الرضاعة الطبيعية تنقل الأجسام المضادة لكورونا إلى الأطفال

الرضاعة الطبيعية تنقل الأجسام المضادة لكورونا إلى الأطفال

16 سبتمبر 2021
أمهات يطالبن بتلقيحهن ضد فيروس كورونا (Getty)
+ الخط -

أظهر بحث جديد أعده باحثون من جامعة فلوريدا أنّ حليب الثدي لدى الأمهات المرضعات اللواتي تم تطعيمهن ضد فيروس كورونا يحتوي على كمية كبيرة من الأجسام المضادة التي قد تساعد في حماية الرضع من الإصابة بالفيروس.

تظهر النتائج التي نشرت الشهر الماضي في دورية Breastfeeding Medicine (طب الرضاعة الطبيعية) أن التطعيم يؤدي إلى زيادة كبيرة في الأجسام المضادة للفيروس المسبب لـCOVID-19 - في حليب الثدي، مما يشير إلى أن الأمهات اللائي تم تلقيحهن يمكن أن ينقلن هذه المناعة إلى أطفالهن.

أجريت الدراسة في الفترة بين شهر ديسمبر/ كانون الأوّل عام 2020 وشهر مارس/ آذار عام 2021، عندما أصبح لقاحا فايزر وموديرنا متاحين للعاملين في مجال الرعاية الصحية. يقول المؤلف الأول في الدراسة جوزيف لاركين، الأستاذ المشارك في قسم علم الأحياء الدقيقة وعلوم الخلايا في جامعة فلوريدا: "يعد إنتاج الأجسام المضادة طريقة رئيسية في مكافحة العدوى في أجسامنا". 

تشير هذه النتائج إلى أن الأمهات يمكن أن يمنحن أطفالهن حماية إضافية ضد فيروس كورونا المستجد من خلال تلقي التطعيم وإرضاع صغارهن من حليبهن، والذي سيحتوي الآن على أجسام مضادة قادرة على محاربة الفيروس. ويضيف لاركين في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّه "غالباً ما تهتم الأمهات بتأثير الاستراتيجيات الطبية، مثل التطعيم، على أطفالهن". وتشير نتائج هذه الورقة إلى بعض الأشياء المهمة مثل أنه ينتج عن التطعيم إنتاج أجسام مضادة خاصة بالفيروس من المحتمل جداً أن تساعد في منع إصابة الأم أو التعرض للإصابة بفيروسات كورونا. وتظهر الدراسات السابقة التي استعان بها الباحثون في الدراسة الحالية، سلامة تلقي اللقاحات للأم الحامل والمرضع، إذ لم تتعرض أي من الأمهات لردود فعل سلبية كبيرة تجاه التطعيم، وفق الدراسة. 

يقترح الباحثون أن الأمهات المرضعات الملقحات، اللائي يمددن أطفالهن بحليب الأم، يمكن أن يحمينهم بطريقتين: "عن طريق الحد من خطر الإصابة بالعدوى ونقل العدوى إلى الطفل، وعن طريق نقل فوائد تطعيم أطفالهن من خلال إعطائهم حليباً يحتوي على أجسام مضادة قادرة على مكافحة الفيروس، ومن ثم يسمح حليب الأم الملقحة بتزويد الرضع بمناعة سلبية". 

ولأغراض إجراء الدراسة، قام الباحثون باختيار مجموعة من 21 امرأة مرضعة يعملن في مجال الرعاية الصحية، ولم يتعرضن للإصابة بفيروس كورونا مطلقا. أخذ فريق البحث عينات من حليب الأم ودمها ثلاث مرات: قبل التطعيم وبعد الجرعة الأولى وبعد الجرعة الثانية. كشفت الدراسة حدوث استجابة قوية للأجسام المضادة في الدم وحليب الثدي بعد الجرعة الثانية - أكثر بحوالي مائة ضعف مقارنة بالمستويات قبل التطعيم. وكانت هذه المستويات أعلى أيضا من تلك التي لوحظت بعد الإصابة الطبيعية بالفيروس.

يمكن أن يصاب الأطفال بفيروس كورونا، لذا فإن التطعيم الروتيني للأمهات ضد فيروس كورونا قد يكون أمرا روتينيا في المستقبل أيضاً

ويشدد المؤلفون على أن تطعيم الأمهات والنساء الحوامل ببعض اللقاحات لحماية أطفالهن ليس أمرا جديدا، وإنما عادة يتم تطعيم الأمهات الحوامل ضد السعال الديكي والإنفلونزا لأنهما يمكن أن يكونا مرضين خطيرين على الرضع. ويمكن أن يصاب الأطفال أيضا بفيروس كورونا، لذا فإن التطعيم الروتيني للأمهات ضد فيروس كورونا قد يكون أمرا روتينيا في المستقبل أيضاً. يواصل فريق البحث استكشاف كيف يحمي حليب الأم الذي يحتوي على الأجسام المضادة لفيروس كورونا المكتسبة من خلال التطعيم، الأطفال الذين يستهلكونه، وإذا ما كان الأطفال الذين يتناولون حليب الأم الذي يحتوي على هذه الأجسام المضادة يطورون حماية خاصة بهم ضد فيروسات كورونا، بالإضافة إلى معرفة المزيد عن الأجسام المضادة نفسها، مثل مدة وجودها في حليب الثدي ومدى فعاليتها في تحييد الفيروس.

المساهمون