التعامل مع نهر في نيوزيلندا باعتباره مواطناً... إليكم القصة الكاملة

التعامل مع نهر في نيوزيلندا باعتباره مواطناً... إليكم القصة الكاملة

20 ديسمبر 2020
حصل أكثر من نهر على شخصية قانونية (ماثيو لوفيت/Getty)
+ الخط -

نهر وانغانوي هو أول نهر في العالم يتم اعتباره شخصية قانونية. يمكن تمثيل ثالث أطول نهر في نيوزيلندا في المحكمة وتم تعيين وصيَّين للتحدث نيابة عنه.

وأشاد دعاة حقوق السكان الأصليين والمدافعون عن البيئة على حد سواء بالخطوة التي أُقرت قبل ثلاث سنوات، بحسب ما نقلته شبكة "سي أن أن"

ويتدفق النهر في قلب الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا، وهو أحد أهم الموارد الطبيعية في البلاد. يبدأ النهر رحلته على بعد 290 كيلومتراً على الجانب الشمالي الغربي الثلجي من بركان جبل تونغاريرو النشط، متعرجاً بين التلال الخضراء والجبال حتى يلتقي ببحر تاسمان. 

وأصبح وانغانوي أول نهر في العالم يتم الاعتراف به كشخصية اعتبارية في عام 2017، مما أدى إلى اقتراب إحدى أطول القضايا في نيوزيلندا من نهايتها. 

وظل الماوري، وهم السكان الأصليون لبولينيزيا في نيوزيلندا، يقاتلون لأكثر من 160 عاماً للحصول على الحماية القانونية للنهر. 

في القرن التاسع عشر، بدأ المستعمرون البريطانيون بالاستيطان في جميع أنحاء نيوزيلندا، بما في ذلك وانغانوي، وكانت فترة متوترة وعنيفة.

ومع سيطرة الأوروبيين على المنطقة، قاموا بشكل متزايد بتدمير ما كان عليه النهر. قاموا بتشغيل باخرة، وأخذوا حصى النهر، وأطلقوا سمك السلمون المرقط في الأنهار لصيد الأسماك، ودمروا السدود القديمة للصيد حيث كان الماوري يصطادون لأجيال، وتم إبعاد مستوطنات الماوري عن النهر لإفساح المجال لتطورات جديدة.

وبَنَت قبائل وانغانوي ارتباطاً عميقاً بالممر المائي لمدة 880 عاماً على الأقل، أكثر من 700 عام قبل وصول المستوطنين الأوروبيين. لقد اعتمدت عليه في الكثير من طعامها، وسافرت عبره بالزورق، وبنت قرى على ضفافه.

وفي ثقافة الماوري، يعيش التوبونا أو "الأجداد" في العالم الطبيعي، ومن واجب المجتمع حماية المناظر الطبيعية التي ورثوها وأولئك الذين سبقوهم، توضح "بي بي سي". 

ويعتقد بشكل خاص أن البشر والماء متشابكان، والمثل التقليدي يقول: "أنا النهر، النهر أنا". ويعني الاعتراف بالنهر كشخصية اعتبارية أن الإضرار به صار مثل إيذاء القبيلة. 

وإذا كان هناك أي نوع من الإساءة أو التهديد لمياهه، مثل التلوث أو الأنشطة غير المصرح بها، فيمكن للنهر رفع دعوى. وهذا يعني أيضاً أنه يمكنه امتلاك العقارات وإبرام العقود والتقاضي.

وتم طرح فكرة الشخصية البيئية كطريقة لحماية الطبيعة منذ السبعينيات على الأقل. جادل أستاذ القانون الأميركي، كريستوفر دي ستون، في كتابه "هل يجب أن يكون للأشجار مكانة"، أنه يجب الاعتراف بالمصالح البيئية أسوة بالمصالح البشرية. 

وأثر عمله على الأكاديميين الماوريين، جيمس موريس وجاسينتا رورو، اللذين كتبا "منح صوت للأنهار"، مما طرح قضية اعتبار الممرات المائية في نيوزيلندا أشخاصاً قانونيين.

وهذا النهر ليس المثال الوحيد لمنح الموارد الطبيعية الشخصية القانونية في نيوزيلندا. في عام 2014، أصبحت حديقة تي يوريويرا، موطن أسلاف شعب توي، أول عنصر طبيعي في البلاد يتم الاعتراف بها كشخص قانوني. 

وفي عام 2018، حصل جبل تاراناكي، وهو بركان طبقي عمره 120 ألف عام ومقدس لدى الماوري، على نفس الوضع.

لكن ربما كان نهر وانغانوي هو الأكثر تأثيراً، فبعد القرار الصادر في عام 2017، حصل نهرا الغانج ويامونا في الهند وجميع الأنهار في بنغلادش أيضاً على حقوق قانونية، على الرغم من إلغاء القرار لاحقاً في الهند.

المساهمون