المليشيات العراقية تتحايل على حجب واشنطن لمواقعها

المليشيات العراقية تتحايل على حجب واشنطن لمواقعها

24 يوليو 2021
استهدف الإجراء الأميركي عشرات المواقع المدعومة من إيران (مرتضى سوداني/ الأناضول)
+ الخط -

لم تتمكن مواقع إلكترونية لقنوات فضائية إخبارية وعراقية منضوية ضمن "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية"، المقرب من الحرس الثوري الإيراني، من العودة للعمل، بعد مرور شهر على حجبها بقرار من واشنطن التي اتهمتها بانتهاك العقوبات الأميركية ضد إيران والترويج لنشاطات المليشيات، ما دفع بعض الفصائل للمضي قدماً بإنشاء مواقع إخبارية جديدة.
في 22 من الشهر الماضي، صادرت واشنطن موقع قناة "آسيا" الفضائية المملوكة للسياسي المشمول بالعقوبات الأميركية آراس حبيب، وموقع قناة "آفاق" التي يملكها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، إضافة إلى قنوات فضائية أخرى هي "النعيم" و"الإشراق" و"كربلاء" و"الأنوار" و"المسار الأولى"، كما شملت المصادرة موقع وكالة "المعلومة" التابعة لـ"كتائب حزب الله" العراقية.
مصدر مقرب من فصائل عراقية مسلحة قال لـ"العربي الجديد"، إن بعض الأطراف بدأت بإنشاء مواقع جديدة بأسماء مختلفة عن تلك التي صودرت من قبل واشنطن، مشيراً إلى وجود تعاون تقني مع جهات في العاصمة اللبنانية بيروت متخصصة في إنشاء وتصميم المواقع وصناعة المحتوى.
من جهة ثانية، اعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز أن مصادرة الولايات المتحدة لمواقع إخبارية تابعة لفصائل في "الحشد الشعبي" "غير مجدية"، مضيفاً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "تلك الجهات ستجد منصات ومواقع أخرى لبث ما تريد ومواصلة إعلامها".

تعاون مع جهات لبنانية متخصصة في التصميم وصناعة المحتوى

وقال الفايز، وهو قيادي في تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي)، إن "إغلاق مواقع فضائيات ووكالات إخبارية عراقية مخالف للحرية والديمقراطية"، وإن قرار الحجب "يمثل استهدافاً واضحاً للفصائل"، متوقعاً في الوقت نفسه المزيد من عمليات الحجب التي ستستهدف وسائل الإعلام في العراق.
وكشف أن "أصحاب المنابر الإعلامية يواصلون جهودهم في البحث عن البدائل"، منتقداً الحكومة العراقية التي قال إن مواقفها لا تلبي الطموحات.
عضو البرلمان العراقي السابق عدنان الدنبوس تحفظ على خطاب بعض وسائل الإعلام العراقية، إلا أنه اعتبر أن حجب المواقع الإخبارية من قبل واشنطن يشكل تدخلاً في الشأن العراقي، واعتبر القرار عقوبة جماعية ضد وسائل الإعلام. وأضاف، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "ذلك لا يعني أننا نؤيد الفضائيات كافة"، مشيراً إلى صعوبة سيطرة الولايات المتحدة الأميركية على وسائل الإعلام التي أغلقت، لأن بإمكانها إنشاء مواقع إخبارية أخرى بتسميات ووجوه جديدة.
وبيّن الدنبوس أن الإجراءات الأميركية لن تؤدي إلى نتائج ملموسة، مشيراً إلى أن فرض عقوبات أخرى على وسائل إعلام عراقية جديدة مرهون بقرارات الإدارة الأميركية "التي لا يعلم أحد ماذا تفكر في الخفاء". وانتقد ضعف أداء السلطات العراقية في هذا الملف، موضحاً أن "الدولة ليست صاحبة إرادة سياسية كاملة".
ولفت إلى أن الأميركيين والإيرانيين لا يزالون فاعلين في العراق، مضيفاً "لن نتمكن من فعل أي شيء، فإيران مثلا قطعت المياه عن العراق، في ظل سكوت عراقي مطبق، وعدم صدور أي إدانات من وسائل الإعلام والجهات الرسمية".
شهدت الفترة الماضية هجوماً من قبل سياسيين وقيادات في مليشيات مسلحة على الولايات المتحدة الأميركية، بسبب إغلاق وسائل إعلام تابعة للفصائل المسلحة، إذ قال زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، في وقت سابق، إن "استيلاء واشنطن على مواقع إخبارية عراقية يمثل دليلاً واضحاً على أن مشروع أميركا وحلفائها وصل إلى هذه المواقع بعد الفشل في ميدان المواجهة العسكرية"، مطالباً بعدم الوقوف على الحياد تجاه هذه الخطوة.
ولفت إلى أن إغلاق عدد من المواقع الإخبارية العراقية يمثل مؤشراً خطيراً يعكس "حقيقة العداء الموجود في عقول أصحاب هذا المشروع"، مضيفاً "لا نعتقد أن الكلام ينفع مع أصحاب المشروع المعادي".

هاجم قياديون في مليشيات مسلحة الولايات المتحدة، بسبب إغلاق وسائل إعلام تابعة لها

كما دعا القيادي في "الحشد الشعبي"، النائب أحمد الأسدي، "هيئة الإعلام والاتصالات" العراقية إلى التحرك سريعاً من أجل تأمين المواقع الإخبارية العراقية والشبكات ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال حجز المساحات الخاصة بها ضمن التزامات الهيئة، مضيفاً "ربما نرى حرباً جديدة ومعلنة هذه المرة من خلال استهداف الأدوات التي تعبر عن توجهاتنا الثقافية والاجتماعية والدينية، وهي خطوة مدانة ومخالفة وصريحة للقانون الدولي في ما يتعلق بحرية الصحافة التي لطالما تشدقت بها كل الإدارات الأميركية".
وأشار إلى أن ما قامت به وزارة العدل الأميركية من حجب واستيلاء على مواقع القنوات الفضائية وعدد من الوكالات الإخبارية التي "تمثل جزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع العراقي" يمثل "انتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة، وللقوانين التي تنظم هذه الحريات".
في مارس/ آذار الماضي، أكدت وزارة العدل الأميركية مصادرة موقعين إلكترونيين تابعين لمليشيات "كتائب حزب الله" العراقية، مشيرة إلى أن الموقعين هما "r-m-n.net" و"المعلومة"، لاستخدامهما بشكل غير قانوني من قبل مليشيات "كتائب حزب الله" المصنفة منظمة إرهابية أجنبية من قبل واشنطن.

وقال القائم بأعمال المدعي العام الأميركي لمنطقة شرقي فيرجينيا راج باريك، في حينها، إن "الإنترنت يجب ألا تستخدم كأداة تجنيد للمنظمات الإرهابية للترويج للتطرف العنيف ونشر خطاب الكراهية الخاص بها"، مضيفاً "نقف بالتزام مع شركائنا في إنفاذ القانون لاستخدام جميع الموارد المتاحة لمحاربة الإرهاب".

المساهمون