استمع إلى الملخص
- رغم الإمكانات الإنتاجية العالية، يعاني المسلسل من ضعف السيناريو وسطحية الأحداث، حيث تتسارع بشكل غير منطقي، مما يفقد المشاهد الاندماج مع القصة، ويبرز الفجوة بين المدرستين التركية والعربية في التمثيل والإخراج.
- تثار تساؤلات حول مستقبل الدراما المعربة وقدرتها على تقديم محتوى ينافس الإنتاجات الأصلية، مع احتمالية نقل الإنتاج من إسطنبول إلى الرياض.
مجدداً، تدخل شركة O3 Productions التابعة لمجموعة MBC على خط إنتاج النسخ المعربة من المسلسلات التركية الشهيرة، وهذه المرة مع مسلسل "القدر"، المستوحى من مسلسل "لعبة قدر" التركي. العمل الذي كتبت نسخته العربية رغدا الشعراني وأخرجه فيدات يوار، يأتي بإشراف إنتاجي من سارة دبوس، ويُعرض حصريًا عبر منصة "شاهد".
تدور أحداث "القدر" حول عائلة ثرية نافذة تواجه أزمة في توريث اسم العائلة. يتعرض الابن الثاني، زيد (قصي خولي)، لحادث يحرم زوجته تالا (ديما قندلفت) من الإنجاب. تحت ضغط العائلة، تلجأ الحماة نجوى (رندة كعدي) إلى حيلة غير متوقعة، وهي التلاعب بالتقارير الطبية واستئجار أم بديلة للحمل. وهنا تدخل نور (رزان جمّال) في القصة، لتبدأ سلسلة من الأحداث الدرامية المشحونة بالصراعات العائلية والخداع.
رغم الإمكانات الإنتاجية العالية، يبدو أن المسلسل يعاني من نقاط ضعف عدة، أبرزها ضعف السيناريو وسطحية معالجة الأحداث، حيث تتسارع الأحداث بشكل غير منطقي، ما يُفقد المشاهد الاندماج مع القصة. فتتسم الحلقات الأولى بأحداث تتسارع بطريقة غير منطقية، فتبدو كأنها تتلاحق من دون أي سياق إخراجي أو درامي، ومن دون أي مبرر، وببساطة تكاد تقارب السذاجة.
يبتعد قصي خولي إذن عن الدراما المشتركة، ويتجه إلى تركيا، لكن في شخصية الزوج المثالي التي يؤدي بعيداً عن الحيوية التي اعتدناها منه في أعماله الأخيرة. في المقابل، تقدّم ديما قندلفت أداءً تجيده جيداً ولا يشبه نجاحها في "ستيلتو"، حيث تؤدي دور المرأة المسلوبة الإرادة بواقعية، لكنها لا تتمكن من كسر النمطية التي تحيط بالشخصية.
أما رزان جمّال، فقدمت أداءً نمطيًا مشابهًا لما قدمته في مسلسل "الثمن"، وهو ما يطرح تساؤلات حول خياراتها الفنية، خاصة أنها أظهرت قدرات تمثيلية عالية في أعمالها السابقة مثل "ما وراء الطبيعة".
مرة أخرى، يُبرز "القدر" الفجوة بين المدرستين التركية والعربية في التمثيل والإخراج. الممثلون العرب يجدون صعوبة في التفاعل مع أسلوب الإخراج التركي، ما يُنتج أداءً يبدو أحيانًا غير متجانس. المشكلة لا تكمن فقط في الاختلاف الثقافي، بل أيضًا في غياب تطوير تقنيات الأداء التمثيلي بما يتناسب مع طبيعة هذه الأعمال، وهو ما يجعلها تبدو وكأنها نسخ مكررة من القصة الأصلية دون روح جديدة.
مع استمرار مجموعة MBC في إنتاج هذه النوعية من المسلسلات، تثار التساؤلات حول مستقبل هذه الأعمال، خاصة مع الأنباء عن إمكانية نقل إنتاجها من إسطنبول إلى الرياض، وبعد سلسلة مسلسلات فشلت في مقاربة النجاح التركي للعمل الأصلي، لا من ناحية التمثيل ولا تعريب السيناريو ولا الإخراج، حتى وإن كان اختيار أماكن التصوير يشبه ذاك الذي دارت فيه أحداث العمل الأصلي.
"القدر" يقدم فرصة لمناقشة جدوى الدراما المعربة ومدى قدرتها على تقديم محتوى جذاب ينافس الإنتاجات الأصلية. هل ستتمكن النسخ المقبلة من تجاوز أخطاء الماضي، أم ستظل حبيسة النمطية والضعف الدرامي؟