"الشيطان قد يبكي"... دانتي يحاول إنقاذ العالم مجدداً

12 ابريل 2025
واجه المسلسل انتقادات واتهامات بأنه سيّس حكاية اللعبة (نتفليكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت نتفليكس مسلسل "Devil May Cry" مستوحى من اللعبة الشهيرة، يتبع شخصية دانتي في مغامراته ضد الشياطين، مع الحفاظ على روح اللعبة من حيث الدمويّة والسخرية، وإشارات للثقافة الشعبية.

- يتميز المسلسل بأسلوب قتال مشابه لمسلسلات مثل "Attack on Titans"، مع حبكة مستوحاة جزئيًا من فيلم "Constantine"، ويركز على الصراع بين الخير والشر، مع تلميحات سياسية أثارت بعض الانتقادات.

- رغم قلة الجدل الإعلامي، حظي المسلسل باهتمام كبير في منتديات مثل ريديت، مما دفع نتفليكس للتحضير لموسم ثانٍ، في محاولة لجذب جمهور أوسع عبر الأنيميشن.

مضت قرابة 25 عاماً على صدور النسخة الأولى من لعبة "الشيطان قد يبكي" Devil May Cry من شركة كابكوم التي قدمت لنا سلسلة ألعاب Resident Evil، لكنها في هذه اللعبة (Devil May Cry) قدمت لنا نسخة من "الشرّ" اللاهوتيّ الذي قاتله لاعبو منصة بلايستيشن 2 متقمصين شخصية دانتي، مؤلف الكوميديا الإلهية، ضمن سياق مختلف كلياً، دانتي فيه ليس شاعراً يخوض الجحيم والمطهر والفردوس، بل شاب ونصف شيطان، يحاول الحفاظ على عالمنا وقتل الشياطين والعفاريت التي تحاول السيطرة عليه.

أخيراً، بثت منصة نتفليكس مسلسلاً يحمل اسم اللعبة نفسها Devil May Cry، وبالطبع بطله دانتي، قاتل الشياطين والعفاريت الذي يحاول إنقاذ العالم، ضمن حبكة لن نشرحها هنا حرصاً على متعة المتابعة، لكنها حبكة تحاكي رغبات مدمني اللعبة الأصلية، بدمويتها وعنفها وسخرية دانتي المعهودة، ليس فقط من عالم العفاريت، بل أيضاً من الثقافة الشعبية المعاصرة، كألعاب فيديو أخرى، وإحالات إلى لعبة Resident Evil، وغيرها من الأمور التي تحاكي من يلاحق إنتاجات شركة كابكوم.

يحاكي أسلوب القتال والتحريك في المسلسل ذاك الذي نراه في مسلسلات أخرى، أشهرها Attack on Titans أو Castlevania، لكنه في الوقت نفسه، يبتعد عن أسلوب القتال في اللعبة الأشد ضراوة ومراعاة لما يمكن تسميته "ثقل" المكان والأدوات التي يستخدمها دانتي، صاحب السيف العملاق الذي ليس من السهل التحكم به، كما نرى في اللعبة. بصورة ما، يراعي المسلسل الشرط الواقعي في الحركة ضمن المكان، بعكس اللعبة التي تبدو فيها عوالم دانتي داكنة، وأكثر تحدياً له كونه لا يقاتل ضمن مدينة، بل في أجزاء من العالم السفلي.

لكن، بالعودة إلى الحبكة والحكاية التي تختلف عن اللعبة، يقتبس المسلسل من فيلم Constantin الشهير، إذ يشير إلى بطله، ونقصد هنا الصراع بين الخير والشر، ذاك الذي بعكس الفيلم، يبدو واضحاً ومحكماً، والجدل حول شخصية دانتي يُحسم بسرعة لصالح البشر. في حين ركز المسلسل على "الشر" وعلاقه مع الأرضي والسياسيّ، أي الخوف من اقتحام العفاريت عالمنا هذا، ولو كان هناك جزء من العفاريت يبحث عن مأوى آمن، ما أثار انتقادات للمسلسل الذي اتهم بإقحام السياسة في حكاية لا علاقة له بها، بل إن بعضهم وصف "الحرب" التي تشنها السلطات على العفاريت والشياطين بمجاز عن الحرب على الإرهاب والمهاجرين، الذين يجب أن يبقوا في مكانهم، حتى لو كانوا يتعرضون للخطر، فالبوابة نحو "العالم الآمن" يجب أن تبقى مغلقة دائماً. يستعين المسلسل بشخصيات من عوالم فانتازية أخرى، فـ"الشرير" يتمثل بشخصية أرنب، ما يحاكي أليس في بلاد العجائب، مع ذلك، هو الشخصية الوحيدة بين "الأشرار" التي تملك قصة متماسكة وتحولاً، في حين باقي الشياطين والعفاريت هم شر مطلق، بعكس اللعبة، فضلاً عن أن "اللاجئين" المتخفين منهم تعرضوا للقتل، وكأن العالم الآمن لا مكان فيه لاستيعاب أو استقبال الهاربين والخائفين، في صدى لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب نوعا ما. 

الجدل والمراجعات حول المسلسل قليلة في وسائل الإعلام التقليديّة ووسائل التواصل الاجتماعي الأشهر، لكن عوالم ريديت مليئة بالتعليقات والتحليلات المتعددة للمسلسل وشخصياته، وربما هذا ما تحاول "نتفليكس" فعله عبر استقطاب فئة أوسع من الجمهور خصوصاً عبر الأنيميشن، الذي قد لا يصل إلى الجمهور الواسع التقليدي. ووفقاً لـ"هوليوود ريبورتر"، فإن المنصة شرعت في تحضير موسم ثان من المسلسل. وهنا ربما تقع المنافسة مع "أمازون برايم"، التي قدمت سلسلة Invincible المتميزة بالعنف الشديد، وطبقات الحكاية المتداخلة التي تكسب الشخصيات عمقاً أشد من التصنيف التقليدي: "أخيار مطلقون" يواجهون "أشراراً مطلقين".

دلالات
المساهمون