الدراما التلفزيونيّة تنقذ المحطات اللبنانية من الانهيار

الدراما التلفزيونيّة تنقذ المحطات اللبنانية من الانهيار

29 نوفمبر 2020
حقق مسلسل "الهيبة" أعلى نسبة مشاهدة لفترة المساء في لبنان (سكرينشوت)
+ الخط -

لم تشهد محطات التلفزة اللبنانية أي تقدُّم هذه السنة. والواضح أن الأحداث المأساوية التي سيطرت على العالم بسبب الحروب وجائحة كورونا، ألقت بثقلها على الشاشات اللبنانية المحلية. مع بداية الخريف، نشطت الحركة بين المحطات اللبنانية على استثمار بسيط في بعض المسلسلات التي عُرضت مع بداية شهر أيلول/ سبتمبر، وحصدت نسبة مشاهدة جيدة في ظل غياب تام لأفكار متجددة.

اللافت أنَّ "هجوم" المنصّات الإلكترونية واستقطابها لمزيد من المتابعين، دفع بوسائل إعلام لبنانية للعمل على تأسيس منصّات خاصة كمحاولة لتبادل المشاهدين، والتوجُّه إلى الجمهور من خلال الوسيلة التي يختارها. محطة "الجديد" اللبنانية تحاولُ جاهدةً تقديم مجموعة من البرامج على منصّتها الإلكترونية. لكن ذلك لا يعفيها من إعادة البرامج نفسها، لعرضها مرة ثانية على الشاشة الصغيرة. والسبب هو حالة النقص التي تعانيها المحطات وإهمالها لإنتاج البرامج بسبب الأزمات المالية التي تسيطر على كل القطاعات في لبنان.

احتلَّ برنامج "مع تمام"، والذي يقدّمه تمام بليق أسبوعياً على منصة "الجديد"، الصدارة في نسبة المتابعة على محمّل "الجديد" الإلكتروني. ورغم ذلك فإن انتقادات واسعة طاولت المحطة والبرنامج نفسه بسبب إصرار بليق على أسلوب الاستجواب الذي يصل إلى حد تعنيف الضيف، وحمله للبكاء بطريقة استعلائية لا تخلو من السخرية على الضيف نفسه. وعاد هذا الموسم برنامج "أحمر بالخط العريض" تقديم مالك مكتبي، على "الشاشة اللبنانية للإرسال" كمحاولة من مكتبي وفريق عمله الخروج بمادة جديدة لم يسبق التطرق إليها من قبل. الحلقة الأولى حملت معاناة الطفولة في لبنان واستقبال مجموعة من الأطفال ومحاورتهم حول سُبل العيش في لبنان في ظل الظروف الصعبة التي منعت أحد الأطفال من متابعة دراسته، ليستجيب البرنامج ويعيد الطفل إلى مدرسته بحسب ما شاهدنا.

سينما ودراما
التحديثات الحية

ويواجه "أحمر بالخط العريض" برنامج "أنا هيك" تقديم نيشان ديرهارتيونيان، في نفس التوقيت. لكن الواضح أن البرنامج الأخير يسعى لإثارة الغرائز واستضافة المُهمشين لفتح جبهات تتعلق بنسبة المشاهدة، وذلك كهدف وحيدٍ يبتعد في مضمونه عن المعايير الواجب مراعاتها لحوار الهواء المباشر.

أما الفكاهي هشام حداد، فعاد إلى قواعده سالمًا في برنامج "لهون وبس" ورغم التكرار النمطي في طريقة مناقشة العناوين الخاصة بكل حلقة، يبقى لحداد مساحة من التفاعل الجيد تبعاً لطرح الهجوم والانتقادات الساخرة التي تطاول السلطة والفساد في لبنان. ربما يكمن الحل الوحيد بالنسبة للمحطات اللبنانية هو الإبقاء على عرض إنتاجات المسلسلات الجديدة، وهذا كاف لضمان جمهور المساء بعد عودة الحجر في المنازل بسبب انتشار فيروس كورونا في لبنان. إذْ بلغت نسبة متابعة مسلسل "الهيبة/الرد" 11 بالمئة من مجموع الجمهور المتابع في فترة المساء، وهذا جيد قياساً إلى باقي المحطات التي حققت في التوقيت ذاته نسبة تتراوح بين 4 و6 بالمئة من المتابعين.

وأخيرًا، من المتوقع أن يحفل شتاء المحطات اللبنانية بمجموعة من مسلسلات العرض الأول، وذلك حتى بلوغ شهر رمضان، بعد أن بدأت التحضيرات النهائية لمجموعة خاصة من المسلسلات الدرامية الخاصة بموسم 2021.

المساهمون