العراق: استثناء "المسحرجي" من قرار حظر التجول

العراق: استثناء "المسحرجي" من قرار حظر التجول

14 ابريل 2021
المسحرجي.. تراث رمضاني في العراق (يوتيوب)
+ الخط -

أفادت مصادر مسؤولة من وزارة الصحة وخلية الأزمة في العراق، باستثناء "المسحرجي" من قرار حظر التجول لساعة واحدة فقط، في فترة "السحور" قبيل الفجر، خلال أيام شهر رمضان، وأن له الحق في التجول داخل حدود الحي الذي يسكن فيه، لإيقاظ الناس من نومهم قبل صلاة الفجر في مدن العراق.

وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن "المسحرجي له استثناء بساعة واحدة فقط خلال الليل، لاستخدام الطبلة التي يحملها ويجول وفق حدود الحي الذي يخدم فيه، ولا يمكنه التجاوز والتجول في الأحياء الأخرى".

وبينت أن "المسحرجي من الطقوس الرمضانية التي اعتاد عليها العراقيون، ولا بد من استمرارها، لكن وفق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، حيث يمنع أن يخرج أي من المواطنين من منازلهم".

ويقول المسحرجي عمر حامد، وهو من أهالي حي "الدورة" في بغداد، "هذا العام هو الثاني والعراق يمر بأزمة صحية بسبب تفشي فيروس "كورونا"، ولكن هذا لا يمنع من خروجي والاستمرار في هذه الخدمة التي ورثتها عن أبي وأجدادي".

وأكمل حامد، أن "أهالي بغداد يحبون الاستماع إلى طبل المسحرجي، وبالتالي لا بد من استثناء جزئي للمسحراتية في سبيل بقاء هذه الصورة من صور الموروثات الشعبية الجميلة في العراق"، مستغرباً من "تحول هذه الخدمة إلى استعراضات موسيقية من قبل بعض المسحرجية الذين باتوا يستخدمون الآلات الموسيقية مثل البوق وغيرها".

أما حيدر صاحب، وهو من أهالي حي الجادرية ببغداد، فأكد أن "العراقيين باتوا لا يعتمدون على المسحرجي في الاستيقاظ خلال ليالي شهر رمضان، لأن غالبيتهم إما يستيقظ على صوت المنبه في هاتفه الجوال، أو أنه لا ينام أصلاً لمتابعة المسلسلات والأعمال الفنية الرمضانية أو التعبد".

وأضاف لـ "العربي الجديد"، أن "هذه الأمور لا تعني الاستغناء عن العادة التي تربى عليها كل العراقيين، وهي الاستماع إلى صوت وطبل المسحرجي الذي عادة ما يكون فرداً محبوباً من أفراد الحي".

بدورها، أكدت الحاجة أم ناظم (62 عاماً)، أنها لا تستيقظ خلال ليالي شهر رمضان إلا على صوت المسحرجي، الذي يتجول ويدق أبواب جميع المنازل كي يستيقظ جميع من فيها، ولا يترك باباً إلا ويطرقه، وإذا حدث ونسي أن يطرق باب أحدٍ ما، فإن مشكلة قد تحدث بين المسحرجي وصاحب البيت، الذي قد يصحو من نومه وتفوته وجبة الأكل قبل الإمساك وصلاة الفجر.

وأضافت "أهالي الحي عادة ما يرسلون الهدايا إلى المسحرجي في أول أيام العيد، حيث يتوافد الأهالي إلى بيت المسحرجي ويهدونه مبالغ مالية بسيطة أو أكلات مثل "الكليجة" أو قطع من الكيك أو اللحم، تقديراً لجهوده طيلة ليالي الشهر".

وكانت السلطات الصحية العراقية قد قررت أخيراً، تمديد حظر التجول المفروض في البلاد حتى نهاية شهر رمضان. وجاء ذلك في بيان صادر عن "اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا"، أن "الحظر الجزئي في شهر رمضان سيكون من الساعة 8 مساء بالتوقيت المحلي وحتى الساعة 5 فجراً، في حين سيفرض حظر تجول شامل يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع".

وتستثنى من الحظر، الصيدليات ومحال بيع المواد الغذائية والخضر والأفران، لتمارس عملها حتى الساعة 7 مساء من كل يوم، كما قررت اللجنة تقليص الدوام في مؤسسات ودوائر الحكومة ساعة واحدة. وجاءت هذه القرارات بعد تسجيل حالات إصابة بالسلالة المتحورة لكورونا وتزايد أعداد الإصابات اليومية.

المساهمون