الكونغرس يستجوب آدم موسيري: إنستغرام تقدم ضمانات لحماية القصّر

الكونغرس يستجوب آدم موسيري: إنستغرام تقدم ضمانات لحماية القصّر

09 ديسمبر 2021
موسيري خلال جلسة الاستماع في الكونغرس (ياسين أوزتورك/الأناضول)
+ الخط -

واجه رئيس "إنستغرام" استجوابًا من المشرعين الأميركيين يوم الأربعاء حول كيفية حماية المنصة لأصغر مستخدميها، وهو ظهور يأتي وسط انتقادات مكثفة لتأثير "إنستغرام" على الأطفال والشباب.

في البيانات الافتتاحية، وعد السناتور ريتشارد بلومنثال بأن يكون "قاسياً" في جلسة الاستماع، قائلاً: "لقد انتهى وقت ضبط النفس والتنظيم الذاتي". وقال: "ضبط النفس يعتمد على الثقة، والثقة ضاعت. حجم هذه المشاكل يتطلب حلولا واسعة النطاق والمساءلة التي كانت مفقودة حتى الآن".

من جانبه، دافع المدير التنفيذي لإنستغرام، آدم موسيري، أمام لجنة حماية المستهلك التجارية في مجلس الشيوخ، عن المنصة ودعا المشرعين إلى إنشاء هيئة صناعية لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل.

حاول موسيري أيضًا إلقاء اللوم على الصناعة الأوسع، قائلاً إن "الحفاظ على أمان الشباب عبر الإنترنت لا يتعلق فقط بشركة واحدة"، وأضاف أن المزيد من الشباب يستخدمون تطبيقات أخرى بما في ذلك منصات الفيديو تيك توك ويوتيوب، بحسب "ذا غارديان". 

وقال موسيري في الكلمة الافتتاحية: "نريد جميعًا أن يكون المراهقون آمنين على الإنترنت". وأضاف: "الإنترنت لن تنتهي، وأعتقد أن هناك عملًا مهمًا يمكننا القيام به معًا - قطاع التكنولوجيا وصانعو السياسات - لرفع المعايير عبر الإنترنت لخدمة الشباب وحمايتهم بشكل أفضل".

ودعا المستثمر السابق الذي يقود إنستغرام منذ ثلاث سنوات، الهيئات التكنولوجية إلى معالجة "كيفية التحقق من العمر، وكيفية تصميم التجارب المناسبة للعمر، وكيفية بناء الرقابة الأبوية" على التطبيقات. واقترح استهداف الحماية التي يوفرها القسم 230، وهو قانون فيدرالي يحمي المنصات من المسؤولية القانونية لما ينشره المستخدمون عليها.

وأعلن أنّ "إنستغرام" تعمل على تايملاين بحسب توقيت النشر، علماً أنّ خوارزمية التطبيق حالياً تظهر الحسابات والمنشورات التي تعتقد أنّ المستخدم مهتم بها.

تأتي جلسة الاستماع في الوقت الذي تواجه فيه "إنستغرام" وشركتها الأم "ميتا" (فيسبوك سابقًا) انتقادات عالمية بشأن الطرق التي تؤثر بها خدماتهما على الصحة العقلية وصورة الجسم والسلامة عبر الإنترنت للمستخدمين الأصغر سنًا، بعد إصدار المستندات الداخلية من الموظفة السابقة والمبلغة عن المخالفات فرانسيس هوغن.

وقبل الجلسة، قدّم رئيس "إنستغرام" آدم موسيري، الثلاثاء، بعض الضمانات بشأن حماية المستخدمين القاصرين. وسيمنع التطبيق خصوصا المستخدمين من الإشارة في منشوراتهم إلى مراهقين لا يتابعونهم على الشبكة، بعدما جعل حسابات المستخدمين القصّر خاصة بصورة تلقائية عند التسجيل.

كما ستتيح الشبكة الاجتماعية اعتبارًا من آذار/مارس 2022، أدوات تتيح للأهل معرفة الوقت الذي يمضيه أبناؤهم على التطبيق وفرض قيود زمنية في هذا المجال. وسيتاح لهم قريبا النفاذ إلى مركز معلومات يضم إرشادات ونصائح خبراء، بحسب ما نقلته "فرانس برس".

ومن الخصائص الجديدة الأخرى، تطلق "إنستغرام" في أسواقها الرئيسية للبلدان الناطقة بالإنكليزية، خاصية "أخذ استراحة"، وهي تسمح للمستخدمين بالتوقف لفترة معينة عن استعراض المضامين عبر التطبيق.

وأوضح آدم موسيري في بيان الشركة أن "دراسات أولية تظهر أنه حين يشغل المراهقون هذا التنبيه، أكثر من 90 بالمائة يتركونه مشغّلا في ما بعد".

كذلك أعلن رئيس إنستغرام عن ظهور مساحة جديدة داخل التطبيق اعتبارا من الشهر المقبل تتيح للمراهقين استعراض كامل أنشطتهم على الشبكة، من منشوراتهم إلى تعليقاتهم مرورًا بنقرات "الإعجاب"، وبالتالي إزالة ما يريدونه منها للسماح لهم بـ"إدارة أسهل لبصمتهم الرقمية".

غير أن هذه التغييرات لم تقنع عضو مجلس الشيوخ السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتل الذي قال لوكالة "فرانس برس": "هذه خطوة صغيرة جدا وبعيدة للغاية عما يلزم لحماية الأطفال والمستهلكين".

وسبق لبلومنتل أن استجوب في الكونغرس مسؤولة شؤون سلامة المستخدمين لدى "فيسبوك" أنتيغون ديفيس.

وفي نهاية أيلول/سبتمبر، علقت المجموعة الأميركية العملاقة عملها على نسخة من "إنستغرام" موجهة للمستخدمين دون سن الثالثة عشرة، لكنها لم تتخل نهائيا عن المشروع.

وقال آدم موسيري: "أواصل التطلع بإيجابية إلى تعاون مثمر مع المشرّعين، بغية تحقيق هدفنا المشترك الرامي إلى إيجاد عالم إلكتروني يصب في خدمة الأجيال المستقبلية مع حمايتها في آن".

واعتبرت العضو (الجمهورية) في مجلس الشيوخ مارشا بلاكبورن من ناحيتها أن هذا "الإعلان الأجوف" يرمي إلى "الإلهاء" عن مشكلات إنستغرام الحقيقية. وتترأس بلاكبورن اللجنة الفرعية في الكونغرس لحماية المستهلكين التي استمعت إلى موسيري الأربعاء.

أما رئيس معهد "فاميلي أونلاين سايفتي إنستيتيوت" المدافعة عن العائلات المستخدمة للإنترنت ستيفن بالكام، فأشاد بهذه الخطوات واصفا إياها بأنها "مشجعة". وقال: "هذه الخطوة الأحدث من بين سلسلة تحسينات طويلة قامت بها إنستغرام منذ سنتين أو ثلاث سنوات". وأضاف بالكام: "إنستغرام باتت أكثر أمانا مما كانت عليه"، وأصبحت مساحة "أقل أذى على المراهقين. لكنها لن تصبح يوما مثالية، ولا آمنة بالكامل. لكن الأمر يسري على كل الشبكات الاجتماعية".

وتلطخت صورة إنستغرام وشبكتها الأم فيسبوك التي باتت تحمل اسم "ميتا بلاتفورمز"، بفعل التسريبات التي كشفت عنها الموظفة السابقة في الشبكة فرانسس هوغن خلال الخريف بالاستناد إلى مراسلات داخلية.

وتظهر هذه الوثائق أن مديري فيسبوك كانوا على بينة ببعض المخاطر التي يواجهها المستخدمون القصّر، خصوصا على صعيد الصحة العقلية لبعض الفتيات اللواتي يتم ترسيخ صورة الجسم المثالي لديهنّ من خلال سيل من الصور المعروضة أمامهن.

وفي منتصف أيلول/سبتمبر، ردًا على هذه الفضيحة، قالت إنستغرام إنها تفكر في إقامة منظومة تشجع المستخدمين على عدم التركيز على بعض المحتويات.

وقال آدم موسيري الثلاثاء: "سنحصل قريبا على معلومات أكثر يمكننا تشاركها في هذا الموضوع، وتغييرات على صعيد التوصيات الموجهة للمراهقين". وكرر موسيري التأكيد أنه يلمس "يوميا الأثر الإيجابي الذي يحدثه إنستغرام على الشبان في مختلف أنحاء العالم".

وخلال جلسات استماع أمام برلمانيين في بلدان عدة، بينها أمام اللجنة عينها التي استمعت إلى موسيري في مجلس الشيوخ، طلبت فرانسس هوغن من فيسبوك وإنستغرام الكشف عن نتيجة بحوثهم بشأن أثر المنصتين على المستخدمين.

وهذا أيضاً ما طالب به حوالى عشرة أساتذة جامعيين في العالم، في رسالة مفتوحة إلى مارك زوكربيرغ نُشرت الإثنين ووقّع عليها أكثر من مائتي شخص من نظرائهم، بحسب "فرانس برس". وكتب معدو الرسالة: "نطلب منكم إجراء فحص مستقل وشفاف لكل بحوثكم السابقة والحالية والمستقبلية بشأن الصحة الذهنية للأطفال والمراهقين".

المساهمون