الرئيس يعترض طريق "الملك"

الرئيس يعترض طريق "الملك"

08 ابريل 2021
استغل وزير السياحة والآثار لقاءه بالسيسي ليطلب منه إيقاف المسلسل (Getty)
+ الخط -

علمت "العربي الجديد" أن قرار وقف تصوير مسلسل "الملك"، المستوحى من قصة الفرعون أحمس، يعود إلى تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إذ قال مصدر مطلع داخل الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المالكة لشركة "سينرجي" منتجة العمل، إن الرئيس طلب منذ أيام مشاهدة الحلقات الأولى من العمل، الذي واجه انتقادات حادة من خبراء آثار ومتابعين، بعد أن نشر الرئيس التنفيذي في الشركة التابعة للاستخبارات العامة المصرية، تامر مرسي، الفيديو الترويجي للعمل عبر حسابه على موقع "تويتر" الثلاثاء الماضي.

 

وأكد المصدر أن وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني استغل وجوده مع السيسي، مساء السبت الماضي، أثناء الاحتفال بنقل المومياوات من المتحف المصري بميدان التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، وطالبه بالتدخل لوقف عرض المسلسل.

 

وقال المصدر الذي يفضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد، إن "وزير الآثار تدخل في الموضوع بشكل مباشر وبطلب رسمي، وقال للرئيس إن ذلك لا يليق بصورة مصر".

 

وأعلنت الشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية" التابعة للمخابرات المصرية وقف مسلسل "الملك" الذي يتناول قصة الملك أحمس، بعد حملة النقد والسخرية الكبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي من الأخطاء التاريخية الذي شهدها البرومو الرسمي. وقال بيان للشركة إنه تقرر "تشكيل لجنة عاجلة من مجموعة من المتخصصين في التاريخ والآثار وعلوم الاجتماع، وذلك لمشاهدة المسلسل ومراجعة السيناريو كاملاً، وإبداء الرأي بموضوعية ومهنية، حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه في رمضان القادم".

سينما ودراما
التحديثات الحية

وقالت مصادر من داخل الشركة لـ"العربي الجديد" إن عملية تصوير العمل كانت في مراحلها الأخيرة، وكان يتبقى أسبوعان تصوير فقط على الانتهاء من المسلسل، الذي كلف ملايين الجنيهات حتى الآن. وهذه المرة ليست الأولى التي يتدخل فيها السيسي لمنع عرض عمل فني بعد إكماله، إذ أمر بحرق فيلم "سري للغاية" الذي تم تصويره قبل سنوات، ويتناول قصة السيسي نفسه.

 

وفي عام 2018، قررت وزارة الدفاع المصرية جمع كل المواد المصورة الخاصة بالفيلم، الذي كان من المزمع إنتاجه عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتخلص منها نهائياً بعد 4 ساعات تصوير أنجزها المخرج محمد سامي. ومن جهته اتصل كامل أبو علي، أحد منتجي الفيلم، بكاتب السيناريو الراحل وحيد حامد ليرجوه أن يذهب ليشاهد المادة المصورة، وبحسب مصدر مقرب من أبو علي، فإنه قال لوحيد حامد "فلوسنا كلها في الأرض".

وكان اسم مشروع وحيد حامد الأصلي "أيام الثورة والغضب"، ثم تحول إلى "سري للغاية"، بعد أن ذهب الورق إلى وزارة الدفاع ومنها إلى السيسي، الذي أجرى الكثير من التعديلات على السيناريو. حينها، ذهب وحيد حامد إلى إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، ليشاهد أربع ساعات من التصوير، كان رأيه أنها بلا فن ولا سياسة، وأن الممثلين في أسوأ أحوالهم رغم الأموال الطائلة التي تقاضوها، فسأله كامل أبو علي: "هل تستطيع فعل شيء؟"، فرد وحيد حامد "بالطبع لا. قلت لك من البداية إن الفيلم لن ينجح بهذا الشكل".

المساهمون