العثور على عشرات القطع الأثرية في محافظة واسط العراقية

العثور على عشرات القطع الأثرية في محافظة واسط العراقية

09 اغسطس 2022
سُلمت الآثار للمتحف العراقي (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت وزارة الثقافة والآثار العراقية العثور على 233 قطعة أثرية خلال التنقيب في محافظة واسط الحدودية مع إيران، وسُلِّمَت للمتحف العراقي لغرض العناية بها وعرضها.

وقال مدير دائرة التحريات والتنقيبات في الوزارة، علي شلغم، إنه "عُثِر على أكثر من 233 قطعة أثرية في تل أبو غافل الآثاري في الصويرة شمال محافظة واسط، وسُلِّمَت للمتحف العراقي".

وأضاف شلغم، في بيان رسمي، أن "البعثة الآثارية انتهت من أعمال التنقيبات التي جرت في تل أبو غافل وتلول رقم 4 و5 الواقعة في قاعدة الصويرة الجوية في القطعة رقم 1 مقاطعة 34 الحرية الشرقية في الصويرة، فضلاً عن إنجاز الأعمال المتعلقة بالبعثة من الناحية الفنية والإدارية خلال المدة الزمنية البالغة 150 يوماً، وأن التلال تعود للفترة الفرثية التي تضمنت وحدات بنائية سكنية".

من جهته، أشار المسؤول الفني لدائرة الآثار والتراث في محافظة واسط، وسام التميمي، إلى أن "الاكتشافات الأخيرة في منطقة تل أبو غافل تشير إلى وجود مزيد من القطع الأثرية، وبعض المخطوطات، وهناك عمل مكثف من قبل هيئات التنقيب في واسط مدعومة من فرق متطورة من بغداد".

وأضاف التميمي أن "وزارة الثقافة حددت المناطق التي سيجري التنقيب فيها، تصل حتى الحدود مع إيران، وقد أجري الكشف الميداني على كثير من المناطق، وتحديداً التلال القريبة من منطقة "بدرة"، والدوائر الآثارية ستنطلق خلال الوقت القريب لبدء عمليات التنقيب".

قبل ذلك، أعلنت مديرية "التحريات والتنقيبات" العثور على أكثر من ثلاثمئة قطعة أثرية تعود لعصور فرثية وسلوقية في العاصمة بغداد.

وبحسب بيان لوزارة الثقافة، فإن "الملاكات الآثارية والفرق التنقيبية جنوب شرقي مدينة بغداد عثرت على هذه القطع خلال عمل الفرق التنقيبية في منطقة النهروان". ولفت إلى أن "الدائرة تعمل على متابعة الفرق التنقيبية المحلية والأجنبية في محافظات العراق كافة، بهدف الاطلاع على المكتشفات العمارية للبعثتين واللقى الأثرية التي عُثِر عليها".

علوم وآثار
التحديثات الحية

من جانبه، أشار الباحث في شؤون الآثار والتراث، علي الشمري، إلى أن "البعثات الأجنبية المتخصصة بالتنقيب والفرق العراقية تواصل أعمالها الهامة والاستثنائية لاكتشاف كنوز تاريخية"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "جميع محافظات العراق تحتوي على مناطق بحاجة إلى التنقيب، ولا سيما الخاصة بالحضارة الفرثية والسلوقية، لكن هناك موانع أمنية تحول دون ذلك".

وكانت الإمبراطورية الفرثية التي ظهرت في القرن الثالث قبل الميلاد تسمى أيضاً الأرسكيدية، ومثلت قوة سياسية في إيران القديمة، وتمددت بمرور الوقت لتشمل بلاد ما بين النهرين وجزءاً من تركيا حتى أصبحت مركزاً للتجارة، وكان سكانها يجيدون صناعة الفن والعمارة.

أما السلوقيون الذين كانوا يمثلون العدو الأول للإمبراطورية الفرثية، فيرجعون إلى "سلالة ترجع تسميتها إلى مؤسس الأسرة الحاكمة للدولة السلوقية، سلوقس الأول نيكاتور أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر، شكلت هذه الدولة إحدى دول ملوك طوائف الإسكندر، التي نشأت بعد موت الإسكندر المقدوني"، وكانت عاصمة الدولة السلوقية في مدينة سلوقية على نهر دجلة في العراق، لكنّ  عاصمتهم نُقلت فيما بعد إلى مدينة أنطاكية في سورية.

وتعرّضت آثار العراق لعمليات نهب وتدمير بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، عدّها خبراء أنها الأسوأ في التاريخ الحديث، إلا أن العراق نجح خلال السنوات الماضية في استعادة آلاف القطع المهرّبة.

المساهمون