استمع إلى الملخص
- سعاد نصر وسناء يونس: مواهب واعدة رحلت مبكرًا - سعاد نصر اكتسبت شعبية كبيرة مع محمد صبحي، لكن رحلت إثر عملية فاشلة. سناء يونس تألقت في "سك على بناتك"، لكن المرض أنهى مسيرتها.
- انتصار: الأمل الجديد في الكوميديا النسائية - تمتلك انتصار حضورًا محببًا وحسًا كوميديًا مميزًا، مما يجعلها مكسبًا كبيرًا لعالم الكوميديا، وتستحق الدعم والفرص لتبرز موهبتها.
بمناسبة موضوع الكوميديا وأعلامه من النساء اخترت عزيزي القارئ هذا العنوان. لا شك أن فن الكوميديا قد احتكر من قبل الرجال لفترة طويلة من الزمن، وأعني هنا بالاحتكار الأدوار الأولى لا الأدوار المساعدة.
فتعرفنا منذ بدايات السينما إلى الممثل اليهودي شالوم، وتعرفنا إلى علي الكسار ونجيب الريحاني وغيرهم، لكننا أبداً لم نتعرف إلى ممثلة كوميدية اضطلعت بدور البطولة إلا بعد ظهور الثنائي الناجح فؤاد المهندس وشويكار.
بدأت شويكار ممثلةً ذات جمال ساحر، لكن لم يتوقع أحد أن هذا الجمال الأخّاذ يخفي طاقة تمثيلية وكوميدية لا تخطئها العين، فتطورت شويكار من دور إلى آخر حتى بلغت ذروتها في "سيدتي الجميلة" المقتبسة من أسطورة بيجماليون، وتوجت شويكار كأول كوميديانية تتمتع بجمال ساحر.
بعدها اختفى لقب البطلة الكوميدية التي تستطيع مباراة الرجال في ملعبهم الأساسي، إلى أن ظهرت سهير البابلي بخفتها وحضورها الأخاذ وسرعة بديهتها فتألقت، أولاً في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وهو اختبار دقيق وعسير لأي ممثلة تقف فيه أمام الصغار المشاغبين الذين صاروا نجوماً كباراً.
وبالطبع ثبتت سهير أقدامها بطلةً كوميدية لا يشق لها غبار، وبدأت في ارتقاء هذا السلم بنجاح أثار إعجاب الجميع، فمن منا ينسى دورها الأعجوبة في مسرحية "ريا وسكينة" أمام الرائعة شادية وأستاذ الكوميديا عبد المنعم مدبولي.
ومن منا ينسى عظمتها في مسرحية "الدخول بالملابس الرسمية"، ومن منا ينسى "ع الرصيف"، ومن منا ينسى مسرحية "العالمة باشا". لكن النجمة قررت أن تنهي مسيرتها الفنية بالاعتزال المفاجئ والانسحاب من مسرحيتها الناجحة "عطية الإرهابية".
لاحقاً، ظهرت ممثلات انتزعن منّا ضحكات من القلب ورشحن بقوة للصفوف الأولى باعتبارهن بطلات في عالم الكوميديا، فشاهدنا سعاد نصر، التي تربعت داخل قلوبنا جميعاً، وقد اكتسبت جماهيرية عريضة ورشحت بقوة للصف الأول، وبدأت بالفعل مع الفنان محمد صبحي، ولكن مع شديد الأسف لم يمهلها القدر ورحلت عن عالمنا إثر عملية تدبيس معدة فاشلة.
ثمّ عقدت الآمال على الرائعة سناء يونس، الاكتشاف الحقيقي للأستاذ الكبير فؤاد المهندس، في مسرحية "إشاعة حب"، ثم كانت فرصتها الذهبية في مسرحية "سك على بناتك" للينين الرملي. توهجت سناء وتربعت في قلوب الجماهير العريضة، وبدأ المنتجون يفكرون بإسناد بطولات مسرحية مطلقة لها، إلا أنها غادرتنا أيضاً لإصابتها بالمرض اللعين.
ولكن يظل السؤال: هل يوجد جيل جديد ليستلم الراية؟ الإجابة: بكل تأكيد، هناك الممثلة البديعة انتصار، التي تمتلك حضوراً محبباً لنفس المشاهد، وتمتلك الحس الكوميدي وسرعة البديهة وخفة الدم. فهل ينتبه المنتجون لهذه الموهبة البديعة والقدرة الكوميدية المحببة لانتصار؟ انتصار مكسب كبير لن يخذل من يقدم لها هذا الدعم وهذه الفرصة.
وأخيراً وليس آخراً، الرجال في الكوميديا دمهم خفيف لا نقاش، ولكن الستات دمهن أخف، أليس كذلك؟!