المئذنة الحدباء: الموصل تستعيد مسجدها الشهير

18 فبراير 2025
المئذنة الحدباء في جامع النوري الكبير وسط مدينة الموصل (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إعادة إعمار المئذنة الحدباء وجامع النوري الكبير: أنهت اليونسكو ترميم المئذنة الحدباء في جامع النوري الكبير ضمن مشروع "إحياء روح الموصل"، الذي يشمل أيضاً إعمار كنيستين ومنازل وإنشاء مدرسة صديقة للبيئة.

- تمويل ودعم المشروع: جمعت اليونسكو 115 مليون دولار من 15 جهة مانحة، منها الإمارات والاتحاد الأوروبي، لدعم المشروع باستخدام طرق تقليدية للحفاظ على الطابع الأثري.

- التقدم والتحديات: انتهى ترميم المئذنة، ويقترب الجامع من الاكتمال، مع مراعاة الأبعاد والمواد الأصلية لضمان مقاومته، وسط شكوك حول تدمير "داعش" للمئذنة.

أنهت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) أعمال ترميم المئذنة الحدباء التاريخية في جامع النوري الكبير وسط مدينة الموصل، بعد أن تعرضت للتدمير في يونيو/حزيران 2017 خلال العمليات العسكرية لاستعادة المدينة من سيطرة "داعش".

يأتي إعمار المئذنة الحدباء وجامع النوري الكبير ضمن مشروع واسع تبنته "يونسكو" وأطلقت عليه "إحياء روح الموصل". ويتضمن المشروع، إلى جانب الجامع والمئذنة، إعمار كنيستين تاريخيتين، وإعمار العديد من المنازل في الموصل القديمة على الطراز التراثي، وإنشاء مدرسة نموذجية صديقة للبيئة ومشاريع أخرى.

الجامع النوري الكبير من أبرز المعالم الدينية والأثرية في العراق، ويعود بناؤه إلى عهد القائد نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري، أي أن عمره يناهز تسعة قرون، وهو ثاني مسجد يُبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، ومئذنته واحدة من بين 17 برجاً مائلاً في العالم. تقع المئذنة الشهيرة في الركن الشمالي الغربي من حرم جامع النوري الكبير في الموصل، وهي مطبوعة على الدينار العراقي من فئة عشرة آلاف دينار، كونها أحد أبرز المعالم التاريخية العراقية.

أشارت المديرة العامة لـ"يونسكو"، أودري أزولاي خلال احتفال أقيم في الموصل في الخامس من فبراير/شباط الحالي أن "المشروع يمثّل عودة التاريخ والهوية إلى الموصل"، وأشادت بأعمال الترميم التي أُنجزت، معربة عن سعادتها برؤية المئذنة، البالغ عمرها أكثر من 850 عاماً، وهي تعود إلى موقعها في قلب المدينة.

 أكدت أزولاي أن "يونسكو" قادت حملة لجمع 115 مليون دولار من 15 جهة مانحة، أبرزها دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي لدعم مشروع إحياء روح الموصل الذي يتضمن العديد من المواقع التاريخية والأثرية في المدينة، وأوضحت أن مشروع إعمار المئذنة الحدباء والجامع الكبير اعتمد على طرق تقليدية لضمان الحفاظ على الطابع الأثري للمعلَم التاريخي.

المئذنة الحدباء في جامع النوري الكبير وسط مدينة الموصل (العربي الجديد)
يبلغ عمرها أكثر من 850 عاماً (العربي الجديد)

وأكد المشرف على أعمال "يونسكو" في مدينة الموصل، المهندس راكان أحمد العلاف، أن العمل في المئذنة الحدباء انتهى كاملاً، بينما وصل العمل في الجامع النوري إلى المراحل النهائية، وأشار إلى أن تسليم المشروع إلى الجهة المستفيدة وهي مديرية الوقف السني سيكون خلال شهر رمضان المقبل.

أوضح العلاف أن المنحة الإماراتية خُصّصت لدعم إعمار المئذنة الحدباء والجامع النوري، وكذلك كنيستي الطاهرة والساعة، فيما خُصّصت منحة الاتحاد الأوروبي لإنشاء 143 منزلاً في المدينة القديمة للموصل على الطراز العمراني التراثي، إلى جانب منح أخرى خصّصت لإعمار مدرسة الإخلاص النموذجية الصديقة للبيئة في المنطقة القديمة أيضاً، وجامع الأغوات الأثري المطل على نهر دجلة، وتشييد الأزقة الداخلية بطريقة تراثية، ومشاريع في قطاع التعليم والتربية وتطوير المهارات ومنع التطرف والتعايش المجتمعي.

لفت العلاف إلى أن العمل في مشروع الجامع وصل إلى المراحل النهائية، إذ اكتملت المئذنة الحدباء. وذكر أن القسم الإداري للجامع والجزء الكبير من المصلى ومحلات الوضوء والباحات والحدائق أُكملت، وبيّن أن الجامع أعيد تصميمه بما يتوافق مع العمران القديم والشكل الأثري، فأعيد إعمار المئذنة بعد تدميرها بنفس أبعادها وحجمها سابقاً، وبنفس الطابوق والحجارة القديمة والأصلية للجامع، وكذلك الحال بالنسبة للمصلى، مشيراً إلى أن الأجزاء المتضررة عُوّضت بحجارة مشابهة لها، ووضح أن الإعمار راعى الجانب الهندسي والفني والتراثي بدقّة، ليصبح بالشكل القديم، ويكون قادراً على مواجهة أي خلل أو هزات أرضية حال حدوثها.

ورجح العلاف أن يكون تدمير مئذنة الجامع حصل بفعل تفجير أحدثه "داعش"، من دون أن يجزم بالأمر، كونه ليس صاحب الاختصاص في موضوع التفجيرات، لكنه أوضح أن وجود المتفجرات ومخلفات "داعش" في موقع المصلى وقرب المئذنة وطبيعة التفجير وتناثر أحجار المئذنة يشير إلى تعرضها للتفجير.

المئذنة الحدباء في جامع النوري الكبير وسط مدينة الموصل (العربي الجديد)
العمل في مشروع الجامع وصل إلى المراحل النهائية (العربي الجديد)

بدوره، أشار المهندس في منظمة يونسكو، مصطفى الزيواني، إلى أن إعمار المئذنة الحدباء والجامع النوري  ضَمِن إعادة جميع التفاصيل الأثرية والمعمارية السابقة للموقع. وقال الزيواني لـ "العربي الجديد": "المشروع بدأ في عام 2018 بحصر وجمع القطع الأثرية ورفع الأنقاض من موقع الجامع، فجمعت مفتشية تراث وآثار نينوى 45 ألف قطعة أثرية من المكان المدمر"، وبيّن أن المرحلة الأخرى في العمل شملت إعداد التصاميم اللازمة، ثم البدء بإعمار الجامع والمئذنة بنفس المواصفات السابقة.

 

 

المساهمون