التراث البحري الخليجي على ضفاف الدوحة في مهرجان المحامل التقليدية

التراث البحري الخليجي على ضفاف الدوحة في مهرجان المحامل التقليدية

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
02 ديسمبر 2021
+ الخط -

تزامناً مع انطلاق بطولة كأس العرب 2021، أطلقت قطر النسخة الحادية عشرة لـ"مهرجان كتارا للمحامل التقليدية" الذي يعرض التراث البحري لقطر والدول المشاركة.

تتواصل الفعاليات لغاية 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري. والدول المشاركة هي الكويت، وسلطنة عمان، والسعودية، والعراق، وإيران، واليونان، والهند، وزنجبار، وتركيا.

ويحفل المهرجان بمجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تمثل لوحة تراثية حية تقدم التراث البحري، وتسلط الضوء على تفاصيل حياة الأجداد.

كما تشتمل الفعاليات على معارض المقتنيات التراثية البحرية للدول المشاركة، والأجنحة الخاصة للحرف اليدوية التقليدية، وورش صناعة السفن والمشغولات البحرية القديمة، بالإضافة إلى المسابقات البحرية التراثية.

يقول المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، خالد بن إبراهيم السليطي، إنّ مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، تحول إلى فعل ثقافي تجاوز بعده المحلي ليحقق أهدافه على المستويين الإقليمي والعالمي، لما يحتويه من فعاليات وأنشطة متنوعة تمزج بين التراث البحري الأصيل ومختلف مجالات الفنون بالإضافة إلى إحيائه لرياضات بحرية تقليدية من خلال المسابقات التي استلهمت من تراث الأجداد وتعاملهم مع البحر في سبيل طلب الرزق لعقود طويلة. 

ويضيف أن النسخة الحادية عشرة من المهرجان تتمتع بنكهة خاصة نظراً لأنها تتزامن مع احتضان الدوحة لكأس العرب 2021، مما سيمكن ضيوف الدولة والسياح وكل من على أرض قطر من التعرف على تفاصيل التراث القطري والخليجي والاستمتاع بالأجواء الرائعة. 

الصورة
مهرجان كتارا للمحامل التقليدية (معتصم الناصر)
(معتصم الناصر)

وحضرت الفنون بقوة في المهرجان، ابتداءً من الفرق الشعبية التي قدمت عروضها متجولةً في أرجاء المهرجان بكتارا، إضافةً إلى وجود فرقة على متن المحمل على البحر.

ويتواجد عدد من الفنانين التشكيليين الذين يرسمون على لوحات جدارية مشاهد مستوحاة من بيئة المهرجان، إلى جانب الأعمال الفنية التي يتم نحتها على الرمل، علاوة على الأعمال التشكيلية من الشبك.

ويقول الباحث بالتراث الكويتي، هاني العسعوسي، من جناح الكويت، لـ"العربي الجديد" إن الجناح الكويتي يشارك للمرة العاشرة ممثلاً بحرفيين يتقنون المهن البحرية، لافتاً إلى أن المشاركة في المهرجان القطري تعني الكثير لأن تراث الشعب الخليجي واحد "لذلك نَحِنّ إلى تراث آبائنا وأجدادنا ونحرص على تعليم النشء هذه الحرف حتى لا تندثر ويستذكروا ما عاناه الأقدمون".

ويشرح العسعوسي أبرز المهن المعروضة في الجناح ومنها "الشبناك" (المشبنج)، وهو صندوق من الحبال وألواح الخشب صنعته أيدي الكويتيين قديماً وهم على ظهر السفينة خلال عودتهم من رحلات الغوص. وأيضاً "القلاليف"، وهم صناع السفن، بالإضافة إلى الحرفة الخاصة بالموسيقى كالطبول للسمر على ظهر السفينة للترفيه، وهناك جناح خاص في التراث البحري والبيئة الكويتية والبيت الكويتي من ثياب قديمة خاصة للنساء، و"الكاروكة" وهي سرير الطفل، وكذلك المقتنيات الخاصة بالأدوات المنزلية.

حول العالم
التحديثات الحية

 

من جانبه، يشارك صاحب جناح "بيت اليزوة" القطري، جاسم بن عبد الرحمن المناعي، للمرة الثانية في المهرجان.

وعن جناحه، يقول لـ"العربي الجديد" إن بيت "اليزوة" يروي جانباً مهماً من تراث الأجداد أثناء مراحل الغوص ويشمل قسمين: الأول يعتني بوسائل صيد الأسماك التقليدية، والتي كان يستخدمها أهل قطر والخليج، ومنها "المسكر" ويكون قريباً من الساحل ويرتبط بالمد والجزر، وكذلك "الحظرة" وتنصب قريباً من الشاطئ، و"الياروف" وهي شبكة صيد من الغزل وتشيد على شكل غرفة ولها باب أيضاً، و"القرقور" وهو سلّة كبيرة من الأسلاك المتشابكة والمتداخلة مصنوعة من الخوص وترمى في أماكن الشعيب والصخور التي يتواجد فيها السمك. 

وحول القسم الثاني يقول المناعي إنه يُعنى بمهن الغوص، ويبدأ من أعلى مهنة وهي "الطواش" أي التاجر الذي يشتري اللؤلؤ من "نواخذة" أو يتوجه إلى "الهيرات" ويشتري اللؤلؤ من هناك، ثم يبيع بضاعته في قطر أو يذهب بها إلى الهند وغيرها.

ومن مهن الغوص "النوخذة"، وهو المسؤول الأول عن سفينة الغوص ولديه "اليزوة" وهي مجموعة البحارة على ظهر السفينة، ويتولى توزيع المهام على البحارة،  كـ"الغيص"، وهو الأول في عملية استخراج اللؤلؤ الذي ينزل إلى قاع البحر، و"البلّات" الذي يقيس عمق المياه بواسطة حبل ويفحص التربة في الأسفل، و"السكوني" الذي يمسك دفة السفينة ويعرف بالفلك والأنواء وتوازن الشراع، و"النهام" الذي يعد بمثابة مطرب السفينة، و"العزال" الذي ليست له علاقة بأوامر النوخذة، يرافق الرحلة على حسابه الخاص ويدفع مقابل أكله وشربه وركوبه على السفينة.

ويقدم المهرجان أكثر من 85 حرفة من قطر، و100 حرفة من سلطنة عمان، وجميعها حرف تقليدية مستمدة من التراث البحري لدول الخليج.

ويضم المهرجان عدداً من المسابقات البحرية: منها مسابقة النهمة ومسابقة الحداق، ومسابقتا الشراع والتجديف، إلى جانب مسابقة الفن التشكيلي ويشارك فيها 25 تشكيليا قطريا ومقيما عبر رسومات حية.

ذات صلة

الصورة
سورلينغ

رياضة

حلت السويدية بيترا سورلينغ، رئيسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، ضيفة على "العربي الجديد"، للحديث عن النسخة المقبلة لبطولة العالم، التي من المقرر أن تقام بالدوحة.

الصورة
كأس آسيا شهدت نجاحاً كبيراً (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصلت رحلة بطولة كأس آسيا لكرة القدم لنهايتها، وشهدت تتويج منتخب قطر باللقب بعد الفوز في النهائي الذي أقيم على استاد لوسيل أمام المنتخب الأردني بنتيجة 3-1.

الصورة
ريكاردينيو خطف الأضواء في كتارا (انستغرام/Getty)

رياضة

تشهد بطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم في الدوحة أحداثاً مثيرة في الملاعب وخارجها، منها قصة البرازيلي ريكاردينيو الذي خطف الأضواء في كتارا.

الصورة
المغترب الفلسطيني محمد صيام (حسين بيضون)

مجتمع

فاق مجموع من فقدتهم عائلة الفلسطيني محمد صيام خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الـ 50 شهيداً، من بينهم والده ووالدته، وبقية العائلة بين مصابين ونازحين.

المساهمون