الضربات الموجعة تلاحق السينما الروسية

الضربات الموجعة تلاحق السينما الروسية

05 يناير 2021
إيرادات شبيابيك دور العرض الروسية تراجعت بنحو 60 في المائة في 2020 (Getty)
+ الخط -

بعد نمو متواصل في السنوات الأخيرة، تلقى قطاع صناعة السينما في روسيا ضربة موجعة في عام 2020، بسبب تراجع الإنتاج السينمائي، والهبوط الحاد في دخل شبابيك دور العرض إلى أقل من النصف، نتيجة تداعيات فيروس كورونا والحجر الصحي وإغلاق دور السينما، أو تقييد عملها لمدة تراوحت بين أربعة وتسعة أشهر حسب الحالة الوبائية في كل مقاطعة.

وتراجع إنتاج الأفلام السينمائية في العام الماضي نحو 90 في المائة، وتكبدت استوديوهات الإنتاج خسائر فادحة، مع اقتصار عملها على خدمات البث المباشر وتسجيل بعض البرامج. وأفاد "صندوق السينما" بأن إيرادات شبيابيك دور العرض الروسية تراجعت بنحو 60 في المائة في العام المنصرم.

وذكر الصندوق المعني بدعم السينما الروسية، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، أن "عائدات التذاكر تراجعت قرابة 58.8 في المائة". أشار الصندوق إلى أن عدد رواد دور العرض تراجع بنحو 60 في المائة، لافتا إلى أن قرابة 68.6 في المائة من التذاكر بيعت في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، أي قبل انتشار الوباء على نطاق واسع في روسيا والبدء بإجراءات التباعد الاجتماعي، وإغلاق دور العرض في الموجة الأولى من الوباء. ومعلوم أن السلطات أغلقت دور السينما لعدة أشهر، قبل أن تسمح بإعادة فتحها ضمن شروط صعبة تتضمن اقتصار العرض على ربع عدد المقاعد، وتهوية القاعات بين العروض لفترات طويلة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومع الموجة الثانية، أُعيد إغلاق دور السينما ما تسبب بخسارات كبيرة. وعزا "صندوق السينما" في بيانه انكماش السوق إلى تعليق عمل دور السينما لمدة تتراوح بين أربعة إلى تسعة أشهر، والقيود المفروضة على الصالات، فضلا عن تأجيل عدد من العروض الأجنبية الكبرى إلى عام 2021.

ومنذ بداية الربيع، بدأ تأثير كورونا على دور العرض مع التراجع الحاد في دخل الشبيابيك، وتوقعت جمعية مالكي دور السينما هبوط الدخل بنحو 30 مليار روبل على الأقل بسبب القيود.

عزا "صندوق السينما" في بيانه انكماش السوق إلى تعليق عمل دور السينما لمدة تتراوح بين أربعة إلى تسعة أشهر، والقيود المفروضة على الصالات، فضلا عن تأجيل عدد من العروض الأجنبية الكبرى

وفي يوليو/تموز، طالبت الجمعية بتقديم دعم حكومي لاستمرار عملها بعد انتهاء الوباء. وكشف "صندوق السينما" أن إيرادات شبابيك التذاكر في 2020 لم تتجاوز 10.7 مليارات روبل، لكن النظرة الإيجابية للإنتاج السينمائي المحلي انعكست بوضوح على شباك التذاكر، وبلغت حصة الأفلام الروسية 20 في المائة من عروض الأفلام في دور السينما في العام الحالي، وجنت الأفلام الروسية قرابة نصف عائدات دور العرض، واقتصر تراجع دخل الأفلام الروسية على نحو 12.6 في المائة، وبلغ عدد البطاقات المباعة لحضور الأفلام الروسية 42.5 مليون تذكرة. وفي المقابل، بلغت إيرادات الأفلام الأجنبية في عام 2020 12.1 مليار روبل فقط، وتم بيع 46.2 مليون تذكرة، وهو ما يقل بنسبة 71.9 و72.6 في المائة عن نتائج عرض الأفلام الأجنبية في عام 2019 على التوالي. وحسب بيانات "صندوق السينما"، حصل الفيلم الكوميدي الروسي "خولوب" (العبد) على المركز الأول في شبابيك العرض، تلاه الفيلم الدرامي "الجليد 2" الذي عُرض بالتزامن مع عيد العشاق في فبراير/ شباط الماضي. وتضمنت قائمة الأفلام العشرة الأولى من حيث الدخل خمسة أفلام روسية. ورغم سوداوية المشهد السينمائي في روسيا، فقد كشف استطلاع للرأي نظمه مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام، في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن 58 في المئة من الروس يعتقدون أن نوعية الأفلام المحلية باتت أفضل في السنوات الثلاث الأخيرة.

مكسيم كسينزوف، نائب وزير الثقافة، قد توقع خسارة قطاع السينما في البلاد في العام الحالي جراء كورونا قرابة 23 مليار روبل

 وكان مكسيم كسينزوف، نائب وزير الثقافة، قد توقع خسارة قطاع السينما في البلاد في العام الحالي جراء كورونا قرابة 23 مليار روبل، مشيرا في حوار مع وكالة "تاس" الروسية إلى أن الخسارة تقدر بنحو نصف عائدات القطاع السينمائي. وفي 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، وبعد مناشدات لمنع انهيار القطاع، كشفت وزارة الثقافة الروسية أن مؤسسات إنتاج وتأجير وعرض الأفلام الروسية، ستحصل على 4.2 مليارات روبل من صندوق الاحتياط التابع للحكومة الروسية. وأوضحت الوزارة أن "صندوق السينما" سيتولى توزيع الدعم على 500 مؤسسة روسية.

وفي خريف العام الماضي، حذر كسينزوف من أن عدد الأفلام الروسية سيتراجع بشكل حاد في السنوات الثلاث المقبلة في حال عدم زيادة الدعم الحكومي. من جانبه، ناشد المخرج الروسي والأوزبكي جانيك فايزوف الحكومة دعم قطاع السينما، محذراً في حوار مع وكالة "تاس" من أنه "من دون الدعم الحكومي فإن قطاع السينما الروسي معرض لخطر العودة نحو 12 عاما إلى الوراء بسبب الوباء".

المساهمون