الغناء باللهجة الخليجية: أصوات مستعارة

الغناء باللهجة الخليجية: أصوات مستعارة

26 سبتمبر 2020
تستعد أنغام لإصدار جديدها الخليجي قريباً (فيسبوك)
+ الخط -

قبل أيام، غادرت المغنية السورية أصالة نصري بيروت عائدة إلى القاهرة، بعد أكثر من أسبوعين أمضتهما في العاصمة اللبنانية، لإجراء جلسات تصوير خاصة بألبومها الغنائي الخليجي الصادر حديثاً بعنوان "لا تستسلم".

يحتوي الألبوم على 19 أغنية باللهجة الخليجية، لشعراء وملحنين معروفين منحوا أصالة نصري عصارة أفكارهم في الكلام والموسيقى. لكن ليس السؤال بشأن الألبوم السعودي الصنع، وإنما السؤال الذي يُطرح هو لمن تغني أصالة نصري؟ أو تتوجه بتسع عشرة أغنية؟ وهل بإمكان السوق حمل هذا العدد من الأغاني ضمن ألبوم واحد؟ 


نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وأمام الانفتاح الإعلامي العربي نحو الفضائيات، دخل السوق الخليجي بشكل فعّال عالم الأغنية، وخرج بمجموعة كبيرة من المغنين العرب الذين منحوه الثقة كاملة للعمل عبر تعهدات وعقود عمل.

ومن هنا، لم يكن مُستغرباً عبور بعض الفنانين غير الخليجيين إلى الغناء بهذه اللهجة التي ظلت لوقت حكراً على الجيل الأول والثاني من رواد هذا اللون، أمثال الفنانين الراحلين أبو بكر سالم وطلال المداح، والفنان الكويتي القدير عبد الكريم عبد القادر، ليأتي بعدهم الجيل الثاني، مثل عبد الله الرويشد، ونبيل شعيل وراشد الماجد، إلى آخر السُبحة.


الانتماء إلى شركات خليجية الهوية جعل بعض الفنانين يحاولون التجربة في العبور إلى عالم الأغنية الخليجية "الأصلية". ربما كان للفنانة التونسية الراحلة، ذكرى محمد، الفضل الأول في فتح هذا الباب أمام زميلاتها، وظلت لوقت المنافسة بين ذكرى القادمة إلى الملعب الخليجي وبين المغنيتين أحلام الشامسي ونوال الكويتية.

تمتُّع ذكرى بموهبة فطرية لأداء كل الألوان الغنائية وضعها في موقع متقدم جداً، وتهافت إليها معظم الشعراء والملحنين لتغني لهم، وهو ما زاد من رصيدها الجماهيري، حتى أصبحت من أكثر الفنانات طلباً في مهرجانات الخليج التي تزدهر في موسم الشتاء من كل عام.


بعد الراحلة ذكرى، عملت مجموعة من الفنانات على الدخول إلى هذا العالم المستجد في تغيير اللون الغنائي الذي مهد لنجاحهن وشهرتهن الواسعة. الفنانة المغربية رجاء بلمليح كانت سباقة لكسب ثقة المستمع الخليجي نظراً إلى إقامتها في دبي، وحصدت في إصدارين ما يمكن اعتباره إضافة إلى الفن الغنائي في الخليج. تبعتها ذكرى لتتوسع مساحة المنافسة في ما بعد، وتشمل أصالة نصري، وأنغام، وأسماء لمنّور التي عرفت من البداية أسرار اللعبة وحصدت نجاحاً كبيراً في مرمى الخليج، وخسرت حضوراً عربياً شاملاً.


اليوم، رغم الظروف الصعبة، المنافسة تحتدم من جديد بين المغنيات أنفسهن، أصالة وأحلام وقريباً أنغام. صراع جيد، لكنه يعاني من "تضخم" واضح بسبب وفرة الأغاني، فيما ترتفع نسبة الحرب على المواقع البديلة بين معجبي هذه المغنية وتلك، حروب لم توفر أصالة؛ إذ تعرضت قبل أسبوع إلى حملة خاصة بسبب ورود جملة "استوصوا خيراً بالنساء" في أغنية جديدة لها بعنوان "رفقاً"، فضلا عن اتهامها بأنها لا تتقن اللكنة الخاصة بالأغنية، وقيل إنها اخطأت في بعض الأغاني لجهة اللفظ ومخارج الحروف. يبقى السؤال: لماذا تلجأ معظم المغنيات العربيات إلى الغناء الخليجي؟ 

المساهمون