العثور على أول جمجمة سليمة لديناصور باراصورولوفوس

العثور على أول جمجمة سليمة لديناصور باراصورولوفوس

31 يناير 2021
نجت أجزاء من الفك السفلي للديناصور وعدد من الضلوع (فيسبوك)
+ الخط -

عثر باحثون في جامعات ومراكز بحثية أميركية على جمجمة جديدة لنوع نادر من الديناصورات يسمى "باراصورولوفوس"Parasaurolophus، تم التعرف عليه بواسطة الأنبوب المجوف الكبير الذي ينمو فوق رأسه. تمنح الحالة الجيدة للجمجمة المكتشفة حديثاً علماء الأحافير أول فرصة للتعرف بشكل نهائي على كيفية نمو مثل هذا الهيكل الغريب على هذا الديناصور.

في دراسة جديدة نشرت في دورية PeerJ، يوم الإثنين 25 يناير/ كانون الثاني، وجد فريق بحثي لأول مرة، خصائص لربط أنواع الديناصورات ذات القمة الأنبوبية الموجودة في جنوب أميركا الشمالية (نيو مكسيكو، ويوتا)، والتي تختلف عن النوع الشمالي الوحيد الذي عثر عليه في ألبرتا. 

اكتشفت ديناصور باراصورولوفوس لأول مرة منذ ما يقرب من قرن في عام 1922، وبعد أن فحص الباحثون البقايا الأحفورية التي عثروا عليها تبين لهم أنها تنتمي إلى فصيلة نادرة من الديناصورات. تظهر تفاصيل الجمجمة أن القمة تتشكل إلى حد كبير مثل قمم الديناصورات الأخرى ذات منقار البط.

وفي عام 2017، وفي أثناء استكشاف الأراضي الوعرة في شمال غرب نيو مكسيكو كجزء من فريق متحف دنفر للطبيعة والعلوم، عثر باحثون من جامعة نورث كارولينا على جمجمة أحفورية محفوظة جيداً في نيو مكسيكو. كان جزء صغير فقط من الجمجمة مرئياً على منحدر من الحجر الرملي شديد الانحدار. لكن الباحثين فوجئوا بالعثور على القمة السليمة أثناء قيامهم بالحفر في الحجر الرملي. 

يعود تاريخ المنطقة التي عثر فيها على الجمجمة والواقعة في شمال غرب نيومكسيكو إلى حوالي 75 مليون سنة مضت، وهو الوقت الذي كانت فيه أميركا الشمالية مقسمة ببحر ضحل وتعج بالديناصورات ذات منقار البط والديناصورات ذات القرون والتيرانوصورات المبكرة.

بالإضافة إلى الجمجمة، نجت أجزاء من الفك السفلي للديناصور وعدد من الضلوع. وعلى مدار المائة عام الماضية، اختلفت آراء الباحثين بشأن بالأنبوب المبالغ فيه، فاعتبرها بعض العلماء ذات قدرات خارقة على الشم، وقال آخرون إنها كانت مفيدة في الغطس. ولكن بعد عقود من الدراسة، كشف الباحثون، أخيرًا، عن أن هذه العلامات استخدمت كوسيلة للتواصل بين الديناصورات من نفس الفصيلة. ومن بين الديناصورات الأكثر شهرة، كانت لباراصورولوفوس قمة مستطيلة تشبه الأنبوب على رأسه تحتوي على شبكة داخلية من الممرات الهوائية. 

حتى الآن، تم التعرف على ثلاثة أنواع من باراصورولوفوس، في صخور تعود إلى ما بين 77 و73.5 مليون سنة في المنطقة الواقعة بين ألبرتا في الشمال إلى نيو مكسيكو في جنوب أميركا الشمالية. 

"إن الحفاظ على هذه الجمجمة الجديدة أمر مذهل، حيث كشف أخيراً بالتفصيل عن العظام التي تشكل قمة هذا الديناصور المذهل الذي يعرفه تقريباً كل طفل مهووس بالديناصورات. ويعزز هذا أهمية حماية أراضينا العامة للاكتشافات العلمية"، يقول تيري غيتس المؤلف الرئيسي في الدراسة والأستاذ المساعد في جامعة نورث كارولينا.

ويشرح غيتس أن القمة التي تشبه الأنبوب أعلى الجمجمة تعتبر ميزة فريدة لهذا النوع من الديناصورات: "دراستنا لها آثار تطورية مهمة إذ إن هذه هي أول جمجمة تقدم وصفا مفصلا لتشريح الرأس. الأهم من ذلك، أنها توضح أن طريقة تثبيت القمة المجوفة في الديناصور باراصورولوفوس، هي نفسها في جميع الديناصورات ذات المنقار".

يلفت الباحث إلى أهمية تسليط الضوء على أن العديد من الديناصورات ذات المنقار قد تطورت من سلف مشترك وعاشت خلال نفس الفترة الزمنية في العصر الطباشيري قبل أكثر من 70 مليون سنة في جميع أنحاء العالم.

المساهمون