الذكاء الاصطناعي يحدّ من كميات الطرود المرتجعة في التجارة الإلكترونية

20 فبراير 2025
متجر "شي إن" في ولاية كاليفورنيا، 19 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى شركات التجارة الإلكترونية لتقليل الطرود المرتجعة التي تؤثر سلباً على الأرباح، حيث قلصت منصات مثل "شي إن" و"زالاندو" مهلة إعادة المنتجات للحد من الإرجاع المجاني.

- تواجه شركات الأزياء تحديات بسبب إرجاع السلع بنسبة تصل إلى 30%، مما يؤثر على هوامش الربح. بدأت علامات مثل "إتش إند إم" و"زارا" بفرض رسوم على الإرجاع لتقليل هذه الظاهرة.

- تستخدم شركات مثل "فريغان" الذكاء الاصطناعي لتقديم نصائح دقيقة للمقاسات، مما خفض نسبة الإرجاع بنسبة 45%، وتستخدم كاميرات ذكية للتحقق من الطلبات، مما قلل الطرود المرتجعة بنسبة 90%.

من صورة ذاتية بسيطة إلى روبوت لإدارة المخزون، تتزايد الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي التي تسترعي اهتمام اللاعبين في قطاع التجارة الإلكترونية، الساعين إلى الحد من كميات الطرود المرتجعة التي تؤثر على أرباحهم. عبر موقع شي إن، الذي يوفر منتجات منخفضة الأسعار، تحذّر رسالة باللون الأحمر من أنّ المهلة النهائية لإعادة المنتج باتت 30 يوماً، بينما كانت 45 يوماً سنة 2024. أما منصة زالاندو فقلّصت هذه المهلة من مائة إلى 30 يوماً.

إرجاع السلع يزعج الشركات

وبدأ تشديد هذه السياسة عام 2023 مع ماركتي "إتش إند إم" و"زارا"، عن طريق فرض بضعة دولارات مقابل إرجاع السلع التي اشتُريت عبر الإنترنت. وأُرجع ما يصل إلى 30% من القطع المرتبطة بالموضة، لأسباب منها أنّ "الزبائن يشترون سلعاً ذات مقاسات عدة أو أنماط كثيرة ويعيدون معظمها"، بحسب دراسة أجرتها شركة ماكينزي مع موقع بيزنيس أوف فاشن بنهاية عام 2024. وتؤثر هذه الممارسة على هوامش تجار التجزئة الإلكترونيين للمنسوجات، إذ تراوح تكاليف إعادة الطرد في المتوسط ما بين 21 و46 دولاراً، مع الأخذ في الاعتبار التكاليف الكبيرة للنقل والمعالجة وإعادة التعبئة، وفق ما تشير دراسة أخرى لـ"ماكينزي".

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، توضح المحللة المتخصصة في التجارة عبر الإنترنت ليتيسيا لاماري أنّ الإرجاع المجاني للسلعة الذي يُعدّ ضرورياً في عمليات الشراء عبر الإنترنت بما أنّ تجربة القطعة غير ممكنة، "كان شائعاً جداً في المرحلة الأولى من التجارة الإلكترونية" حتى أوائل العقد الحالي، لكن "اليوم، نحن بالأحرى في مرحلة المحاسبة" و"القيود".

الذكاء الاصطناعي ضد الإرجاع

في عالم الأزياء عبر الإنترنت، "ترتبط 70% من الطرود المرتجعة بمشكلة الحجم"، وفق ما تلاحظ زوي تورنان، المشاركة في تأسيس شركة فريغان الفرنسية، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء تصوّر لجسم المشتري استناداً إلى صورة سيلفي وتقديم نصائح أدق له. وتعطي تفاصيل الطول والوزن التي يدخلها الزبون فكرة عن شكل جسمه، "ثم بالاستناد إلى صورة سيلفي، يُعرَف عمره وجنسه"، وهي معطيات "تحسّن" احتساب مقاسات الجسم وتساهم إلى جانب مقاسات الملابس التي توفرها الماركة، في تقديم نصائح للمستخدم بشأن المقاس الذي ينبغي اختياره، بحسب تورنان. وفي ثوانٍ معدودة، تعطي الخوارزمية التي خضعت لتدريب على مدى عام باستخدام آلاف الصور، المقاس المناسب للزبون مع بعض التعليقات لمساعدته أكثر. ومما تقترحه مثلاً "إنّ السترة تبدو مناسبة على الأكتاف"، أو "مقاس السروال يُحتمل ألا يكون مناسباً عند الوركين".

ماركة ماجيه هي واحدة من عشرين زبوناً (كلودي بيرلو، غران دو ماليس، زابا...) يتعاملون مع "فريغان" ويدفعون "5 آلاف إلى مئة ألف يورو سنوياً" لقاء هذه الخدمة. وتقول تورنان التي حصلت شركتها التي تضم 13 شخصاً على دعم تقني من "ميتا" عام 2024 بهدف تطويرها، إنها تلاحظ عبر موقعها "انخفاضاً بنسبة 45% في المنتجات المرتجعة التي تمثل سلعاً استُخدمت لها هذه الخدمة".

وقد يكون إرجاع الطرود ناجماً أيضاً عن خطأ في الشحن. وتجهّز مواقع آي دي لوجيستيكس عربات مَن يحضرون الطلبات بكاميرا ذكية تتحقق من أن لون المنتج أو حجمه يتوافقان مع طلب الزبون وتنبّه الموظف فوراً إذا وضع في العربة سلعة خاطئة. وفي أقل من عامين، ساهمت هذه الكاميرات في "خفض كميات الطرود المرتجعة بنسبة 90%"، حسب قول مدير التطوير والابتكار في المجموعة الموجودة في 18 دولة لودوفيك لامو.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون