التضليل يواكب القصف بين إسرائيل وإيران

14 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 14:09 (توقيت القدس)
لقطة لهجوم صاروخي إيراني على دولة الاحتلال، 13 يونيو 2025 (مرتضى نيكوبازل/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت منصات التواصل الاجتماعي انتشاراً واسعاً لمعلومات مضللة عقب العدوان الإسرائيلي على إيران، حيث تم استخدام مقاطع فيديو وصور مفبركة أو معاد استخدامها من أحداث سابقة لتضليل الجمهور حول الأحداث الجارية.

- تم تداول مقاطع فيديو قديمة وصور مزيفة تُظهر انفجارات وأضراراً مزعومة في منشآت نووية إيرانية أو مواقع إسرائيلية، مما يعكس استخداماً واسعاً للمحتوى غير الحقيقي لتضليل الرأي العام.

- زعم الصحافي الإسرائيلي إيهود يعاري أن قراصنة إيرانيين اخترقوا حاسوبه عبر بريد إلكتروني انتحلوا فيه هوية دبلوماسي أميركي، مما يبرز التحديات الأمنية المتزايدة في الفضاء الإلكتروني.

عقب العدوان الذي شنّته إسرائيل على إيران أول من أمس الجمعة، واستهدفت فيه مواقع نووية وعسكرية واغتالت قادةً بارزين، ورد طهران بهجوم صاروخي على دولة الاحتلال أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتضرّر مبانٍ في تل أبيب، شهدت منصات التواصل الاجتماعي سيلاً من مقاطع الفيديو المضلّلة والصور المعدّلة والأخبار التي لا أساس لها. وجزء كبير من المحتوى المتداوَل إمّا أعيد استخدامه من أحداث سابقة، أو جرى التلاعب به رقمياً، أو فُبرك بالكامل.

فيديوهات قديمة

انتشرت مقاطع فيديو تُظهر انفجارات وضربات صاروخية ومبانٍ مدمرة، مع مزاعم بأنها توثّق العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران الحالي. بين هذه الفيديوهات مقطع شائع لانفجار ضخم في مصفاة نُشر على أنه جزء من الضربات الإسرائيلية على منشآت نووية، وتبيّن أنه حادث صناعي وقع في إيران عام 2020، كما انتشر فيديو قيل إنه يُظهر سقوط صواريخ إسرائيلية في طهران، لكن هذا الادعاء غير صحيح، إذ إن الفيديو يُظهر قصفاً إيرانياً على إسرائيل في الأوّل من أكتوبر/تشرين الأول 2024. في ذاك اليوم، أطلقت إيران نحو 180 صاروخاً على دولة الاحتلال، ردّاً على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران (31 يوليو/ تموز 2024)، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت (27 سبتمبر/ لأيلول 2024) وكان معه قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان عباس نيلفوروشان. وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لإطلاق صواريخ من إيران باتجاه دولة الاحتلال رداً على الهجوم، إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لمناورات عسكريّة أجرتها طهران عام 2021. وفقاً لخدمة تقصي الحقائق من "فرانس برس"، فإن إيران أجرت آنذاك مناورات "الرسول الأعظم 17" في ثلاث محافظات جنوبي البلاد، وشملت اختبارات صاروخية من البر والبحر، وتمارين للقوات البرية والبحرية. انتشر أيضاً مقطع فيديو زُعم أنه لطائرة مسيّرة إيرانية علقت في أسلاك كهربائية في العراق، أثناء هجوم نفذته طهران على إسرائيل، رداً على هجمات تل أبيب الأخيرة، لكن منصة مسبار لتقصي الحقائق أكدت أن الفيديو يعود إلى فبراير/شباط 2024، ونشرته وسائل إعلام سورية، وقالت إنه يُظهر سقوط طائرة مسيّرة مجهولة التبعية في قرية قمر الدين التابعة لبلدة أبو خشب شمال غربي محافظة دير الزور، وأضافت المصادر حينها أن الطائرة علقت في أسلاك خطوط الهاتف. كما تداولت حسابات فيديو على موقعَي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، حديثاً، ادّعت أنه يظهر مقطعاً نشرته وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء مرفقاً بوصف "من أجل السيادة ومن أجل الكرامة فهذا صاروخ عابر للقارات يستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة"، ووفقاً لـ"مسبار"، فإن الفيديو نُشر للمرة الأولى في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عبر حساب على منصة إنستغرام يدعى "محمد محرمي"، والذي يصف نفسه باللغة الفارسية بأنه "مصمم غرافيك ومبدع رقمي ينشئ فيديوهات ترفيه بالمؤثرات الخاصة". وبمراجعة حساب صاحب الفيديو، يتضح أن جميع مقاطع الفيديو التي ينشرها بانتظام تتضمن مؤثرات خاصة، مثل تحطم طائرة هليكوبتر، وطائرة مستقبلية تهبط على مدرج، أو شاحنة تنقل أحواض حليب ضخمة، كما تبين أن وكالة تسنيم لم تنشر المقطع المتداول عبر أيّ من حساباتها باللغة الفارسية والإنكليزية والعربية حديثاً.

صور أقمار صناعية مزيفة أو مولّدة بالذكاء الاصطناعي

انتشرت صور أقمار صناعية عالية الدقة يُزعم أنها تُظهر أضراراً في منشأة نطنز النووية أو مواقع للموساد، لكن تبين أنها معدّلة رقمياً أو أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأظهرت بعض الصور ظلالاً مشوهة وإضاءة غير واقعية وتضاريس غير متناسقة، وهي مؤشرات شائعة للمحتوى المولّد آلياً.

استخدام مقاطع من كوارث طبيعية قديمة

شاركت حسابات إيرانية وأخرى مؤيدة لها مقاطع من حرائق غابات في تشيلي وكوارث طبيعية، مع الادّعاء بأنها تظهر أضراراً في دولة الاحتلال. ونشر فيديو يُظهر النيران تشتعل في تلّة، أُرفق بتعليقات باللغة العربية تزعم أنه يُظهر قاعدة جوية إسرائيلية تعرضت للقصف، لكنه في الواقع يعود إلى حرائق تشيلي عام 2023. وفي سياق مشابه، انتشرت على منصات مثل تليغرام وإكس وإنستغرام مزاعم غير موثّقة عن إنجازات عسكرية من الطرفَين.

انتحال هوية

زعم الصحافي الإسرائيلي إيهود يعاري، أول من أمس الجمعة، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) أخطره حين كان في واشنطن الأسبوع الماضي بأن قراصنة إلكترونيين إيرانيين اخترقوا حاسوبه الشخصي عبر بريد إلكتروني انتحلوا فيه هوية الدبلوماسي الأميركي السابق جيسون غرينبلات، الذي كان يوصف بـ"المبعوث اليهودي لدونالد ترامب إلى الشرق الأوسط".

المساهمون