استمع إلى الملخص
- تم تطوير المشروع من قبل Sandora Studio في باريس بالتعاون مع مؤرخين لضمان الدقة التاريخية، ويستخدم تقنيات متقدمة مثل الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد والمؤثرات الصوتية لتقديم سرد جديد للأحداث المحورية في حياة نابليون.
- المشروع متنقل ويهدف للوصول إلى جمهور أوسع في مدن مثل بروكسل وليل، ويعتبر أداة تعليمية لجذب الأجيال الجديدة لفهم التاريخ بطرق ممتعة ومبتكرة.
لطالما كانت حياة نابليون بونابرت مصدر إلهام للمؤرخين ومحبي التاريخ، لما تركه من بصمات عميقة على السياسة والثقافة والتاريخ العسكري. ورغم مرور أكثر من قرنين على رحيل نابليون يظل إرثه حاضراً في المشهد الفرنسي المعاصر، فالقوانين التي وضعها لا تزال تشكل أساس الأنظمة القانونية، وهو حاضر كذلك في كثير من المعالم الباريسية التي شُيّدت في عهده. لكن، ماذا لو كان بإمكاننا أن نخوض رحلة تعيدنا إلى القرن التاسع عشر، حيث يمكننا أن نحاور نابليون نفسه؟ ما هي التساؤلات أو حتى الانتقادات التي يمكن أن نوجهها إليه؟ هذه هي الفكرة وراء المشروع الطموح Napoleon, The Immersive Epic، الذي يجمع بين الماضي والتكنولوجيا المستقبلية، ويتيح لنا الفرصة لاستكشاف هذه الجوانب المميزة من حياة الإمبراطور الفرنسي بعيون معاصرة.
هذا المشروع هو أول إنتاج من Sandora Studio، وهي شركة ناشئة تأسست في باريس قبل عدة أشهر فقط، بهدف مزج الثقافة بالتكنولوجيا من خلال تجارب تفاعلية مبتكرة. أما الدافع من وراء هذا المشروع، فهو الرغبة في تقديم سرد جديد ومباشر للأحداث المحورية في حياة نابليون لذا هو يستند إلى فريق من المؤرخين والخبراء لضمان الدقة التاريخية. يركز المشروع على تقديم تجربة غامرة تتيح للزوار فرصة التفاعل مع أبرز محطات حياة نابليون، بداية من معاركه العسكرية الكبرى وحتى لحظاته الأكثر إنسانية في منفاه الأخير في جزيرة سانت هيلينا.
"نابليون، الملحمة الغامرة" هو مشروع طموح يعيد صياغة الطريقة التي نتعامل بها مع التاريخ، بجعلنا جزءاً منه، فهي ليست مجرد رحلة افتراضية؛ بل تجربة تجعلنا نشعر وكأننا نتجول بين صفحات التاريخ. يتم ذلك من خلال مساحة تمتد على 60 متراً مربعاً، مخصصة لاستيعاب ما يصل إلى عشرة زوار في وقت واحد. يمكن للزوار داخل هذه المساحة التجول بحرية بين مشاهد اُعيد بناؤها بدقة باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي.
في هذه التجربة التفاعلية، يُمكن للزائر مثلاً أن يحضر اجتماعات نابليون مع قادته قبيل الحرب، أو التحليق فوق باريس والتجول بين معالمها الشهيرة في عصر نابليون. أما أكثر هذه اللحظات إثارة، فهي لقاء نابليون وجهاً لوجه. أحد أبرز ملامح هذه التجربة يتمثل في لقاء افتراضي مع نابليون في منفاه الأخير في جزيرة سانت هيلينا، حيث يستطيع الزائر محاورة الإمبراطور وتوجيه الأسئلة إليه، أو حتى الانتقادات لسياسته. يبدأ المشهد المصمم بدقة بأجواء هادئة وممطرة تعكس العزلة التي عاشها نابليون في أيامه الأخيرة. سيتمكن الزوار من الحديث مع نابليون من خلال خاصية Bonjour Napoleon، وهي ميزة مبتكرة تجعل المحادثة معه تجربة شخصية للغاية. تتكامل هذه الخاصية مع السرد التاريخي، ما يسمح للزوار بالتعمق في تفاصيل معارك نابليون وأفكاره الشخصية. يقول المؤرخ بيير براندا، وهو أحد المُشاركين في صياغة المادة التاريخية، إنهم أرادو أن يكشفوا للجمهور كيف صاغ نابليون أسطورته بنفسه.
تحقّقت من جميع تفاصيل هذه التجربة لجنة علمية تضم خبراء ومؤرخين بارزين، وعدداً من المتخصصين في التاريخ العسكري والفني. تعاون القائمون على المشروع مع مؤسسات بارزة، مثل مؤسسة نابليون والمتحف الوطني لجوقة الشرف. هذا الالتزام بالدقة التاريخية من شأنه أن يجعل هذه التجربة فريدة من نوعها، كونها تجمع بين الحقائق التاريخية والابتكار الفني. تشمل التقنيات المستخدمة في هذا المشروع تقنية الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد الذي يتيح بناء مشاهد نابضة بالحياة، والمؤثرات الصوتية التي تضفي إحساساً غامراً بالحضور في قلب الحدث. واستُعين بالذكاء الاصطناعي التفاعلي الذي يمنح التجربة بُعداً مثيراً وجذاباً.
لا يقتصر هذا المشروع على باريس فقط، فهو متنقل يهدف إلى الوصول إلى جمهور أوسع. بعد عرضه في باريس، سينتقل إلى مدينتي بروكسل وليل، لإتاحة الفرصة للمزيد من الأشخاص لخوض هذه التجربة المثيرة.
يصف القائمون على المشروع هذه التجربة التفاعلية بأنها أداة تعليمية تهدف إلى جذب الأجيال الجديدة لفهم التاريخ بطرق ممتعة ومبتكرة. يشير المؤسس مارين دي سانت شماس إلى أن "التجربة ليست فقط وسيلة لاستكشاف الماضي، بل هي طريقة لفهم كيف تشكل عالمنا الحديث". يقول مارين دي سانت إن المشروع يقدم تجربة ملهمة وممتعة لكل الأعمار، فبدلاً من القراءة عن نابليون سيتمكن الزائر من معايشة أحداث حياته. كما أن المزج بين التكنولوجيا والتاريخ يجعل التجربة فريدة كما يقول، فهي تجربة مثالية لمحبي التاريخ لأنها تقدم رؤية شاملة تجمع بين الجوانب العسكرية والسياسية والإنسانية.