواء النقيب ومن يستطيع الانتساب إليها". وتشدد قبيسي على أن "النقابة تقف إلى جانب مصالح أرباب العمل وأهل السلطة وهي تفرض هيمنتها عبر القوانين الجائرة المطروحة والمعمول بها، وبالتالي لا تمثلنا ونحاول تغييرها والمعركة ستكون طويلة لتحقيق أهدافنا".

وقرّر نقيب المحررين الحالي جوزيف القصيفي خوض الانتخابات مرّة جديدة بترؤسه لائحة "الوحدة النقابية" التي تضم مكتملة 12 عضواً هم إلى جانبه صلاح تقي الدين، نافذ قواص، جورج شاهين، علي يوسف، واصف عواضة، سكارليت حداد، يمنى شكر غريب، وليد عبود، هنادي السمره، جورج بكاسيني، غسان ريفي. وأكد القصيفي "العمل على تحديث القوانين الإعلامية وعصرنتها بما يؤدي إلى إيجاد سوق اعلامي منتج ومستقطب للطاقات والكفاءات يكون مرتكزاً لإعلام وطني له الدور المؤثر في بناء دولة المواطنة والمؤسسات والدفع نحو التنمية المستدامة".

وتشارك لائحة "الصحافيين المستقلّين" في المعركة الانتخابية وتضمّ أنطوني العبد جعجع، نهاد طوباليان، يقظان التقي ومي عبود أبي عقل، وكذلك لائحة "صحافيون لنقابة حرة" وتتألف من ريما خداج، خليل فليحان، داود رمال، مارلين خليفة، صفاء قره محمد، محمد الضيقة، جاندارك أبي ياغي.

تقول طوباليان لـ"العربي الجديد"، "مشروعنا الأساسي الذي دخلنا المعركة الانتخابية على أساسه يتمثل في إعادة الهيبة لنقابة المحررين واحياء دورها الوطني بعدما أصبحت تحت إمرة الأحزاب والتيارات السياسية، وبالتالي استعادة وهجها كسلطة رابعة تفرض رأيها ولا تفرض عليها الآراء السياسية، وتكون ملتزمة بقضايا الصحافيين من دون محسوبيات أو تفرقة أو استنسابية وانتقائية". وتشير طوباليان إلى أننا "لا نفكر بالمناصب ولكن مستوى الصحافة في لبنان وصل إلى مرحلة موجعة جداً بات فيها الصحافي متروكا وبلا غطاء أو مظلة تحميه، عدا عن أن أبواب الانتساب أصلاً مغلقة بوجهه بينما يجب أن تكون مفتوحة للجميع، لتتحول النقابة إلى خلية عمل تواكب متطلبات العصر والتطور الإعلامي الذي يشهده العالم. من هنا أهمية تحريرها من خاطفيها السياسيين، والورشة كبيرة وطويلة للوصول إلى نقابة سيدة حرة مستقلة، ولكن البداية الأربعاء تكون بكسر تابو فوز لوائح السلطة بالتزكية وإعادة احياء العمل الديمقراطي".

هذا وتترأس الإعلامية ريما خدّاج لائحة "صحافيون لنقابة حرة" التي من أولوياتها "الحريات العامة وإنشاء صندوق التعاضد لحماية كرامة الصحافة في لبنان". وتحمل اللائحة راية إحداث تغيير في أداء النقابة وتحويلها من نقابة تقليدية إلى أخرى عصرية تواكب التطور المهني على جميع المستويات. وقالت خدّاج التي تنافس على مركز نائب نقيب المحررين، إنها تؤسس لمشروع خاص بهدف توفير فرص عمل وسط التحول من الإعلام التقليدي إلى الرقمي.

المساهمون