استمع إلى الملخص
- أطلقت شركة سبيس إكس مركبتين نحو القمر لإجراء أبحاث، ومن المتوقع أن تبدأ رحلات خاصة بعد مهمة أرتميس 3 في 2027، مما يثير قلق صندوق الآثار العالمي بشأن تأثير السياح على مواقع تاريخية مثل آثار أقدام نيل أرمسترونغ.
- أكدت بينيديكت دي مونتلور على أهمية إنشاء آليات دولية لحماية التراث القمري، مشيرة إلى ضرورة استراتيجيات استباقية لحماية التراث الثقافي على الأرض وخارجها.
وُضع القمر لأول مرة في تاريخه على قائمة المواقع التراثية المهددة، بسبب مخاوف من النهب والتدمير المحتمل الناجم عن الرحلات التجارية المخطط لها. وتتضمن قائمة المراقبة في صندوق الآثار العالمي عادةً المواقع الثقافية المعرضة للخطر على الأرض، لكن قائمة هذا العام تتضمّن القمر إلى جانب التراث الثقافي لقطاع غزة الذي استهدفه العدوان الإسرائيلي.
ومنذ الستينيات، نجحت خمس دول فقط في إنزال المركبات على القمر، وهي الولايات المتحدة والصين والهند واليابان والاتحاد السوفييتي السابق. لكن أمس الأربعاء، أطلقت شركة سبيس إكس مركبتين نحو القمر لإجراء أبحاث لمهام مستقبلية. ومن المتوقع أن تبدأ رحلات خاصة إلى سطح القمر بعد أن تنفّذ مهمة أرتميس 3، التابعة لوكالة ناسا، في منتصف عام 2027، أول هبوط مأهول منذ أوائل السبعينيات. وتعد هذه الزيارات السبب الرئيسي للقلق لدى صندوق الآثار العالمي. وهناك قلق خاص بشأن تأثير السياح في مواقع مثل آثار أقدام نيل أرمسترونغ وباز ألدرين.
وقالت الرئيسة والمديرة التنفيذية لصندوق الآثار العالمي، بينيديكت دي مونتلور، إن القمر قد أُدرِج بين المواقع المهددة الخمسة والعشرين بسبب "المخاطر المتزايدة وسط الأنشطة القمرية المتسارعة"، والتي كانت، في رأي صندوق الآثار العالمي، "تجري من دون بروتوكولات حفظ كافية". وأضافت أنه لأول مرة، ضُمّن القمر "ليعكس الحاجة الملحة للتعرف إلى القطع الأثرية التي تشهد على خطوات البشرية الأولى خارج الأرض والحفاظ عليها، وهي لحظة حاسمة في تاريخنا المشترك"، مثل الكاميرا التي التقطت هبوط القمر المتلفز، والقرص التذكاري الذي تركه رواد الفضاء أرمسترونغ وألدرين، و"هناك مئات الأشياء الأخرى التي ترمز إلى هذا الإرث"، "إن إدراج القمر يؤكد الحاجة العالمية إلى استراتيجيات استباقية وتعاونية لحماية التراث، سواء على الأرض أو خارجها، والتي تعكس وتحمي سردنا الجماعي".
نحو حماية تراث القمر وغزة
قالت مونتلور لصحيفة آرت نيوزبيبر إنه في خضم عصر جديد من استكشاف الفضاء، من المهم إنشاء آليات دولية لحماية المشهد الثقافي للقمر. وأوضحت أن "حماية التراث القمري سيمنع الضرر الناجم عن تسريع الأنشطة الخاصة والحكومية في الفضاء، مما يضمن بقاء هذه القطع الأثرية للأجيال المقبلة".
يذكر أن القائمة تتضمن إلى جانب القمر مواقع إما في مناطق الحرب، مثل أوكرانيا وغزة، أو معرضة للخطر بسبب أزمة المناخ. وأُدرجت سواحل أفريقية، تشمل مواقع مثل مدينة لامو القديمة في كينيا، وحصن السيد المسيح في كينيا، وكذلك جزيرة موزمبيق، التي تتعرض للتهديد بسبب تآكل السواحل. كما أضاف الصندوق النسيج الحضري التاريخي لغزة، الذي دمّره العدوان الإسرائيلي على غزة.