التلفزة العربية... لا بديل عن الدراما التركية

التلفزة العربية... لا بديل عن الدراما التركية

07 أكتوبر 2021
كارمن بصيبص بطلة "عروس بيروت" (فيسبوك)
+ الخط -

لم تسبق الدراما العربية المشتركة الدراما التركية، ولا يمكن المقارنة بين الإنتاج العربي الرائج اليوم، وإمكانات الدراما التركية. السبب، بالطبع، هو محاولة بعض شركات الإنتاج العربية "تقليد" المحتوى التركي، لا بل أكثر من ذلك، بدأت مجموعة MBC السعودية، منذ ثلاث سنوات، بشراء الحكايات التركية، وتحويلها إلى مسلسلات عربية، والاستعانة بالخبرات التركية من مخرجين وبعض الممثلين.

لكن السؤال: هل بإمكان هذا الإنتاج "الدخيل" على عالم الدراما العربية أن ينافس التركي؟ الإجابة، غالباً، لا؛ لأن معظم الإنتاجات التي تنتمي إلى هذا الخط، لم ترق للعمل التركي الصرف، بل جاءت مستنسخة بطريقة مشوهة عنه.
في السنوات الأخيرة، بلغ معدل الإنتاج الدرامي الخليجي منزلة متقدمة، والسبب هو إنماء قدرات المتخصصين في هذا المجال، وتذليل كل العقبات المالية والإنسانية، للخروج بأعمال درامية خليجية، ما بين الكويت التي لا تزال رائدة في مجال الإنتاج السنوي للمسلسلات، والسعودية التي تشارك عبر شراء هذا الإنتاج الخليجي المشترك، كونها الأكثر متابعة على فضائية MBC ومنصة "شاهد".

أمام هذا، لم تعمل محطات التلفزة الخليجية، ولا المنصّات المستحدثة، على استبدال الدراما المحلية أو العربية، بالدراما التركية. السعودية، وفي عز الأزمة الخليجية، وحملات المقاطعة، لم تتوقف عن عرض الأعمال الدرامية التركية، بل على العكس، خاضت تجربة الإنتاج مباشرة من تركيا في مسلسل "عروس بيروت"، الذي نُفذ في إسطنبول نهاية عام 2018، وهو ما أرسى قاعدة الأعمال العربية المشتركة المصورة في تركيا حتى اليوم.
تحقق الدراما التركية، بحسب كل الإحصاءات، أعلى نسبة مشاهدة بين المتابعين العرب. في عام 2019، بلغت نسبة إنتاج المسلسلات أكثر من 150 عملاً درامياً، ما وضع تركيا في المركز الثاني عالمياً، بعد الولايات المتحدة، في ترتيب الدول الأكثر تصديراً للمسلسلات. ووصلت المسلسلات التركية للمشاهدين في 146 دولة حول العالم؛ في أوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وأفريقيا، وأميركا الجنوبية والشمالية.
وبحسب وكالة الأناضول، تلقى المسلسلات التركية إقبالاً كبيراً، من قبل أكثر من 700 مليون مشاهد في بلدان تمتد من روسيا إلى الصين، ومن كوريا إلى أميركا اللاتينية.
هذه الدراسات والإحصاءات، تؤكد على "تفضيل" المنتج أو المحطات الخليجية، والمحطات العربية، لشراء وعرض الدراما التركية، لما تحققه من نسبة مشاهدة عالية.
قل الاهتمام في لبنان بشراء وعرض الدراما التركية عن الخليج. أكثر من خمسة مسلسلات تركية، بعضها بدأ عرضه على الشاشات المحلية اللبنانية نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، رغم شراء مجموعة ثانية من أعمال درامية مشتركة تعرضها المحطات نفسها، لكن يبقى للعمل للتركي جمهوره "الوفي" في لبنان والعالم العربي.

خلاصة القول إن الدراما التركية لا تزال تتربع على مجموع الإنتاجات العربية من خلال هذا الكم الهائل من العروض على الشاشات العربية.

المساهمون