الاعتداء على صحافية لبنانية خلال مراسلتها على الهواء

الاعتداء على صحافية لبنانية خلال مراسلتها على الهواء

22 ابريل 2021
زينة شمعون خلال تغطيتها (تويتر)
+ الخط -

تستمر الاعتداءات على المراسلين في لبنان من قبل مناصري الأحزاب الحاكمة. آخر اعتداء طاول مراسلة قناة "أم تي في" اللبنانية، زينة شمعون، خلال تأديتها مراسلتها على الهواء أمس الأربعاء، في تغطية لوقائع اقتحام النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان، القاضية غادة عون شركة "مكتف" للصيرفة.

وبينما كانت شمعون تروي كيفية دخول القاضية عون الشركة بعد تكسير أبوابها وخروجها حاملة أجهزة كومبيوتر وبعض المستندات، تعرّضت لمضايقات من قبل مناصرين لـ"التيار الوطني الحر" الذي يرأسه صهر رئيس الجمهورية، النائب جبران باسيل، الذين كانوا موجودين في المكان لدعم القاضية عون، واعتدت إحدى المناصرات على زينة، ودفعتها خارج كادر الكاميرا بهدف إسكاتها، بيد أن المراسلة عادت واستكملت رسالتها المباشرة.

واستنكر زملاء زينة "الاعتداءات المستمرة بحق الإعلاميين والمراسلين لفظياً وجسدياً، والممارسات القمعية من جانب المنظومة الحاكمة ومناصريها وجيوشها الالكترونية"، مؤكدين أن "أساليب الدولة البوليسية لن تمنعهم من تأدية واجبهم ورسالتهم وفضح المسؤولين".

وتعد القاضية عون محسوبة على فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، وهي تقوم منذ أيام بجملة مداهمات بدعمٍ من مناصري "التيار" لمكاتب "مكتف"، بحثاً عن ملفاتٍ مرتبطة بقضية تهريب الأموال من المصارف اللبنانية إلى الخارج في نهاية عام 2019 والتي كان قد استمع فيها إلى ميشال مكتف كشاهدٍ، متجاوزة بذلك قرار النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بكف يدها عن الملف الذي بدوره تلقى الدعم من مناصري "تيار المستقبل" الذي يرأسه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.

وأدانت نقابة محرري الصحافة اللبنانية في بيان، اليوم الخميس، الاعتداء على شمعون في أثناء تأدية واجبها المهني، والاعتداءات المتكررة على الصحافيين، سواء من جهة أمنية أو حزبية، وأسفت "ألا تكون الإدانات المتكررة والدعوات إلى الجهات القضائية والأمنية للتحرك لمنع هذه الانتهاكات قد لاقت آذاناً مُصغية، ما جعل استسهال استهداف الصحافيين والإعلاميين والمصورين أمراً شائعاً". وطالبت النقابة بـ"عدم التعرض للزملاء عندما يكونون مولجين بتغطية الأحداث السياسية والميدانية وعدم اعتبار هؤلاء مكسر عصا".

من جهتها، توجهت مبادرة "إعلاميون من أجل الحرية" في بيان إلى رئيس الجمهورية بتأكيد مسؤوليته المعنوية عن اعتداءات أنصاره، مؤكدةً أن "محاولة ترهيب الإعلام لترويضه ستنقلب على من يتجرأ على الحريات، وستوسم هذه المرحلة السوداء بما تستحق نظراً لما شهدته من ارتكابات وآخرها بحق الحريات العامة". كذلك توجهت إلى وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، منال عبد الصمد، ووزير الداخلية محمد فهمي، لكي "يتحملا المسؤولية في حماية الإعلام".

ويأتي هذا الاعتداء في وقتٍ ذكر فيه التقرير السنوي لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أول من أمس الثلاثاء أنه "أضحت ممارسة النشاط الصحافي بحرية أمراً ينطوي على خطورة شديدة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بكشف فضائح الفساد".

كذلك عادت، بحسب التقرير، محنة الصحافيين الميدانيين إلى الواجهة، مع استئناف مظاهرات الحراك الشعبي، التي كانت قد توقفت خلال فترة حظر التجول بسبب الوباء، حيث سُجلت العديد من الاعتداءات على المراسلين والمصورين، سواء على أيدي متظاهرين، أو من قبل عناصر الشرطة. وتفسر كل هذه العوامل سبب تراجع لبنان 5 مراتب في تصنيف 2021، وهو ما يمثل أحد أكبر التراجعات هذا العام.

 

المساهمون