الرعاية الوقائية... درع الحماية الأول للبالغين والأطفال

12 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 10:00 (توقيت القدس)
طفل يتلقى لقاح شلل الأطفال في السودان، 19 أغسطس 2024 (إبراهيم حامد / فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الرعاية الوقائية للبالغين تشمل الفحوصات المبكرة للكشف عن السرطانات الشائعة وفحوصات ضغط الدم والكوليسترول والسكري، بالإضافة إلى تلقي اللقاحات الضرورية والاستشارات الصحية لإدارة الحالات المزمنة.
- تهدف الرعاية الوقائية للأطفال إلى حمايتهم من الأمراض وتعزيز صحتهم من خلال زيارات متابعة صحة الطفل، التطعيمات الروتينية، والفحوصات السلوكية والنفسية للكشف عن حالات مثل التوحد والاكتئاب.
- معرفة التاريخ العائلي الصحي تساعد في تحديد الاستعداد الوراثي للأمراض، مما يتيح للأفراد اتخاذ قرارات صحية استباقية وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.

لا يذهب كثيرون إلى الطبيب إلّا عند الحاجة، إمّا لعلاج مرض طارئ أو مواجهة وعكة صحية مفاجئة، غير أنّ مفهوم الرعاية الوقائية يظل أحد أعمدة الحفاظ على صحة سليمة وطويلة الأمد، فهو يرتكز على زيارات دورية تهدف إلى الاكتشاف المبكر للأمراض قبل استفحالها وتعقيد علاجها.

الرعاية الوقائية للبالغين

تشمل الرعاية الصحية الوقائية للبالغين عادةً فحوصات عدّة قد تختلف بناءً على العمر وتاريخ العائلة المرضي، لكنّ أكثر الفحوصات الوقائية شيوعاً للبالغين هي:
  • الفحص المبكّر للسرطان مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان عنق الرحم، وسرطان البروستاتا، إذ تُعد هذه الفحوصات مهمة جداً لأنها تكشف عن أكثر أنواع السرطان شيوعاً التي تُصيب الرجال والنساء، ويمكن للاكتشاف المبكر أن يمنع انتشارها أو تفاقمها.

  • فحوصات ضغط الدم والكوليسترول وداء السكري: تُساعد هذه الفحوصات في الكشف عن الحالات المرضية الشائعة التي يُمكن علاجها بالأدوية بالإضافة إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة، في حين إذا تُركت دون علاج قد تُؤدي إلى أمراض خطيرة والوفاة المبكرة.

  • اللقاحات: عادةً ما نعتبر اللقاحات أمراً ضرورياً للأطفال، لكن على البالغين أيضاً المواظبة والاستمرار في تلقي لقاحاتهم، وتشمل اللقاحات الموصى بها للبالغين لقاحات الإنفلونزا السنوية، ولقاحات كوفيد ــ 19، والجرعات المعزّزة للقاحات التي تلقوها في الطفولة التي قد تلاشى مفعولها.

  • الاستشارات: تساعد الاستشارات الوقائية في إدارة الحالات المزمنة كأمراض السكري وأمراض القلب والسرطان، كما يمكن استخدامها للمساعدة في اتخاذ خيارات نمط الحياة الصحية، مثل استشارات الإقلاع عن التدخين، أو خفض الوزن، أو اتباع عادات غذائية متوازنة.

الرعاية الوقائية للأطفال

تساعد الرعاية الوقائية للأطفال في حمايتهم من بعض الأمراض الخطيرة التي قد تصيبهم، كما تساعد في الحفاظ على صحتهم في صغرهم ومع تقدمهم في العمر، وتشمل بعض خدمات الرعاية الوقائية المقدمة للأطفال ما يلي:
  • زيارات متابعة صحة الطفل: تُجرى هذه الزيارات كل بضعة أشهر عندما يكون الطفل رضيعاً، ثم يجري إجراء الزيارات سنوياً بعد ذلك. وتشمل زيارات متابعة صحة الطفل قياس نمو الطفل ومراحل تطوّره، كما تُجرى التطعيمات والفحوصات الروتينية خلال هذه الزيارات.

  • اللقاحات: تحمي اللقاحات الأطفال من الأمراض الخطيرة حالياً ومستقبلاً، وتشمل اللقاحات الروتينية: لقاح شلل الأطفال (Polio)، والتهاب الكبد الوبائي أ وب (Hepatitis A and B)، ولقاح الخناق (Diphtheria) والكزاز (Tetanus) والسعال الديكي (Pertussis)، ولقاح الحصبة (Measles) والنكاف (Mumps) والحصبة الألمانية (Rubella)، وجدري الماء (Chickenpox).

  • فحوصات الصحة السلوكية والنفسية: يُجري أطباء الأطفال فحصاً روتينياً للأطفال للكشف عن حالات مثل التوحّد والاكتئاب وتأخر النمو.

  • فحص الدم: تُجرى فحوصات دم متنوعة طوال مرحلة الطفولة، بما في ذلك فحوصات لقياس مستويات البيليروبين لدى حديثي الولادة، وفحوصات للكشف عن علامات فقر الدم، وفحوصات لقياس كمية الرصاص في الدم.

تاريخ العائلة الصحي

معرفة ما إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة مصاباً بحالات مثل السكري أو السرطان أو أمراض القلب، أمرٌ بالغ الأهمية. فذلك يعني أن هناك استعداداً وراثياً للإصابة، ما يتطلّب فحوصات خاصّة وربما في أعمار أبكر من المعتاد. ورغم أن العامل الوراثي لا يمكن تغييره، إلّا أن الكشف المبكر يرفع فرص العلاج، ويساعد في تجنّب المضاعفات، كما تتيح هذه المعرفة اتخاذ قرارات نمطية صحية مبكّرة للحد من احتمالية الإصابة، مثل ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي متوازن، والامتناع عن التدخين.
ومع أنه لا يمكن تغيير خطر الإصابة الجيني، لكنّ الفحوصات الطبية يمكنها الكشف عن هذه الحالة مبكراً، ما يزيد من فعالية العلاج وفرص تخفيف وطأة المرض، كما أنّ معرفة التاريخ العائلي يمكّن من اتخاذ خطوات استباقية لتقليل خطر الإصابة بأمراض معينة، مثل اتباع خيارات نمط حياة صحي معروفة بمساعدتها في منع تطور هذه الأمراض أو تفاقمها.
المساهمون