اللغة العربية تتحدى الحجب ضدّ المنشورات عن فلسطين

اللغة العربية تتحدى الحجب ضدّ المنشورات عن فلسطين

17 مايو 2021
إجراءات مواقع التواصل تحجب حقيقة ما يحصل في فلسطين (مؤمن فايز/Getty)
+ الخط -

يستمر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بإيجاد أساليب لكسر حجب شركات التواصل، والتي تتواطأ مع الاحتلال الإسرائيلي ضدّ الفلسطينيين، فتحجب كلّ المحتوى الناقد للاحتلال أو الذي يكشف زيف ادعاءاته، كما تحجب حسابات ومنشورات وتمنع كلمات بعينها من التداول عبر صفحاتها. فقد قامت "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام" بقمع المحتوى الفلسطيني، وذلك الذي يفضح روايات الاحتلال وزيف ادعاءاته كما يوثّق الهمجية الإسرائيلية والظلم والتهجير والتنكيل الذي يحل على الفلسطينيين في نكبتهم المستمرة منذ 73 عاماً.

في السابق، كان الأسلوب الأبرز هو إضافة علامات تنقيط إلى الكلمات لفصلها عن بعضها، أو إضافة مسافات بين الأحرف في الكلمات التي تعتبرها خوارزميات هذه الشركات ممنوعة. وتتضمن تلك الكلمات "مقاومة" و"حماس" وأسماء فلسطينيين مقاومين للاحتلال وغيرها من التعابير التي تناهض الاحتلال وتناصر الفلسطينيين، كما تعابير لأحزاب وتنظيمات تصنّفها الولايات المتحدة إرهابية، وهو التبرير الذي تلجأ إليه شركات التواصل كي تبرر حجبها. لا يزال استخدام هذا الأسلوب مستمراً، كما تلجأ إليه وسائل إعلامية تغطّي ما يحصل في فلسطين لحظةً بلحظة وتحاول تخطي الحجب، وبينها موقع "الجرمق" والتلفزيون العربي عبر تويتر. 

لكنّ الأسلوب المستجد هذه المرة هو التدوين باللغة العربية غير المنقّطة، وهي الطريقة التي كانت مستخدمة قديماً في أصل إنشاء واستخدام اللغة العربية. وقراءة هذه الجمل سهلة للمتحدثين بالعربية، إذ يستطيعون بسهولة فهم الجملة من دون أي عائق. ويشير متّبعي هذه الطريقة إلى أنّها تدمج حالتين معاً وهما العودة إلى أصول اللغة العربية، والتي يستطيع العرب فهمها ولكن لا يمكن للغرب قراءتها، بالإضافة إلى تخطي الـ"ألغوريثم أبارتهايد" (الفصل العنصري للخوارزميات) الذي تعتمده شركات التواصل الاجتماعي حالياً. 

وهناك تطبيق يدعى "اكتب" يساعد في تحويل الكلمات المنقّطة إلى كلمات من دون نقاط، ويعود تاريخ إنشاؤه إلى يناير/كانون الثاني من العام الحالي. لكنّ مستخدماً يدعى خالد الشمّا أعلن في تغريدة له عن تطوير صفحة ويب وتطبيق جوال بسيط بتقنية PWA يعمل من دون اتصال، ويمكنه تحويل النصوص المكتوبة مع نقاط إلى كلمات بلا نقاط تسهيلاً للعملية، وهو ما لقي رواجاً عبر المنصات.


وعبر "فيسبوك" و"تويتر"، تنتشر منذ يومين هذه الطريقة في الكتابات عن فلسطين. وقال أحد المغردين "مارك يحجب أي محتوى على فيسبوك ضدّ إسرائيل والآن هناك من يكتب الجمل بدون نقاط... كم أنت كبيرة أيتها اللغة العربية". وكتبت نهلة الطنيخي على "فيسبوك"، بكلمات تمكن قراءتها من دون نقاط: "إسرائيل كيان محتل والقدس عربية إلى الأبد ومارك حوّل". وسخر هشام شيتوس قائلاً "مسؤولو فيسبوك وهم يحاولون قراءة المنشورات من دون نقاط"، مضيفاً "إسرائيل دولة إرهابية". وعلى ذات النحو ذهبت ميما المهدي قائلةً "ربنا ينتقم من الصهاينة الكفرة ومارك وإسرائيل وينصر الأقصى".

 

 

 

المساهمون