المستثمرون يفرون إلى الكيبوب كملاذ من حرب ترامب التجارية

14 فبراير 2025
معجبو "بي تي إس" في سيول، 13 يونيو 2024 (أنتوني والاس/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ارتفعت أسهم شركات الكيبوب الكبرى في كوريا الجنوبية إلى أعلى مستوياتها منذ عام، مدفوعة بتوقعات ازدهار القطاع وعودة فرق مثل "بي تي إس" و"بلاك بينك" إلى الساحة الموسيقية.
- تجنّب قطاع الكيبوب تأثير التعرفات الجمركية الأميركية، مما يعزز من قوته كصناعة "القوة الناعمة"، مع توقعات بزيادة الحفلات والمبيعات في الصين بفضل تحسين العلاقات الثقافية.
- ساهم الكيبوب في تعزيز الاقتصاد الكوري والسياحة، مع زيادة الطلب على تعلم اللغة الكورية عالمياً، بدعم من الحكومة الكورية بإنشاء معاهد لغوية دولية.

مع تحذير المسؤولين الحكوميين من التأثير السلبي المحتمل للرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب على الصلب الأجنبي، ونظراً إلى أن كوريا الجنوبية هي رابع أكبر مورّد للصلب للولايات المتحدة الأميركية، ارتفعت أسهم شركات الكيبوب الأربع الكبرى في كوريا الجنوبية إلى أعلى مستوياتها منذ عام. وإلى جانب الدراما السينمائية والتلفزيونية والمأكولات ومستحضرات التجميل، فإنّ الكيبوب واحدة من أنجح الصادرات الثقافية لكوريا الجنوبية، إذ أكسبت البلاد ما يقرب من 900 مليون دولار عام 2023، بزيادة تفوق الثلث عن العام الذي سبقه، وفقاً لمعهد الثقافة والسياحة الكوري.

شهدت أسعار أسهم "جي واي بي إنترتينمنت" و"هايبي"، الوكالتان اللتان تقفان وراء بعض أشهر الأسماء في عالم الكيبوب، ارتفاعاً بنسبة 6.09% و3.15% الثلاثاء الماضي، وفقاً لبورصة كوريا، وهو ما يمثل أعلى مستوى خلال عام كامل لكلا الشركتين. وبحسب صحيفة كوريا تايمز، اقتربت أسهم عملاقين آخرين في قطاع الكيبوب، وهما "إس إم إنترتينمنت" و"واي جي إنترتينمنت"، من الوصول إلى أعلى مستوياتها السنوية. 

ونقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن محللي السوق أن قطاع الكيبوب تجنّب التورط في حرب ترامب التجارية الناشئة، التي تستهدف في المقام الأول السلع، بينما تترك قطاعات "القوة الناعمة"، مثل الترفيه. كما كان الشراء العدواني لأسهم الترفيه مدفوعاً بالتوقعات بأن الكيبوب على وشك الدخول في فترة ازدهار أخرى. فمن المقرر أن تستأنف فرقة "بي تي إس"، التي كان أعضاؤها يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية، مسيرتهم الموسيقية هذا الصيف، في حين ستبدأ فرقة الفتيات "بلاك بينك" جولة عالمية في النصف الثاني من العام. وتوقع الباحث في شركة شينهان للاستثمار والأوراق المالية، جي إن هاي، في حديث لصحيفة كوريا تايمز، "استفادة قطاع الترفيه كثيراً من عودة الملكيات الفكرية الرئيسية، مثل بي تي إس وبلاك بينك، فضلاً عن التأثير الضئيل من التعرفات الجمركية الأميركية".

وستفيد علامات إحياء العلاقات الثقافية بين كوريا الجنوبية والصين القطاع. كانت الصين مسؤولة عن قرابة خُمس إيرادات شركات الترفيه الكورية الجنوبية عام 2016، وفقاً لصحيفة كوريا تايمز، لكن المبيعات ركدت منذ فرضت بكين قيوداً على الواردات الثقافية الكورية في العام التالي. قد يتغير ذلك بحسب "ذا غارديان"، وذلك بفضل زيادة سوق البضائع في الصين وقرار يسمح للكوريين الجنوبيين بدخول الصين من دون تأشيرات، وهي الخطوة التي من المتوقع أن تؤدي إلى المزيد من الحفلات الموسيقية والمبيعات في قطاع الموسيقى.

يرى الخبراء أن فن البوب الكوري حفّز الاقتصاد الكوري بالتأكيد وشجّع السياحة، إذ يسافر محبو هذا الفن من جميع أنحاء العالم إلى كوريا لحضور الحفلات الموسيقية وتجربة الثقافة الكورية مباشرة. إلى جانب السياحة، كانت هناك زيادة في الطلب على تعلم اللغة الكورية؛ ففهم كلمات الأغاني الكورية دفع إلى تعلم اللغة الكورية في بلدان مثل الولايات المتحدة وكندا وتايلاند وماليزيا وحتى الجزائر. وتلعب حكومة كوريا الجنوبية دورها من خلال إنشاء 130 معهداً للغات في 50 دولة.

المساهمون