الكليبات "التقليدية" تستعيد نفسها

الكليبات "التقليدية" تستعيد نفسها

29 يوليو 2021
نوال الزغبي في جديدها "ارقص" (فيسبوك)
+ الخط -

بعد غياب قسري، تعود عجلة تصوير الأغاني الكليبات في لبنان وبعض البلدان العربية، رغم تغليب تقنية "الكلمات" lyrics على الإصدارات الجديدة، ونشرها على مواقع التواصل.
لم تحمل سنة 2020 كثيراً من الإصدارات الغنائية، بخلاف هذه السنة، بعدما أعادت اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا الأمل والحياة، وإن بشكل جزئي، إلى المغنين والمغنيات.
خلال الأسبوعين الماضيين، صدرت مجموعة من الأغاني والألبومات لفنانين أعادوا تحريك العجلة، بعد فترة الجمود.

كانت لنانسي عجرم حصة في صدور ألبومها الجديد، "نانسي 10" فيما تستعد زميلتها نوال الزغبي لإصدار ألبومها قريباً، إذ بدأت تنشر الأغاني الجديدة، وكان أولها مصوراً "كليب" بعنوان "ارقص".
تستعرض نوال الزغبي أزياءها، في كليب "ارقص" (كلمات أحمد راؤول وألحان ألفريد الأسعد). وتأتي فكرة المخرج، فادي حداد، تقليدية، فيعود إلى توظيف راقصات في خلفية مسرح، كنوع من تطبيق كلمات الأغنية على المشهد المصور، فيما تجهد نوال نفسها، لتبرهن أنّها تقدم جديداً، في عرض أزياء لم يكن موفقاً هذه المرة. وتعيدنا بالصورة إلى مجموعة من الكليبات التي نفذتها سابقاً، مثل "اللي تمنيته" (إنتاج محسن جابر/عالم الفن وإخراج شريف صبري)، وكذلك في كليب "غريبة هالدني" (عالم الفن)، من إخراج جاد شويري، الذي يستلهم مشاهد تكمل بها المغنية حركات الراقصات والراقصين أيضاً، بخلاف ما قام به فادي حداد في "ارقص"، والذي يظهر عودة إلى الوراء في طريقة استحضار العمل الاستعراضي الغنائي، من دون أي هدف؛ إذ يخاطب الجيل الحالي ويقنعه بأن الكليب لم يعد في الاعتماد على التقنيات العادية أو الرقص، تماشيًا مع إيقاعات الأغنية.


من جهتها، أصدرت المغنية نانسي عجرم كليبا لأغنية "سلامات" (كلمات شادي نور وألحان محمد يحيى)، من إخراج سمير سرياني، الذي وضع عجرم في إطار "عبثي"، هذه المرة يقوم على الهروب من المواجهة. بداية كانت موفقة جداً للكليب، لولا الضياع الذي شهده العمل مع الوصول إلى منتصف الأغنية؛ إذ راح يتنقل بين مشاهد مختلفة من دون مبرر. يمضي العمل في قصة ثلاث فتيات، كنّ يتناولن العشاء في مطعم شعبي، من دون أن يحملن المال، ويقرّرن الهرب بسرعة من صاحب المطعم، ليبدأ السباق على سرعة المشاهد والصور في الأحياء الفقيرة والمهجورة، حتى يصلن إلى مشهد ليلي، ويدخلن للبحث مجدداً عن الفرح. يتمايلن قليلاً ثم يغادرن نهاية في إطار مظلم. قال أحد المعلقين على "الكليب" إنّ المشهدية تنقل واقع لبنان وبعض البلدان العربية التي تفتقر إلى الكهرباء، خصوصاً في ساعات الليل وفصل الصيف.


يحسب للمخرج سمير سرياني أنّه وضع نانسي في قالب طبيعي، بعيداً عن تقنيات "الفوتوشوب" أو الأزياء المبهرة، واكتفى بثوب واحد ارتدته عجرم في التصوير. وكذلك على البساطة في المكياج، الذي ينقل رسم الوجه من دون رتوش للمغنية، وهنا ركز سرياني على مظهر عجرم بمكياج خفيف جداً (فادي قطايا)، بخلاف صديقتيها الغارقتين في مكياج صارخ للدلالة على العبثية والعوز، وقلة خبرتهما في تصفيف أو تجميل شكلهما الخارجي.

المساهمون