الصحافي المغربي سليمان الريسوني يغيب عن محاكمته

الصحافي المغربي سليمان الريسوني يغيب مجدداً عن محاكمته

23 يونيو 2021
الريسوني في رسالة: "أنا مستعد، بل متلهف للمحاكمة وأنا في كامل حريتي" (فيسبوك)
+ الخط -

غاب الصحافي المغربي سليمان الريسوني، المعتقل منذ أكثر من عام، للمرة الثانية عن محاكمته، الثلاثاء، لتدهور صحته بعد 76 يوماً من الإضراب عن الطعام وفق دفاعه، ما دفع المحكمة إلى توجيه "إنذار" له للحضور قبل أن ترجىء الجلسة.

وقالت محاميته سعاد براهمة، لوكالة "فرانس برس"، إنه "لم يستطع الحضور لغياب شروط مثوله أمام المحكمة بالنظر لحالته الصحية". ويؤكد محاموه أنه "مستعد للحضور شرط نقله في سيارة إسعاف وتمكينه من كرسي متحرك".

ومن جانبه، اعتبر القاضي بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء غياب الريسوني بمثابة "رفض" للمحاكمة، وأعلن توجيه إنذار له للحضور.

وتزامناً مع ذلك، تواصلت في قاعة أخرى محاكمة زميله الصحافي عمر الراضي، بتهمتي "اعتداء جنسي" و"تجسس"، وهو معتقل منذ قرابة عام. 

وتطالب منظمات حقوقية محلية ودولية وأحزاب سياسية مغربية ومثقفون بتمكين الصحافيين من إفراج موقت، لكن المحكمة رفضت عدة مرات ملتمسات دفاعهما بهذا الصدد، وتتواصل محاكمتهما في جلستين منفصلتين يوم 29 حزيران/يونيو.

وينفذ الريسوني، 49 عاماً، إضراباً متواصلاً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله، مطالباً بمحاكمته في حالة سراح، وسط مناشدات أن يوقف اضرابه. 

تطالب منظمات حقوقية محلية ودولية وأحزاب سياسية مغربية ومثقفون بتمكين الصحافيين الريسوني والراضي من إفراج موقت، لكن المحكمة رفضت عدة مرات ملتمسات دفاعهما بهذا الصدد، وتتواصل محاكمتهما في جلستين منفصلتين يوم 29 حزيران/يونيو

وقالت زوجته خلود مختاري، الثلاثاء، لـ"فرانس برس"، إن "محاميه التقوه أمس وكان عاجزاً ومتعباً جدًا (...) إنه على شفا الموت"، وأضافت أنه نُقل إلى المستشفى مرتين نهاية الأسبوع "بعدما فقد وعيه".

وكان الريسوني اعتقل في أيار/مايو العام الماضي على خلفيّة اتّهامات نشرها شابّ على موقع فيسبوك بالاعتداء عليه جنسيّاً، بعدما استمعت الشرطة للأخير. ولم تبدأ محاكمته إلا في فبراير/ شباط.

وقال الريسوني، في رسالة نقلها عنه محاموه قبل جلسة الثلاثاء: "أنا مستعد، بل متلهف للمحاكمة وأنا في كامل حريتي، هذا حقي وسوف أصل إليه إما أمام محكمة الدار البيضاء أو محكمة الله"، وأشار إلى فقدانه 35 كيلوغراماً من وزنه منذ اعتقاله.

لكن إدارة السجون اعتبرت أنه يسعى إلى "تعبئة الرأي العام بإضراب مزعوم عن الطعام". 

وسبق أن غاب عن جلسة محاكمته الأسبوع المنصرم لـ"عجزه عن الكلام"، لكن النيابة العامة اتهمته إثر ذلك بكونه "المتسبب في تأخير إجراءات محاكمته (...) بمبررات مختلفة".

ورد دفاعه مؤكداً أن هذا التأخير "مرده بالأساس طول فترة التحقيق القضائي معه الذي دام لما يقارب تسعة أشهر (...) رغم أنه لم يضف أي جديد".

من جهته، ناشد الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، كريستوف دولوار، العاهل المغربي "التدخل من أجل تفادي كارثة إنسانية"، وذلك أثناء حضوره محاكمة الصحافيين الثلاثاء، وأضاف: "الراضي مريض، والريسوني في خطر (...) إذا حصل مكروه ستشوه صورة المغرب"، داعياً إلى "إنصافهما".

وكان الراضي، 34 عاماً، اعتقل في تموز/يوليو 2020 ووجهت له تهمة "اعتداء جنسي" بعد شكوى من زميلة له في العمل، إضافة إلى تهمة "تخابر" مع دولة أجنبية لم تحددها النيابة العامة.

وجدد دفاعه، الثلاثاء، المطالبة خصوصاً باستدعاء جميع الأشخاص الواردة أسماؤهم في التحقيقات مع الراضي في كلا التهمتين ليدلوا بشهادتهم، وكذلك إخضاع الشاكية التي تتهم الصحافي بالاعتداء عليها جنسياً لفحص طبي، وهي الملتمسات التي ترافع ممثل النيابة العامة، الأسبوع المنصرم، لإقناع المحكمة برفضها، دون أن تصدر المحكمة بعد قرارها بهذا الخصوص.

 

(فرانس برس)

المساهمون