السلطات الجزائرية تستدعي مدير قناة بعد حوار مسيء للأمير عبد القادر

السلطات الجزائرية تستدعي مدير قناة محلية بعد حوار مسيء إلى الأمير عبد القادر

20 يونيو 2021
حناشي: باب الرد مفتوح للجميع (تويتر)
+ الخط -

أخذت قضية الحوار التلفزيوني الذي بثته قناة جزائرية مع السياسي والنائب السابق نور الدين آيت حمودة، تعرّض فيه بالإساءة إلى حياة الأمير عبد القادر وعدد من الرموز التاريخية والوطنية في الجزائر، أبعاداً سياسية ومتابعة من الهيئات الرسمية.

وفي أول رد فعل رسمي، استدعت سلطة ضبط السمعي البصري، مدير قناة الحياة هابت حناشي، لطلب توضيحات حول بث القناة حواراً يوم الخميس، ثارت على خلفيته ردود أفعال وطنية غاضبة وساخطة على ما جاء في هذا اللقاء التلفزيوني من تجريح وتشكيك في هذه الرموز الوطنية.

وكانت المقابلة التلفزيونية قد أثارت جدلاً واسعاً في الجزائر، واستياءً من السماح ببث تصريحات مثيرة ومزعومة بحق زعامات ورموز تاريخية ووطنية جزائرية، أدلى بها نجل أحد قادة ثورة التحرير الجزائرية والنائب السابق في البرلمان الجزائري نور الدين آيت حمودة، طاولت شخصية الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية، قال فيها إن "الأمير عبد القادر بتوقيعه معاهدة التافنة، فإنه قد باع الجزائر لفرنسا، وأن أحفاده ما زالوا يتلقون إعانات من فرنسا إلى يومنا هذا".

ووصف مؤسس الحركة الوطنية في الجزائر خلال عهد الاستعمار الفرنسي، مصالي الحاج، بأنه خائن (لرفضه إطلاق ثورة التحرير)، ووجه انتقادات حادة إلى الرئيس الراحل هواري بومدين، وقال إن "الجزائر تعاني إلى اليوم من الألغام التي وضعها بومدين، ووصفه "بالعقيد الوحيد في العالم الذي لم يطلق رصاصة واحدة في حياته".

واستبق مدير قناة الحياة هابت حناشي استدعاء هيئة السمعي البصري بنشره توضيحاً، تنصل فيه من المسؤولية عن المقابلة الصحافية مع نور الدين آيت حمودة، واعتبر أن "ما جاء في هذه المقابلة من تصريح لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر القناة أو مقدم البرنامج، بل تلزم قائلها فقط، وهو نور الدين آيت حمودة"، وبصفتي مقدم البرنامج ومدير القناة كذلك، لا أقاسم السيد آيت حمودة وجهة نظره، وإجراء المقابلة لا يعني أنني موافق على ما جاء في تصريحاته، ولست داعماً أو مؤيداً للأحكام التي أطلقها في حق الأمير وعائلته أو في حق شخصيات أخرى، وقد عبّرت عن ذلك بوضوح خلال المقابلة، لكن هذا لا يسمح لي بمنعه من الكلام أو التدخل في ما قاله وصرّح به".

واعتبر حناشي أن "الهدف من المقابلة لم يكن المساس بالأمير عبد القادر أو أي شخصية وطنية أخرى أو أي رمز آخر من رموز الدولة، أو التشكيك في تاريخ هذه الأمة ورجالها، بل الهدف فتح النقاش في قضايا تاريخية تتطلب تدخلاً من المؤرخين والمختصين، وليس على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأكد مدير قناة الحياة أنه "سيُفتَح الباب نفسه أمام عائلة الأمير عبد القادر وكل من يريد تقديم ما لديه، ليعاكس ما جاء في تصريحات آيت حمودة، وهذا حق من الحقوق التي يكفلها قانون الإعلام وتوفرها القناة للجميع"، رافضاً ما وصفه "استغلال هذه المقابلة والتصريحات التي تضمنتها، من طرف كثيرين، لتصوير المقابلة الصحافية على أنها مسعى للتأثير بالسلم الاجتماعي أو المساس برموز الدولة والأمة".

المساهمون