الفنانة الفلسطينية سما عبدالهادي بانتظار المحاكمة: أسئلة عديدة مشرعة

الفنانة الفلسطينية سما عبد الهادي بانتظار المحاكمة: أسئلة عديدة مُشرعة

05 يناير 2021
سما عبد الهادي (فرانس برس)
+ الخط -

بعد الإفراج عن فنانة التكنو الفلسطينية سما عبد الهادي (30 عاماً) مساء الأحد بانتظار محاكمتها، ما زالت الأسئلة مشرعة في الشارع الفلسطيني، أقلها: ما مدى مسؤولية الفنانة عن حفلها في مقام النبي موسى الأثري والديني قرب مدينة أريحا في الضفة الغربية؟

فبحسب لجنة تحقيق شكلتها الحكومة الفلسطينية توزعت المسؤوليات أولاً على وزارة السياحة والآثار- المسؤولية الإدارية، لأنها منحت الفنانة "إذناً ليس من اختصاصها بإقامة عروض وحفلات إلكترونية في موقع يتبع لوزارة الأوقاف".

ثانياً على الفرقة الموسيقية لعدم التزامها بتعليمات حالة الطوارئ المعمول بها وتُحظر بموجبها إقامة الاحتفالات، للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وتنظيمها حفلاً موسيقياً في المقام دون مراعاة أهميته وحساسيته بكونه مقاماً ومسجداً".

ولم تستثن اللجنة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تحميلها المسؤولية الإدارية، بسبب غياب إجراءات الحراسة بالمكان.

وبانتظار المحاكمة التي قال سعد عبد الهادي والد الفنانة، لوكالة فرانس برس إنه لم يُحدد موعد جلستها، ما زال السجال على مواقع التواصل قائماً، منذ اعتقال السلطة الفلسطينية سما مساء اليوم التالي لتنظيم الحفل في 26 ديسمبر/ كانون الأول.

فقد جاء الاعتقال فوراً بعد انتشار مقاطع فيديو تصور شباناً وشابات يرقصون على وقع الموسيقى، وخلال تنظيم الحفل تدخل شبان فلسطينيون لإيقافه، وأرغموا سما والعاملين معها على مغادرة الموقع.

بعض من هذا السجال تناول إقامة حفل خلال الإغلاق المفروض لاحتواء فيروس كورونا المستجد، وصوت المستائين من حفل جماعي في زمن الوباء كان الأضعف، لأن جمهوراً أعرض في مواقع التواصل، اعتبر الحفل "تدنيساً" للموقع الذي يوجد فيه مسجد.

والد سما عبد الهادي أبدى  أسفه لأن اعتقال ابنته "تم إرضاء للشارع، وفق اتهامات معقدة".

بين هذين الطرفين هناك أصوات احتجت على إقامة الحفل، لكنها وقفت ضد ما سمّته التجييش الشارعي وتحميل المسؤولية للفنانة، التي أكدت، وأكدت عائلتها حصولها على ترخيص.

وفق ما قاله سعد عبد الهادي والد الفنانة لوكالة فرانس برس، فإن ابنته وفرقتها نظّما الحفل بعد الحصول على إذن بذلك من وزارة السياحة، وهذا ما أعلنت عنه لجنة التحقيق.

لكن الأمر بدا أبعد من ذلك، إذ أبدى الرجل أسفه لأن اعتقال ابنته "تم إرضاء للشارع، وفق اتهامات معقدة".

وأضاف أن "السلطة الفلسطينية أطلقت سراح ابنتي سما مساء الأحد بكفالة مالية تقدر بحوالي 3500 دولار" بعد أسبوع من توقيفها. مبيناً: "اشترطت المحكمة منعها من السفر إلى حين جلسة المحاكمة".

وعليه، يبدو توقيف الفنانة سما عبد الهادي الملقبة بـ"بملكة التكنو الموسيقية" مع تحميل لجنة التحقيق وزارة السياحة في المقام الأول مسؤولية ما وقع، استجابة للزوبعة التي ثارت، وفق ما يحلله البعض، إذ إن اعتقالها بدا كما لو أنه ردٌ على تسللها وفرقتها إلى المكان.

طلعوا سما وتحملوا مسؤولية سوء ادارتكم وزيرة السياحة تفضلي استقيلي وتحملي مسؤولية الحدث بدل ما ترموا المسؤولية عصبية اخذت كل التصاريح من سيادتكم.

Posted by Honaida Ghanim on Wednesday, 30 December 2020

هل يكون نصيب سما عبد الهادي وفرقتها حكماً قضائياً ينحصر فقط في مخالفة التدابير الاحترازية لمكافحة كورونا، لعدم ارتداء كمامات أو خرق التباعد الاجتماعي؟

إذا كان الأمر كذلك، فإن المخالفة هيّنة وتقع يومياً ملايين المرات في أرجاء العالم منذ بدء الجائحة.

غير أن ما وقع يطرح أسئلة قد لا يجيب عنها فقط حكم المحكمة، تتعلق بماهية الحفل الذي قيل إنه للترويج لمعالم أثرية فلسطينية بالاتفاق مع وزارة السياحة، وإن المكان مركز ثقافي لا علاقة له بالمسجد المجاور، فضلاً عن إقامة فعاليات فنية سابقة فيه.

المساهمون