المخرجة اللبنانية منية عقل تنضم إلى "نتفليكس"

23 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 12:39 (توقيت القدس)
خلال عرض فيلم "كوستا برافا" في وست هوليوود، 6 ديسمبر 2021 (أماندا إدواردز/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- منية عقل، المخرجة اللبنانية، تدخل عالم "نتفليكس" بإخراج الحلقات الأخيرة من مسلسل "هاوس أوف غينيس"، الذي يتناول صراع عائلة غينيس على ثروة والدهم، بعد نجاحها في فيلم "كوستا برافا، لبنان".
- بدأت عقل مسيرتها في المسلسلات البريطانية مع "بي بي سي"، حيث أخرجت حلقات من "بويلينغ بوينت"، مما أدى إلى عرضها لإخراج "ذا ريسبوندر"، وركزت في "هاوس أوف غينيس" على العلاقات الأسرية المختلة.
- حافظت عقل على أسلوبها الفني باستخدام اللقطات الطويلة والفضاءات الانطباعية، ونصحت المخرجين الشباب بتقديم أعمال شخصية تمثلهم بصدق، مؤكدة على أهمية الأصالة.

تدخل اللبنانية منية عقل أسرة مخرجي "نتفليكس" عبر مسلسل "هاوس أوف غينيس" الذي توفّره منصة البث التدفقي العملاقة قريباً، بعدما برزت السينمائية الآتية من بلد الأرز عالمياً في السنوات الأخيرة، خصوصاً بفضل فيلمها "كوستا برافا، لبنان".

وتتولى عقل إخراج الحلقات الثلاث الأخيرة من ثماني حلقات تشكل هذه السلسلة الدرامية التي تتمحور حول أبناء عائلة غينيس، إحدى أبرز الأسر المعروفة بصناعة البيرة، في صراعهم للسيطرة على ثروة والدهم. وتولى البريطاني ستيفن نايت، الذي أوكلت إليه أخيراً مهمة كتابة سيناريو الجزء الجديد من سلسلة أفلام "جيمس بوند"، صوغَ حوارات المسلسل المقرر طرحه في 25 سبتمبر/أيلول المقبل، وشارك البريطاني توم شانكلاند في إخراج حلقاته الأخرى.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Mounia Akl (@mounia.akl)

وتقول منية عقل (36 عاماً) لوكالة فرانس برس عن كيفية وصولها إلى هذا الإنتاج التلفزيوني العالمي الذي يشارك في بطولته أنتوني بويل وجيمس نورتون: "عملت بجدّ وكثيراً (...) طوال حياتي، ما أتاح لي مقابلة الأشخاص المناسبين الذين منحوني فرصاً".

فالفيلم الروائي الأول للمخرجة الشابة بعنوان "كوستا برافا، لبنان"، من بطولة نادين لبكي، حاز قبل ثلاثة أعوام اهتمام وكلاء في بريطانيا يعملون وسطاء بين المخرجين والمنتجين والموزعين، بعد عرضه في مهرجانات عالمية من بينها البندقية وتورنتو ولندن، ونال فيها جوائز. وقبلها شارك فيلمها القصير "سابمارين" في مهرجان كان السينمائي عام 2016.

وتروي عقل أنها دخلت للمرة الأولى عالم المسلسلات في بريطانيا من خلال المنتجَين البريطانيين، الممثل ستيفن غراهام والمخرج فيليب بارانتيني "اللذين أُعجبا بفيلم كوستا برافا، وطلبا مني أن أُخرج حلقتين من مسلسل بويلينغ بوينت Boiling Point" الذي عرضته "بي بي سي". وفتح هذا المسلسل أبواباً كثيرة أمام المخرجة. وتقول: "التعاون كان ناجحاً جداً لدرجة أنّ بي بي سي عرضت عليّ المسلسل البوليسي ذا ريسبوندر The Responder من بطولة مارتن فريمان".

ومن خلال هذا المسلسل، شقّ اسمها طريقه في الصناعة التلفزيونية البريطانية، وحطّ في "هاوس أوف غينيس"، وأقنعت المنتجين برؤيتها البصرية للسيناريو.

وتنجذب منية عقل إلى القصص التي تتناول عائلات تعاني خللاً، وهذا ما صوّرته في فيلمها "كوستا برافا، لبنان". ومع أن "قصة هاوس أوف غينيس تعود للقرن التاسع عشر، وفيها خيول وحروب، لكنها في جوهرها قصة أسرة مختلّة"، بحسب المخرجة اللبنانية. وتضيف: "أعرف موضوع الأسر المختلة جيداً، وأجريتُ الكثير من الأبحاث عنه، وكذلك عن تاريخ أيرلندا، ووجدت الكثير من الجوامع المشتركة بين النزاع الأيرلندي وبعض النزاعات في الشرق الأوسط".

وتلاحِظ عقل أن العلاقة بين عائلة غينيس وبقية المجتمع الأيرلندي "صورة مصغّرة لأيرلندا، وأيرلندا بدورها صورة مصغرة للعالم من خلال الصراعات السياسية، والتفاوت الطبقي، والعلاقات الزوجية، والعلاقات بين الأخوة، وشعور البعض بأنهم منبوذون من العائلة أو محتضنون". وما شدّها أكثر إلى هذا المسلسل هو الأسلوب في كتابة قصص الحب، إذ إن "كل علاقة مختلفة عن الأخرى وفريدة". وركزت عقل في صوغها المشاهد على "خصوصية الشخصيات والعلاقات في ما بينها"، وحرصت على أن تكون وفيةً لعالم ستيفن نايت "الذي يحترم كثيراً عمل المخرج، وحين يسند إليه السيناريو، يعطيه الحرية الكاملة في التصرف به".

موقف
التحديثات الحية

وتمثَّلَ التحدي الحقيقي بالنسبة إلى منية عقل في "إدارة مجموعة من الشخصيات، ومواكبة وتيرة العمل التلفزيوني السريعة". وتقول: "خصصتُ وقتاً للاجتماعات مع الممثلين (...) واستطعت بناء علاقات عميقة معهم".

وأدخلت المخرجة أسلوبها الفني بطرق عدة، منها الاستعانة بمدير التصوير اللبناني جو سعادة الذي سبق أن عملت معه ليكون جزءاً من المشروع. وتقول: "يفهم أحدنا الآخر بصمت (...) وهو بالفعل حوّل المشاهد إلى لوحات". وتعاملت مع المسلسل "كأنه فيلم سينمائي"، واعتمدت "اللقطات الطويلة"، وقللَت قدر الإمكان من التقطيع. وتشرح المخرجة التي درست الهندسة المعمارية رغم شغفها بالسينما قائلةً: "اعتمدتُ لغة بصرية تجعل المشاهد يشعر بأننا في عالم ذاتي (...) واستخدمتُ فضاءات انطباعية كهندسة القصور والمناظر الطبيعية، وسيلةً للتعبير عن مشاعر الشخصيات، وعن كونها سجينة هذه المساحات".

لم يغيّر انتقال منية عقل من الأفلام المستقلة إلى الإنتاج التلفزيوني العالمي ملامح أسلوبها في العمل. تقول: "سواء أكنتُ أصوّر فيلماً قصيراً مع أصدقائي في بيروت أم مشروعاً بملايين الدولارات مع نتفليكس، أعمل بإحساس وشغف، وأحاول البحث دائماً في السيناريو عن شيء خاص بي".

ونصيحتها للمخرجين الشباب تقديم أعمال شخصية تمثّلهم بصدق. تقول: "ثمة الكثير من الأعمال المكررة، وما ينقصنا هو الأصالة. أعتقد أن العالم يبحث عن أصوات أصيلة تتميز بفرادتها. لا تبتعدوا عن هويتكم، لأن هذه الأصالة هي التي تعطي قيمة للعمل".

(فرانس برس)

المساهمون