الاحتلال يُطلق سراح جيفارا البديري ويمنعها من دخول حيّ الشيخ جراح

الاحتلال الإسرائيلي يُطلق سراح الإعلامية جيفارا البديري ويمنعها من دخول حيّ الشيخ جراح

05 يونيو 2021
لحظة اعتقال جيفارا البديري من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي (الأناضول)
+ الخط -

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل أمس السبت، سراح الإعلامية جيفارا البديري، مراسلة قناة "الجزيرة"، بعد اعتقالها لساعات في مركز شرطة صلاح الدين في القدس المحتلة، شرط الإبعاد عن كامل حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة لمدة 15 يوماً.

وقال محامي الدفاع عنها، المحامي خلدون نجم، في تصريح لوسائل الإعلام: "إن التسجيلات أثبتت زيف الاحتلال وكذبه، في قوله إن الزميلة جيفارا اعتدت عليهم، فجاء الاحتلال بحجة كاذبة أخرى، وهي: (عدم الامتثال لأوامر الشرطة وعدم إظهار بطاقة هوية تعريفية)، مع أن الزميلة جيفارا قالت لهم إنها تحتاج لإحضار هويتها من سيارتها، لكنهم لم يعطوها الفرصة لذلك، واعتدوا عليها واعتقلوها مباشرةً".

وكانت البديري قد اعتقلت، مساء السبت، خلال تغطيتها لأحداث الشيخ جراح، واعتُدي عليها بالضرب خلال اقتيادها إلى داخل دورية عسكرية، حيث تعرضت خلال وجودها داخل الدورية لاعتداء من قبل اثنين من جنود الاحتلال، على ما روته البديري في حديثها لوسائل الإعلام بعد إطلاق سراحها.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال دفعت بالقوة مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إلى إحدى دورياتها، ثم اعتقلتها، وحاولت قوات الاحتلال الاعتداء على كريستين الريناوي، مراسلة تلفزيون فلسطين الرسمي، وأخرجتها من داخل حيّ الشيخ جراح بالقوة، وسط تدافع لمعظم الطواقم الصحافية العاملة هناك.

وتعرض العديد من أهالي حيّ الشيخ جراح خلال ذلك للاعتداء ومحاولة إرغامهم على الدخول إلى منازلهم بالقوة، فيما يواصل المستوطنون استفزازاتهم للأهالي في الحيّ، حيث يتحركون بحرية هناك.

وأشارت البديري إلى أن التحقيق معها استمر لأكثر من ثلاث ساعات، حيث وجهت إليها تهمة "الاعتداء" على مجندة إسرائيلية، وهو ما دُحض من خلال مقاطع فيديو أظهرت مجندات وجنود وهم يعتدون عليها دون مبرر.

وأدانت شبكة "الجزيرة"، في سلسلة تغريدات، اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلية البديري، عقب الاعتداء عليها. وأوضحت أنّ "الاعتقال يأتي بعد أسبوعين من قصف (إسرائيل) برج الجلاء بغزة الذي يضم مكاتب الجزيرة". وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت في وقت سابق (السبت) جيفارا البديري، واعتدى جنود الاحتلال عليها وعلى المصور الذي يعمل معها، قبل اعتقالها بطريقة عنيفة، ما أدى إلى كسر كاميرا الفيديو التي يعمل بها المصور.

وبالتزامن، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس السبت، حشداً من الفلسطينيين في حيّ الشيخ جراح بالقدس المحتلة، المهددة منازله بالتهجير لمصلحة المستوطنين، حيث كان الحشد يحيي ذكرى نكسة فلسطين الرابعة والخمسين، وذكرى استشهاد الأسير عمر القاسم من قياديي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. ووفق مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فقد اعتدى جنود الاحتلال على أطفال كانوا يشاركون طفلاً آخر أطلق طائرة ورقية تحمل ألوان العلم الفلسطيني في حيّ الشيخ جراح، وقمعت تلك القوات الفلسطينيين هناك، الذين كانوا يشاركون في فعالية إحياء الذكريين، وأخرجتهم من وسط الحيّ إلى مدخله الرئيس، حيث بقوا يرددون الهتافات والشعارات الوطنية، وسط تحليق مستمر للطائرة الورقية التي فشل جنود الاحتلال في إسقاطها.

من جانبهم، شارك عدد من الصحافيين الفلسطينيين، مساء السبت، بوقفة احتجاجية قبالة مركز شرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة، تضامناً مع جيفارا البديري، مراسلة قناة الجزيرة، حيث كانت تحتجز. وقال الصحافيون إن قوات الاحتلال استهدفتهم اليوم، على وجه التحديد بالقمع والاعتقال، لمنعهم من تغطية ما يجري من انتهاكات بحق أهالي حيّ الشيخ جراح، مشيرين إلى أن الاستهداف بدأ بالاعتداء على الصحافية البديري واعتقالها، واعتُدي أيضاً على عدد آخر من الصحافيين، من بينهم: ياسمين أسعد، لواء أبو رميلة، رناد الشرباتي، ميساء أبو غزالة، ‎كريستين ريناوي، ‎مرام بخاري، ثروت شقرا، و‎سندس عويس، بينما كُسِّرَت كاميرات تصوير لعدد من الصحافيين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها قوات الاحتلال صحافيين يشاركون في تغطية الاعتصامات في حيّ الشيخ جراح، حيث اعتقلت قبل نحو 10 أيام الصحافيين زينة الحلواني ووهبي مكية لخمسة أيام. وفي 31 مايو/ أيار الماضي، أطلقت سراحهما شرط الحبس المنزلي لخمسة أيام، والإبعاد عن حيّ الشيخ جراح في القدس لمدة شهر، ودفع كفالة مالية مقدارها ألفا شيكل (نحو 600 دولار).

وأدانت الحكومة الفلسطينية اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على البديري في أثناء تأدية عملها، مطالبة بتوفير حماية دولية للإعلاميين، ومحاكمة المعتدين عليهم. وقالت وزارة الإعلام، في بيان، إنّ البديري كانت "تقوم بعملها وتؤدي واجبها المهني الذي تكفل حمايته القوانين والأعراف الدولية كافة المتفق عليها".

وأشارت الوزارة إلى أنّ مشهد اعتداء قوات كبيرة على البديري، ووجود المستوطنين بعد وضع الأغلال في يديها "يدل على أي مستوى من التوحش الذي وصل إليه الاحتلال، والذي يشنّ في ذات الوقت حرباً شرسة على الصحافيين، خاصة في القدس". وجددت دعوتها مجلس الأمن إلى تنفيذ قراره رقم 2222، الضامن لحماية الصحافيين، وعدم إفلات المعتدين عليهم من العقاب. وطالبت الوزارة الأطر الأممية ذات الصلة "بالضغط على إسرائيل لإطلاق سراح 26 صحافياً فلسطينياً من معتقلاتها". 

بدورها، أدانت منظمة "سكاي لاين" الحقوقية الدولية (مقرها استوكهولم) اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مراسلة "الجزيرة"، معتبرة ذلك "انتهاكاً واضحاً لكل المواثيق والقوانين الدولية التي كفلت حرية العمل الصحافي دون أي تقييد أو تهديد". وأعربت عن بالغ قلقها من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على العاملين في المجال الصحافي داخل الأراضي الفلسطينية.

واستهجن "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" (مقره جنيف) "السلوك العنيف" من عناصر قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصحافية البديري، في أثناء تغطيتها لأحداث مواجهات في حيّ الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وتحطيم كاميرا "الجزيرة" في أثناء عمل الفريق المرافق لها. وقال إنّ "استهداف السلطات الإسرائيلية للصحافيين الفلسطينيين خلال أداء عملهم يُعَدّ سياسة ممنهجة وسلوكاً مشيناً في غياب إجراءات محاسبة دولية تشكل رادعاً لها".

المساهمون