استمع إلى الملخص
- رغم أن الخطر الحالي منخفض، إلا أن التوقعات قد تتغير مع جمع المزيد من البيانات، حيث يعتمد العلماء على التلسكوب جيمس ويب لتحسين دقة الرصد قبل أن يختفي الكويكب عن الأنظار.
- يشبه الكويكب YR4 حدث تونغوسكا 1908، وإذا تأكد الخطر، قد تُرسل مهمة لتغيير مساره، كما نجحت ناسا في 2022 في تغيير مسار كويكب غير ضار.
أظهرت حسابات أجرتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، أمس الثلاثاء، أن احتمال اصطدام الكويكب YR4، الذي اكتشفه علماء الفلك أخيراً، بالأرض في عام 2032 أصبح 3,1 %، وهو أعلى مستوى سُجل على الإطلاق منذ بدء الرصد. ويُقدّر عرض هذا الكويكب بين 40 و90 متراً، وقد يصطدم بالأرض في 22 ديسمبر/كانون الأول 2032، وفق تقديرات وكالات الفضاء الدولية، ما قد يُلحق أضراراً كبيرة تصل إلى حد تدمير مدينة بأكملها.
أقوى 500 مرة من هيروشيما
رغم أن خطر الاصطدام يُعتبر منخفضاً للغاية حالياً، لكنه الأعلى على الإطلاق منذ أكثر من عقدين من رصد الأجرام السماوية. وفي حال اصطدامه بالأرض، فإن تأثيره قد يكون أقوى بـ500 مرة من القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما، بحسب التقديرات الحالية. وهذا يكفي لمحو مدينة بأكملها، بحسب بروس بيتس من جمعية الكواكب الأميركية، أو حتى التسبب في حدوث تسونامي، إذا ما حدث الاصطدام بالقرب من جزيرة أو السواحل.
مخاطر الكويكب متغيرة
لكن هذا التوقع يجب أن يؤخذ بحذر شديد لأنه يعتمد على بيانات أولية ومن المرجح أن يتغير في الأسابيع والأشهر المقبلة. قال بيتس: "لا أشعر بالذعر"، داعياً في الوقت نفسه إلى إجراء مراقبة دقيقة للكويكب الذي أطلق عليه اسم 2024 YR4. وقال رئيس مكتب الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأوروبية، ريتشارد مويسل، للوكالة إن مثل هذا الحدث "نادر للغاية"، لكنه طمأن إلى أن "لا خطر على العامة في الوقت الحالي".
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أثار الكويكب أبوفيس قلق المجتمع العلمي الدولي باحتمالية اصطدامه بالأرض في عام 2029 والتي بلغت 2,7 %. وسرعان ما تراجعت احتمالية الاصطدام إلى ما يقرب من الصفر. وعلى نحو مماثل، من المتوقع أن تتبدل التوقعات بشأن 2024 YR4 قريباً مع جمع المزيد من البيانات لتحسين مساره وصورته.
ويعتمد العلماء على التلسكوب الفضائي جيمس ويب خصوصاً لإجراء عمليات رصد أكثر دقة في مارس/آذار. لكن الوقت ينفد لأن الكويكب يدور في مدار يبتعد عن الأرض. ومن المتوقع أن يختفي هذا النجم عن نطاق رؤية التلسكوبات الأرضية في الأشهر المقبلة، قبل أن تعود إمكانية رصده مجدداً في عام 2028، وفق تقديرات الخبراء.
هل يتكرر سيناريو تونغوسكا؟
وبحسب ملاحظاتهم الحالية، فإن 2024 YR4 سيكون في الفئة عينها للكويكب الذي تحطم في عام 1908 في منطقة نائية من سيبيريا، وذلك بسبب سطوعه. ويقال إن هذا الحدث الذي لم يُوثَّق بشكل جيد والمعروف باسم حدث تونغوسكا، أدى إلى تدمير مئات الآلاف من الهكتارات من الغابات. وإذا تأكد خطر وقوع مثل هذه الكارثة خلال نحو ثماني سنوات، فقد يفكر مجتمع الفضاء الدولي في إرسال مهمة لتحويل مسار الكويكب. ويعمل العلماء منذ سنوات على تطوير مثل هذه الوسائل للدفاع الكوكبي. وفي عام 2022، نجحت مهمة تابعة لوكالة ناسا في تغيير مسار كويكب غير ضار عن طريق إرسال مركبة للاصطدام به، في سابقة من نوعها أشبه بسيناريوهات أفلام هوليوود.
(فرانس برس، العربي الحديد)