المؤلفون يطالبون بضمانات لحماية حقوقهم من الذكاء الاصطناعي

09 فبراير 2025
حذر 34 ألف فنان فرنسي من النهب المنهجي لأعمالهم (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يثير الذكاء الاصطناعي قلق المبدعين بسبب استخدام إبداعاتهم دون تعويض، مما دفع 38 منظمة دولية للمطالبة بحماية حقوق المؤلفين وتراخيص لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
- في فرنسا، يواجه الفنانون تحديات كبيرة، حيث حذر 34 ألف فنان من النهب المنهجي لأعمالهم، بينما تعكس إضرابات هوليوود وألعاب الفيديو في الولايات المتحدة القلق المتزايد.
- في الموسيقى والسينما، يطالب المؤلفون بضمانات مالية وحق الاعتراض على استخدام أعمالهم، مما يبرز الحاجة لتوازن بين الابتكار وحماية الحقوق.

تشكّل الضمانات التي يطالب بها مؤلفو الأعمال الفنية والثقافية لحماية حقوقهم أحد الموضوعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، عشية القمة العالمية في شأنه التي تستضيفها باريس الاثنين والثلاثاء، إذ يثير تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قلق الممثلين والموسيقيين والكتّاب وسواهم ممن تراجع دورهم أو استخدام إبداعاتهم.

واستَبَقت القمة السبت والأحد بـ"نهاية أسبوع ثقافية" في فرنسا التي كانت أول بلد يضع قانوناً لحقوق المؤلف، كان وراءه الكاتب المسرحي بومارشيه. ومع أن من غير المتوقع أن تكون الثقافة على جدول أعمال المناقشات بين رؤساء الدول والحكومات، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشار إلى أنه مهتم بهذا الموضوع. وصرح ماكرون لصحافيين من وسائل الإعلام المناطقية الفرنسية في مقابلة نُشِرت الجمعة، قائلاً: "أَسمَع هذا الخوف، وأريد أن أقول في هذا الصدد إن فرنسا ستبقى صاحبة صوت واضح، أي الصوت الذي يحمي خصوصية العبقرية والموهبة والاعتراف بالحقوق وبهذه الملكية".

ودعت "38 منظمة دولية تمثل مجمل القطاعات الإبداعية والثقافية" في بيان أصدرته الجمعة إلى "أفعال لا مجرّد أقوال". وشدّدت اتحادات تمثّل الموسيقيين والمخرجين السينمائيين والفنانين التشكيليين والمترجمين والمؤلفين والصحافيين وسواهم على أن "لا وجود لذكاء اصطناعي يحترم الأخلاقيات من دون التراخيص التي يعطيها أصحاب الحقوق".

وفي مقال نشرته صحيفة لو باريزيان على الإنترنت، حذر 34 ألف فنان فرنسي من مختلف القطاعات (الموسيقى والسينما والمسرح والأدب والفنون البصرية وغيرها)، من بينهم المغني جان جاك غولدمان، من النهب المنهجي لأعمالهم، ودعوا إلى تفكير واضح من أجل إيجاد "حلول عادلة ودائمة".

وأدى إضرابان طالبا بضمانات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تعطيل هوليوود ثم قطاع ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة منذ عام 2023، بدعوة من نقابة الممثلين الأميركيين "ساغ-أفترا".

وغالباً ما يكون ممثلو الدبلجة أكثر الغاضبين، إذ يشعرون بأن حقوقهم المتعلقة بالملكية الفكرية تُنتهَك كل يوم عندما يسمعون أصواتهم تُنسخ أو تُقَلَّد، من دون موافقتهم أو من دون مقابل مالي، نتيجة التقدم التكنولوجي. واعتبر هؤلاء الذين أطلقوا في فرنسا حملة بعنوان #TouchePasMaVF أن مطالبهم تُقابل بالتجاهل. وأشارت إحدى النجمات الفرنسيات في هذا المجال، وهي بريجيت لوكوردييه، لوسائل الإعلام في نهاية يناير/ كانون الثاني الفائت، قائلة: "لم تستقبلنا الوزارة حتى الآن. نحن خمسة آلاف ممثل نحاول، بطريقة أو بأخرى... ولا شيء ينجح. أعتقد أن الأمر لا يهمهم".

أما الكتّاب، وهم أقل اتحاداً، فيدركون أيضاً أن أعمالهم تُستغل من دون مقابل مالي، بطريقة يصعب اكتشافها. وعلى عكس ممثلي الدبلجة الذين لا يفيدون في شيء من أدوات الذكاء الاصطناعي، يطرح بعض الكتّاب الأسئلة على "تشات جي بي تي" أو "جيميني" أو "ديبسيك" أو "لو تشات". وقال أحدهم مشترطاً عدم ذكر اسمه: "إن هذه الأدوات تساعدني على إنجاز عملي التوثيقي بصورة أسرع". لكنهم يُجمعون تقريباً على رفض استخدام كتبهم لتوفير إجابات لمؤلفين آخرين، وعلى تأييد حلّ يتمثل بأن يكون لهم الحق في الاعتراض على هذا الاستخدام أو ما يُعرف بـ"أوبت-آوت".

وفي فرنسا، طلبت جمعية الأدباء التي تمثّل المؤلفين من "الجهات المعنية بالذكاء الاصطناعي" الخميس الماضي احترام "قائمة الأعمال التي لا يحق لهم استخدامها"، أي تلك الخاصة بأعضائها، والتشاور معها عند الحاجة.

وأثارت جمعية أخرى هي SACD، المعنية خصوصاً بالمسرح والسينما، ضجة بتوقيعها اتفاقاً مع شركة جيناريو الفرنسية الناشئة التي توفر المساعدة في كتابة السيناريوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي. وينص الاتفاق على أن يحصل المؤلفون على بدلات مالية مقابل استخدام أعمالهم، لكن كتّاب سيناريو رأوا في ذلك "نهباً".

وفي مجال الموسيقى، تتوافر إغراءات قوية في ضوء الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، وتمتد مثلاً من ألبوم مزيّف لفرقة "أويسيس"، إلى أغنية لفرقة "بيتلز" أعيد صوغها باستخدام هذه التكنولوجيا بعد أكثر من أربعين عاماً من وفاة جون لينون. وفازت الأغنية التي تحمل عنوان "ناو أند ذن" Now and Then بجائزة غرامي الأحد الماضي.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون