الدراما السورية: أزمة الانسحابات

الدراما السورية: أزمة الانسحابات

30 اغسطس 2021
وقعت سلافة معمار عقداً حصرياً للعمل مع شركة الصباح اللبنانية (فيسبوك)
+ الخط -

يومًا بعد يوم تتفاقم أزمة الدراما السورية المحلية، والواضح أن هجرة الممثلين السوريين إلى الخارج هي الموضوع الوحيد الذي يشغل متابعي الدراما السورية هذه الأيام. 

مع حلول الأزمة السورية (2011)، وأمام الخلافات السياسية بين الفنانين والنظام، وخروج ما عُرف بـ"لوائح العار"، هاجر عدد من الممثلين السوريين إلى الخارج، فاتسعت دائرة عروض العمل والشهرة. وشكل الممثل السوري لعقد من الزمن حالة خاصة في رفع منسوب المشاهدة في الأعمال الدرامية، كل ذلك أضعف الدراما السورية في الداخل، وجعلها محدودة دون متنفس. وحرم ذلك بعض الممثلين من إبداء آرائهم في بعض الأعمال التي كانت تعرض عليهم، وتغليب خط العمل مع شركات إنتاج موالية تمامًا للمنظومة السياسية الحاكمة، إضافة إلى تسلط ودور نقابة الفنانين السوريين في السنوات الأخيرة، وتحولها إلى بؤرة من الفساد والقمع.

قبل أيام، أعلنت الممثلة السورية سلافة معمار عن انسحابها الكامل من مسلسل "حارة القبة"، من نص لأسامة كوكش، وإخراج رشا شربتجي. معمار كانت قد أنهت تصوير الجزأين الأول والثاني من المسلسل، والذي من المفترض أن يعرض في رمضان 2022، وكانت تستعد لتصوير الجزء الثالث. لكن يبدو أنها قررت الهجرة إلى بيروت، مثل مجموعة من زملائها الذين اختاروا العاصمة اللبنانية للإقامة والعمل، في ظل تراجع نشاط ومدخول الدراما السورية.

سينما ودراما
التحديثات الحية

قبل ثلاثة أشهر وصلت سلافة معمار إلى بيروت لتوقيع عقد مع شركة الصبّاح للإنتاج، والاستعداد لتصوير مسلسل قصير بعنوان "عالحدّ"، من إخراج ليال راجحة. ويشارك معمار في دور البطولة الممثل اللبناني رودريغ حداد. والواضح أن العمل بين الشركة وبطلة "زمن العار" فرض توقيع سلافة معمار على عقد حصري علم أنه لمدة عام واحد وقابل للتجديد. واتفق بهذا الشأن على إنتاج مسلسل عربي مشترك يجمع معمار مع مواطنيها عابد فهد ومعتصم النهار، وسيكون مؤلفاً من 30 حلقة وهو خاص بموسم الدراما الرمضاني 2022. هكذا فضلت معمار الدراما العربية المشتركة على الأعمال السورية، ولو أن ذلك يعرضها لدفع غرامة أو البند الجزائي الخاص ببطولة الجزء الثالث من "حارة القبة".

وكانت زميلة معمار نظلي الرواس في "حارة القبة" قد أعلنت قبل أسبوع عن انسحابها دون ذكر الأسباب وراء ذلك.
ساعات قليلة على إعلان انسحاب سلافة معمار من المسلسل، حتى خرجت زميلتها أمل عرفة وأعلنت انسحابها هي أيضاً من الجزء الثالث من "حارة القبة" بعدما شاركت في أحداث الجزء الثاني، وقالت إنها ستوضح أسباب هذا الانسحاب لاحقاً، لتعود وتعلن "شركة عاج للإنتاج الفني" المنتجة للعمل أن عرفة ستظهر في المسلسل بعدما نجحت في التوصل إلى اتفاق أدبي ومادي مع الفنانة السورية.

كل هذا، سيضع المخرجة رشا شربتجي أمام مأزق حقيقي في إعادة اختيار الشخصيات لإكمال عقد المسلسل وأجزائه الثلاثة، فيما تحدث متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي عن حلول الممثلة رنا شميس بدلاً من سلافة معمار في بطولة "حارة القبة". من جديد، تواجه الدراما السورية أزمات مالية، ويبدو أن شركات الإنتاج اللبنانية تحاول أن تبقي على التوازن في استغلال مجموعة من أهم الممثلين السوريين وتوظيفهم لصالح الأعمال الدرامية المشتركة، مسلسلات لا تزال تحتل المرتبة الأولى عربياً ضمن سوق المشاهدة.

المساهمون